سبق السيف العذل هذا المثل هو أن يقضي الأمر قبل أن يعذل العاذل ويلوم اللائم وأول من قال هذا المثل هو ضبة بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر. وحكاية هذا المثل، أن لضبة هذا ابنين أحدهما يدعى سعدا والآخر يدعى سعيدا ونفرت إبل لضبة تحت جنح الليل. فذهب سعد وسعيد في طلبها فأدركها سعد وردها. اما سعيد فمضى ليله يبحث عنها فلقيه الحارث بن كعب، وكان على الغلام بردان جميلان فساءله الحارث احد البردين فأبي فقتله، وأخذ برديه. فكان أن حج ضبة، فوافى عكاظ، فلقي بها الحارث بن كعب ورأى معه بردي ابنه سعيد فعرفهما فقال له: هل أنت مخبري ما هذان البردان اللذان عليك؟ قال: لقيت غلاما وهما عليه فسألته إياهما فأبى عليّ فقتلته وأخذتهما. فقال ضبة: بسيفك هذا؟ قال: نعم.. قال: أرنيه فإني أظنه صارما. فأعطاه الحارث سيفه. فلما أخذه هزه وقال: الحديث ذو شجون ثم ضربه به فقتله. فقيل له: ياضبة.. أفي الشهر الحرام؟ قال: سبق السيف العذل.. فذهبت عبارته مثلا. نومة عبود تقول العرب: "نومة عبود" وتضرب بها المثل. وحكاية المثل كما روى الفرّاء عن المفضل بن سلمة قال: كان عبّود عبدا أسود حطابا فبقي في محتطبه أسبوعا لم ينم ثم انصرف وبقي أسبوعا نائما. فضرب به المثل لثقل نومه. وقال الشرفي بن القطامي أصل ذلك أن عبودا تماوت على أهله، وقال: اندبوني لأعلم كيف تندبون إذا مت. فسجّينه وندبنه. فإذا به قد مات.