نوال باقطيان بنيت المساجد لغرض الصلاة والتعبد ففيها يستشعر المرء نعمة الله وجلاله وفيها يقف المسلمون سواسية كأسنان المشط بين يدي الله. وقد اهتم أجدادنا العرب في العهد الأموي والعباسي ببناء المساجد والاهتمام بزخرفتها والاسراف في ذلك حتى أصبح كل مسجد طرازاً خاصاً يعبر عن طبيعة المرحلة التاريخية وأصبحت هذه المساجد في عصرنا الحالي معلماً تاريخياً وأثرياً وقبلة للسياح والمستشرقين من كل أقطاب الأرض للتعرف على ديننا الاسلامي الحنيف والتقرب من ثقافتنا الاسلامية. ولن أطيل عليكم حيث أنني ليس بصدد ذكر مآثر أسلافنا في بناء المساجد لكنني ارتأيت ونحن على أعتاب شهر رمضان الكريم أعاده الله علينا وعلى قرائنا الكرام باليمن والبركات مناسبة للوقوف على بعض الظواهر التي تطال المساجد ومكانتها المقدسة في قلوبنا والمتمثلة بالبسط والتنفذ على الأرض الخاصة بالمساجد دون رقيب وحسيب حتى أصبحت هذه المساجد طبقاً شهياً للمتنفذين وضعاف النفوس وناهبي الأراضي والذين أعماهم جشعهم عن حرمة هذه الأراضي وقدسيتها لتصبح عرضة للانتهاك والمتاجرة بغفلة عن وزارة الأوقاف التي من المفترض قيامها بدورها كحامي لهذه المساجد المقدسة والذود عنها بل والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه البسط والتنفذ والاعتداء على حرمة المساجد. ولقد عزمت الحديث في مقالي هذا بعدما لمست ورأيت بنفسي كيفية البسط على بعض الأراضي التابعة للمساجد وسأسرد عليكم حالتين وأول هاتين الحالتين قيام إمام ومؤذن أحد المساجد في محافظة عدن ومدينة القاهرة تحديداً بالبسط على أرضية المسجد دون أي وجه حق دون اذن من وزارة الأوقاف التي رفضت بالتالي تزويد المسجد بالمياه والتيار الكهربائي نظراً لاستيلاء هذين الشخصين على هذا المسجد وذلك ببناء لهما منازل شخصية واسعة أمام قبلة المسجد بعدها رأى كل من الإمام والمؤذن طبعاً أن لايجوز التوجه بالمصلين لهذه القبلة وعلى هذا عمدا إلى بناء حاجز يفصل القبلة الأصلية عن المصلين . وثاني هاتين الحالتين مسجد الرحمن الواقع في مدينة القاهرة والذي تم البسط على الأرضية التابعة له والمجاورة للمسجد بعدما استخرج أهالي المنطقة ترخيصاً من المحافظة والبلدية باجراء تشجير واضفاء منظر جمالي للمسجد الأمر الذي جعل أحد المتنفذين الاسراع بالبسط على هذه الأرضية والادعاء بملكيتها الشخصية دون وجه حق مع العلم ان الأهالي بحوزتهم العديد من التوجيهات بصرف هذه الأرضية للأهالي لكن كل هذه التوجيهات لم تلق آذاناً صاغية لها وتركت الأرضية قيد المتابعات من كلا الطرفين المتنازعين مع أنه من المفترض أن يتم التمكين للأهالي نظراً لسمو الغرض ورفعته وقدسيته وأطالب وزيري العدل والاسكان الأخذ بعين الاعتبار بطلبات الأهالي بتمليكهم هذه الأرضية وكذا الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الاعتداء على حرمة المساجد بالتنفذ والمتاجرة وإن كان باسم الدين.