اختلف الباحثون في تعيين اللغة السامية الأولى التي كانت الأمم السامية تتكلمها، وقد لاحظ المستشرقون الصلة الوثيقة بين جميع اللغات السامية، مما جعلهم يجزمون بأنها مشتقة من أرومة واحدة نشأت عنها لهجات مختلفة بحسب الهجرات المتعددة. وقد ظلت تلك اللهجات قريبة الشبه باللهجة الأم، لكن بسبب تباعدها وتأثرها بالبيئات الجديدة بدأت تتباعد عن اللغة الأم، حتى صارت كل لهجة منها مستقلة بذاتها، لكن مع وجود كثير من الروابط وأوجه الشبه المشتركة بينها. وبحسب (الأستاذ محمود الأش)، ليس من السهل أن نعرف اللغة السامية الأولى على سبيل اليقين، وذلك لما يكتنف ذلك من الغموض. وقد كان أحبار اليهود يعتقدون أن اللغة العبرية هي أقدم اللغات السامية، بل ويزعمون أنها أقدم لغات الدنيا. فيما ذهب بعض الباحثين إلى أن الآشورية البابلية هي اللغة السامية الأولى. وليس لهذين الرأيين سند من الحقائق التاريخية.. وقد أجمع الباحثون على أن أقدم اللغات السامية هي اللغة العربية القديمة والبابلية والكنعانية دون أن يجزموا بأن واحدةً منها أقدم من الأخريين. ومن المحتمل أن تكون اللغات الثلاث قد نشأت من أم قديمة مجهولة، لم يبق لها ملامح مستقلة تعرف بها، لكن بعض المستشرقين ومنهم “أولسهوزن” يؤكد أن اللغة العربية هي أقرب لغات الساميين إلى اللغة السامية القديمة، وأيد رأيه كثير من المستشرقين بأدلة كثيرة. [email protected]