هل فكرت بعمق ذات يوم بكليتيك؟! ولماذا تشغل بالك بهما وهما لا تسببان لك أية مشكلة؟! سواء كنت تفكر فيهما كل يوم أم لا فإن هذين العضوين المهمين يقومان بتنقية 200 لتر من الدم إذ يغربلان نحو لترين من فضلات الطعام والماء في الجسم عقب الهضم في شكل بول.. الكليتان تعملان دائماً في الكواليس هكذا تقول الطبيبة الأمريكية جاكلين ويلسون وهما تشبهان في الشكل حبتي فول تستريحان على جانب من نتوء الهيكل العظمي، أما عن الحجم فإن كلاً منهما تعادل قبصة اليد، وهما تعملان في الجسم البشري، ذات العمل الذي يقوم به اختصاصيان محترفان في الكيمياء الحيوية. كل كلية تحوي نحو 1.5 مليون فلتر تقوم بضبط التوازن بين الإلكترولايتات electrolytes في دمك، “الإلكترولايت، بالمعنى الفسيولوجي هو أي أيون يوجد في الخلايا أو في الدم أو في مواد عضوية أخرى، و الإلكترولايتات، مثل الصوديوم والفوسفور وغيرهما تساعد على التحكم في مستوى السيولة في الجسم كما تؤمن القوة الكهربائية بين الخلايا العصبية التي تساعد على نقل الإشارات العصبية”. وتقوم هذه الإلكترولايتات أيضاً بضبط كمية السوائل في جسمك، وتطرد الفضلات من عضلاتك، والأحماض من الأطعمة التي أكلتها، وتتخلص من الكيماويات التي أنتجها جسمك في أثناء قيامه بعملية حرق الدهون. وكأن هذه العمليات كلها لا تكفي.. لذا تأتي الكليتان بوصفهما مصنعين صغيرين للهورمونات يؤثران في الدم والعظام والقلب ويفرزان مايلي: إريثروبويتين “Erythropoletin” هذا هو الهورمون الذي تفرزه الكليتان، واسمه مأخوذ من كلمة erythropoiesis التي تعني عملية تكون خلايا الدم الحمراء وهو يقوم بتنشيط نمو خلايا الدم الحمر في مخ العظام bone marrow وتنتج الكليتان هذا الهورمون استجابة لمستويات الأكسجين الأخذة في الانخفاض في أنسجة الجسم، فعندما تشعر خلايا الكلية بأن مستويات الأكسجين في الجسم باتت منخفضة تقوم بإفراز مزيد من خلايا الدم الحمراء لكي تساعد على حمل مزيد من الأكسجين إلى الجسم كله، وهكذا فإذا لم تعمل الكليتان بشكل سليم فلن ينتج جسمك مايكفي من الأكسجين، والنتيجة هي: أنيميا! كالسيترول Calcitriol عظامك تريد من كليتيك أن تفرزا مايكفي من الكالكيتربول الذي يعد الصورة النشطة من فيتامين (د) فهو صورة مركبة منه تقوم بالتحكم في نقص العظام أو العكس، لكي تحافظ على معدلات الكالسيوم الصحيحة. رينين Renin ليس “الرينين” هورموناً بحد ذاته، ولكنه الإنزيم الذي ينتج في نهاية المطاف الهورمون أنغيوتنسين الثاني angiotensin الذي يتسبب في ارتفاع ضغط الدم، إذ إنه – بطريقة تشبه طريقة “الدوار” في الشوارع – يساعد الكلية على الإبقاء على مزيد من الماء والملح، ما يتسبب في تزايد ضغط الدم، بسبب قلة تسربه خارج الكلية. التوازن البدني على أن الأمر المهم الذي ينبغي أن نتذكره بشأن الكليتين هو أنهما وجدتا للحفاظ على توازن السائل في الجسم أو التوازن البدني homeostasis على سبيل المثال إذا زاد ضغط دمك تشحذ الكليتان همتهما لتستخلصا مزيداً من الماء والأملاح، وذلك لكي ينخفض حجم الدم فيقل بالتالي ضغط الدم. وإذا انخفض ضغط دمك إلى درجة كبيرة تقوم الكليتان بتقليل كمية الماء والأملاح التي تستخلصها لكي يرتفع حجم الدم ويزيد ضغط الدم. متى تسوء حال الكلية الجيدة؟ يعرب الدكتور ليزلي سبري، من “المؤسسة الوطنية للكلى” في الولاياتالمتحدةالأمريكية عن أسفه الشديد لأن “معظم الناس لا يدركون المشكلات التي تمر بها كلاهم إلا في وقت متأخر جداً لان معظم مشكلات الكلى لا تنتج أي أعراض. والحقيقة أن مرض الكلى المزمن chronic kidney Disease- CKD، أي مجموعة الأوضاع الشاذة التي تستمر في الكلية أو في وظيفة البول لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر – أصبح أكثر انتشاراً خلال السنوات العشر الأخيرة . ويبدو ارتفاع معدل CKD الذي يحتل المركز التاسع في ترتيب أسباب الوفيات في الولاياتالمتحدةالأمريكية، في السنوات الأخيرة متلازماً مع الزيادات الوطنية هناك في معدلات الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم والبدانة.. لماذا ؟ لأن السكري يمنع الغلوكوز من التفتت والتلاشي، وزيادة الغلوكوز يمكن أن تدمر “النيفرون” nephron أي ذلك الجزء الصغير من الكلية الذي يقوم بغربلة “ أو فلترة” فضلات الطعام الباقية من الهضم من الدم ويفرز البول. وارتفاع ضغط الدم المزمن يمكن أن يدمر الأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم، بمافيه الكليتان، الأمر الذي يجعل من الصعوبة بمكان بالنسبة إلى الكلية أن تزيل فضلات الطعام والسوائل. دور البدانة - ولايبدو الباحثون واثقين تماماً بشأن الدور الذي تلعبه البدانة هنا، إلا أن دراسة نشرت عام 2006 في دورية “حوليات الطب الباطني The Anuals of lnternaal Medicne وجدت أنه حتى الناس الذين يتسمون بزيادة الوزن، ولكن باعتدال، هم عرضة للإصابة بفشل كلوي أكثر بسبع مرات من نظرائهم النحيفين. وترى الدراسة أن الناس البدناء هم أكثر عرضة للإصابة بالسكري أو المعاناة من ارتفاع ضغط الدم، بل وأكثر من ذلك، إن “مواضع البدانة الأكثر طلباً لعمليات التمثيل الغذائي على الكليتين تواجه الكليتين لتدفعهما للعمل أكثر – حسبما يقول الدكتور تشي – يوان هسو الأستاذ المساعد في كلية الطب في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو وكبير مؤلفي الدراسة. هذا، وتشمل أسباب الفشل الكلوي الأخرى مرض المناعة الذاتية autoimmune disease..ويمكن القول بشكل عام إن الفشل الكلوي يحدث بالتدريج على مدى سنوات عديدة. مالم يتعرض مريضه بالطبع للتسمم أو لم يكن قد تعرض لجرح فيزيائي يطال منطقة الكليتين..فإذا كانت كليتاك تفشلان فإن أعراض ذلك قد تشمل حمى أو حالات قشعريرة أو انتفاخات في الكعبين، أو جحوظاً في العينين، أو إعياءً أو نقصاً في الوزن أو أن يكون لون بولك داكناً أو تشعر بآلام في البطن أو بحكة شديدة أو تكون بشرتك شاحبة. غير أنك ستعاني معظم الوقت واحداً من هذه الأشياء والحقيقة كما توضح كيلي ويلش طبيبة التغذية المتخصصة في صحة الكليتين، أن الأعراض لن تظهر أبداً إلى أن يتلاشى اعتلال الكليتين بدرجة 60-70 %. الوصايا العشر ما الذي يمكنك عمله الآن ؟ في الوقت الذي لا تستطيع أن تمنع فيه الشيخوخة عن كليتك ( مثل أي شيء آخر) يمكنك أن تبطئ العملية. وبالطبع، كلما كنت أكثر شباباً تكون كليتاك بصحة أفضل وأنت أشيب الشعر كبير في العمر. في مايلي الوصايا العشر لتحقيق صحة أفضل لكليتك التي يجب أن تدمجها في أسلوب حياتك اليوم ومنها : - توقف عن التدخين : فقد أظهرت نتائج دراسة أنجزتها الجمعية الفسيولوجية الأمريكية ونشرت نتائجها عام 2007 أن النيكوتين عامل رئيس لتطور أمراض الكلى. - تحت السيطرة : احرص على أن تكون معدلات الكوليسترول وضغط الدم وسكر الدم لديك تحت السيطرة. - أعد النظر في نظام الحمية الذي تتبعه لتنظيم وزنك : تجنب الصودا “ خصوصاً تلك الأنواع من الصودا المحتوية على شراب سكر الذرة المركز المعروف سبباً للبدانة والانتفاخ” وركز أكثر على تناول الأغذية العضوية مثل الخضراوات والفواكه والحبوب، وابتعد عن الأطعمة المحفوظة والمملحة، وقلل إقبالك على المنتجات الحيوانية، واتكئ على قطع من لحوم الدواجن أو الأسماك عدة مرات في الأسبوع. - انتبه إلى عملية الهضم : إضافة بعض المقويات الحيوية والألياف إلى وجباتك يمكن أن تسهل عليك عملية الإخراج.