تواجه اللغات الهندية الأصلية في أمريكا الوسطى والجنوبية ضغوطاً من البرتغالية والاسبانية. ونتيجة ذلك اندثرت 24 لغة محلية في المكسيك، وفي المكسيكوأمريكا أصبحت الأقليات الهندية التي تتكلم لغتها الأصلية شبه منقرضة بل معزولة لغوياً عن مجتمعاتها لعدم وجود مواطنين لديهم يتكلمون معهم بلغاتهم الأصلية. وسوف يندثرون وتندثر معهم لغاتهم الأصلية. وفي أمريكا الجنوبية هناك 375 لغة محلية في طريقها إلى الاندثار. ولا شك أن معطيات ومتطلبات العصر قد أجبرت المجتمعات البدائية على أن تفقد لغاتها وهو ما يعني فقدانها تراثها الحضاري والمعرفي. وقد لا تسعفهم لغاتهم وألسنتهم في مسايرة التطور العلمي السائد أو ترجمته إلى لغاتهم الأصلية. فالمواطنون أنفسهم هم الذين يبقون على لغاتهم القومية أو يستبدلونها حسب الحاجة. ومن بين الأسباب التي تدعو الشعوب إلى التخلي عن لغاتها الأصلية خداع نفسها بأنها بذلك تنغمس في الحضارة، أو بسبب تأثيرات اتصالات الحضارات والثقافات الأخرى بها، أو الإنغماس في بيئات لغوية مختلفة وقد يكون البحث عن فرص عمل من بين الأسباب. ولكن لا ننسى أن الاستعمار الأوربي قد فرض عليهم تعلم لغته وجعلها اللغة الأولى، كما كان في الجزائر إبان الاستعمار الفرنسي، لهذا بعد تحريرها قامت حركة واسعة من التعريب والعودة إلى الثقافة العربية، لكن المؤثرات اللغوية الفرنسية مازالت باقية حتى الآن. والدعوة إلى الفرنكفونية التي تتبناها فرنسا حالياً هي محاولة لنشر اللغة والثقافة الفرنسية بين الشعوب التي سبق لها أن استعمرتها. [email protected]