هو الصحابي الجليل عمرو بن العاص بن وائل السهمي (573م/ 51 ق ه - 664م/ 43ه) أحد فرسان قريش وأبطالها، أذكى رجال العرب وأشدهم دهاءً وحيلة. أسلم قبل فتح مكة، وكان سبب إسلامه أنه كان كثير التردد على الحبشة، وكان صديقاً لملكها النجاشي، فقال له النجاشي ذات مرة: يا عمرو، كيف يعزب عنك أمر ابن عمك؟ فوالله إنه لرسول الله حقاً. قال عمرو: أنت تقول ذلك؟ قال: أي والله، فأطعني. [ابن هشام وأحمد].. إسلامه: فخرج عمرو من الحبشة قاصداً المدينة، وكان ذلك في شهر صفر سنة ثمان من الهجرة، فقابله في الطريق خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة، وكانا في طريقهما إلى النبي فساروا جميعاً إلى المدينة، وأسلموا بين يدي رسول الله، وبايعوه. وكان عمرو بن العاص مجاهداً شجاعاً يحب الله ورسوله، ويعمل على رفع لواء الإسلام ونشره في مشارق الأرض ومغاربها. وكان رسول الله يعرف لعمرو شجاعته وقدرته الحربية، فكان يوليه قيادة بعض الجيوش والسرايا. فتح مصر: وفي عهد الفاروق عمر (رضي الله عنه) تولى عمرو بن العاص إمارة فلسطين. وكان عمرو يتمنى أن يفتح الله على يديه مصر، فظل يحدث عمر بن الخطاب عنها، حتى أقنعه، فأمَّره الفاروق قائداً على جيش المسلمين لفتح مصر وتحريرها من أيدي الروم. فسار عمرو بالجيش واستطاع بعد كفاح طويل أن يفتحها، ويحرر أهلها من ظلم الرومان وطغيانهم، ويدعوهم إلى دين الله عز وجل، فيدخل المصريون في دين الله أفواجاً. وأصبح عمرو بن العاص والياً على مصر بعد فتحها. وأنشأ مدينة الفسطاط. وبنى المسجد الجامع الذي يعرف حتى الآن باسم جامع عمرو. وكان شعب مصر يحبه حباً شديداً، وينعم في ظله بالعدل والحرية ورغد العيش، وكان عمرو يحب المصريين ويعرف لهم قدرهم، وظل عمرو بن العاص والياً على مصر حتى عزله عنها عثمان ابن عفان (رضي الله عنه). وعاد عمرو إلى مصر مرة ثانية بعد وفاة عثمان، وظل أميراً عليها حتى حضرته الوفاة.