حققت إسبانيا لقبها العالمي الأول وأحرزت لأول مرة كأس العالم بفوزها التاريخي على هولندا بهدف سجله مهاجمها (إنيستا) الدقيقة 117 بعد امتداد المبارة إلى الوقت الإضافي حتى اللقاء الختامي على ملعب استاذ جوهانسبرج سوكرسيتي .. وتوجت اسبانيا بطلة لكأس العالم التاسعة عشرة التي استضافتها جنوب افريقيا..غزو إسباني في شوط تكتيكي كما هو حال المباريات النهائية سعى لاعبو المنتخبين الإسباني والهولندي إلى فرض ايقاع اللعب والرتم المتناسب مع التكتيك الذي اتبعه مدربا المنتخبين الإسباني والهولندي.. واتسم الشوط الأول بسيطرة إسبانية على المنتصف رغم أن الطريقة التي نفذها لاعبو هولندا كانت (4/3/3) التي ينفذونها في المباراة لتتحول إلى أربعة مدافعين وخمسة في المنتصف معظم مهامهم دفاعية باستثناء (شنايدر) الذي يتموضع خلف المهاجم الصريح (فان بيرسي) وإلى الجناحين (روبين) و(كيوت) وكان الحذر مسيطراً على ذهنية لاعبي هولندا مما منح (إنيستا وإكزافي) الفرصة لتوزيع الكرات والتمريرات التي تحمل معها الخطورة ابتداء من الدقيقة 5 التي شهدت الغزو الإسباني على الملعب الهولندي عندما ارتقى (راموس) للكرة التي أرسلها إليه (إكزافي) من ضربة حرة ثابتة من الجهة اليسرى للحارس الهولندي (بيرج) فسدد الكرة في الزاوية اليمنى إلا أن الحارس تصدى لها قبل ولوجها المرمى.. وجاء رد فعل المنتخب الهولندي بعد ثلاث دقائق من ذلك حينما استثمر (كيوت) تمريرة عرضية خاطئة من المدافع (أولونسو) فقطع الكرة ومن على رأس ال18 سدد كرة زاحفة قبض عليها الحارس (كاسياس) واستمرت محاولات الماتادور الإسباني لغزو القلعة الهولندية من خلال التمريرات للخطير (ديفيد فيا) لكنه وقع مرتين في فخ التسلل وفي المرة الثالثة حول (إنيستا) كرة خلف المدافعين الهولنديين اندفع لها (فيا) لكن الكرة طالت عليه إلى الحارس (بيرج) في الدقيقة 9 .. وفي الدقيقة 12 تناقل كروي بين فيا وإينيستا إلى سيرجو راموس تجاوز المدافع وسددها صدها المدافع لركنية وتواصلت المحاولات الإسبانية فيما اكتفى الهولنديون بالعمل على المرتدات التي لم تكن حاضرة بقدر حضور البطاقات الصفراء التي تنافس عليها لاعبو هولندا وإسبانيا أكثر من الكرة في ربع الساعة الأولى من هذا الشوط ودخل الهولنديون أجواء اللقاء وحاولوا مجاراة الإسبان في الهجمات لكن التكتيك الدفاعي حجم النزعة الهجومية للاعبي هولندا الذين اعتمدوا على الإرسالات الطويلة إلى روبين وفان بيرسي اللذين لم يظهرا إمكاناتهما.. ولم يتقدم الهولنديون إلى خط الدفاع الإسباني إلاَّ في الدقيقة 37 عندما تحصلوا على ركنية نفذها روبين إلى فان بيرسي سددها رديئة تصل إلى كيوت الذي سددها أيضاً ضعيفة أظهرت عدم جاهزيتهما المعنوية والنفسية.. وعاد النشاط للهجوم الإسباني عبر هجمة من (بيدرو) الذي تغلب على خمسة مدافعين وسدد الكرة جوار القائم الأيسر في الدقيقة 38 ثم ينفذ (إكزافي) ضربة حرة مباشرة إلى بويول يصدها المدافع ديجونج في الدقيقة 39.. وتتوالى الغزوات الإسبانية ومن ضربة حرة ثابتة نفذ أولونسو تسديدة مرت قريبة من القائم الأيمن.. وكانت أخطر تسديدة لروبين على مرمى إسبانيا في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع أرضية تصدى لها كاسياس إلى ركنية لم تستغل.. تكتيك إسباني هجومي ودفاعي هولندي استمر الإسبان في ممارسة الضغوط ومحاولة خلخلة السياج الدفاعي للطاحونة البرتقالية ابتداء من الدقيقة 47 يرتقي (بيول) لكرة مرفوعة من زميله (كابيل فيا) أخفق في تسجيلها هدفاً.. وفي الدقيقة 52 يرد روبين عليه بتسديدة يلتقطها كاسياس ثم رأسية من فان بيرسي بعيدة عن المرمى الإسباني في الدقيقة 57 فأفلت من الرقابة وكسر حاجر التسللل وانفرد بالحارس كاسياس وسدد ولكن تصدى لكرته كاسياس بقدمه وحولها لركنية.. وتابع الإسبان بعد ذلك فرض كلمتهم في الوقت الذي تراجع لاعبو هولندا للدفاع والتحفظ عن الانطلاق للهجوم وكانت كرة راموس الرأسية أخطر لقطة للإسبان عندما أرسل كرة علت المرمى في الدقيقة (77) وفي غفلة دفاعية إسبانية ينفرد روبين بالمرمى ويواجه الحارس كاسياس الذي انقض على الكرة معطلاً الهجمة للطاحونة الهولندية في الدقيقة 83. الشوط الإضافي الأول بعد إدخال التعديلات على تشكيلتي المنتخبين بدت الملامح للتكتيك الإسباني الهجومي والتكتيك الدفاعي الهولندي المعتمد على الكرات المرتدة للاستفادة من انطلاقات روبين وفان ديفارت لكنهما قوبلا برقابة وحواجز منعتهما من إحداث الخطر إلى أن جاءت الدقيقة (100) فينفرد البديل فابريجاس ويسدد في مرمى هولندا إلاَّ أن الحارس "بيرج" أنقذ مرماه وكاد زميله نافاس يسجل الهدف غير أن تسديدته ارتطمت بالمدافع وتحولت للركنية. الشوط الإسباني وهدف البطولة مع انطلاق هذا الشوط تحصل لاعب هولندا "هوتينجا" على البطاقة الصفراء الثانية مما سهل مهمة إسبانيا التي واصلت شن الغزوات المتلاحقة على مرمى الحارس "بيرج" حتى الدقيقة (117) التي شهدت هجمة منظمة لإسبانيا وسط ارتباك الدفاع الهولندي لينسل "أينيستا" فراراً من الرقابة ويتحصل على تمريرة من "اكزافي" ويسجل الكرة في المرمى معلناً فوز منتخب الماتادور الإسباني ببطولة كأس العالم لأول مرة في تاريخ مملكة إسبانيا.