واحدة من حكمة الله تعالى في صيام شهر رمضان وامتناع المسلم عن تناول الطعام من الفجر حتى المغرب هي حمية البدن .. فالصيام يكسب البدن المناعة والقوة ويقلل من الأخطار التي قد تسببها الأمراض.. ولأهمية فضل شهر رمضان الكريم وضرورة الاهتمام بالتغذية الصحيحة للمرضى .. التقينا الدكتور حسن العديني الذي تحدث عن تلك المشاكل الصحية في هذا اللقاء... حيث قال: إن اتباع الدين الإسلامي السمح وهو الاعتدال في تناول الوجبات الغذائية في رمضان أي عدم الافراط في تناول اللحوم والحلويات مع متابعة بعض التمارين الرياضية اليومية كالمشي خلال هذا الشهر.. تعويض الجسم بالسوائل الكافية اثناء الأفطار لما يخسره الإنسان من السوائل اثناء الصيام. يستطيع مصابو ارتفاع ضغط الدم الشرياني صيام شهر رمضان مع ضرورة الاعتناء بتناول الأدوية بشكل منتظم وعدم الافراط في تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الملح.. أما الذين يعانون أزمة قلبية حادة وحديثة فالصيام لا يناسبهم في المرحلة الأولى والطبيب المشرف هو الذي يحدد ويعطي النصيحة المناسبة في هذا الخصوص. رمضان والقلب يؤكد الدكتور حسن العديني: أن صوم رمضان من النعم الربانية التي تصحح ما انكسر من التوازن في بناء الجسد والتكوين النفسي ,حيث يقلل الصوم من الأفطار التي قد تسببها الأمراض مثل ارتفاع مستويات الكولسترول والدهون الثلاثية والسمنة والضغوط النفسية وارتفاع ضغط الدم الشرياني. ويشير الدكتور العديني إلى أنه لا تطرأ مضاعفات على الكثير من حالات أمراض القلب أثناء صوم شهر رمضان ويعزو ذلك إلى أن مريض القلب يستطيع الحفاظ على استقرار وضعه الصحي أثناء الصيام ويتناول معظم أدوية القلب إما عند السحور وإما عند الإفطار. ومن الجدير بالذكر أن الدراسات تفيد بأنه لاتحدث لمرضى تصلب شرايين القلب المستقرة منها أية تغيرات أو تفاقم لحالاتهم الصحية أثناء صيامهم شهر رمضان المبارك.. ومن مميزات هذا الشهر أنه بتقليل عدد الوجبات الغذائية يستطيع المرء تخفيف وزنه الذي سيكون له مردود إيجابي على صحته العامة وبالذات على مستوى نسبة الكولسترول والشحوم بالدم هذا بلاشك إذا تم الصيام بشكل سليم وصحيح. انخفاض الذبحة ويقول الدكتور العديني: واستناداً إلى بعض التقارير الطبية فإنه من الملاحظ احياناً انخفاض نسبة حالات الذبحة الصدرية الحادة في شهر رمضان لما يتميز به هذا الشهر الفضيل من زيادة في الروحانيات والعبادات وهو ما يقلل من حدة التوتر واحتكاك الناس مع بعضهم البعض وبالتالي إلى انخفاض الأزمات القلبية.. ويضع الدكتور العديني بعض النصائح والارشادات للوقاية من الذبحة الصدرية وتصلب الشرايين وأمراض القلب بصفة عامة نجملها في الآتي: الإفراط بالأطعمة وفي نفس الاتجاه التقينا الدكتور عصام الكاشف وطرحنا عليه السؤال الذي يطرح نفسه كيف يحافظ الناس على أنفسهم خلال شهر رمضان المبارك خشية الاصابة بالسمنة ومايترتب عنها من أمراض مثل السكر والتوتر وأمراض القلب؟. فأجاب: دون شك أن الافراط بالزيوت وأطعمة الحبوب الكاملة في معظم الوجبات خلال الشهر الكريم وكذا الفواكه والخضروات والمكسرات والبقوليات والأسماك واللحوم والبيض والزبدة ومشتقات الألبان والأرز الأبيض والبطاط والمكرونة والحلوى دون الاهتمام بممارسة التمارين الرياضية اليومية للسيطرة على الوزن من الاخطاء الكبيرة التي قد تعرض مرضى السكر والقلب لمضاعفات بينما الفئات الأكثر عرضة للاصابة بأمراض سوء التغذية مثل الرضع والأطفال في سن ما قبل المدرسة وفي سن المدرسة والنساء الحوامل والمرضعات وكبار السن والمرضى لابد لهذه الفئات من تناول الأطعمة المشار إليها وهناك عدة أنواع رئيسة من المواد الأساسية التي يحتاجها الجسم مثل البلازما والانزيمات والهيمو جلوبين والهرمونات لايمكن الاستغناء عنها أيضاً بينما الحالات المرضية لابد أن تتحاشى هذه الوجبات الغذائية بحيث تتوافر لهم شروط السلامة والأمان ويتحاشون أيضاً تناول الطعام بين الوجبات لما لها من أمراض معروفة مرتبطة بحالة البوليميا.. ويقول الدكتور الكاشف: إنه مع التطور السريع في الطب لعلاج الأمراض التي تؤثر على حياة الإنسان مثل السرطان اتجه البحث العلمي إلى كيفية منع حدوث تلك الأمراض من خلال الوسائل التغذوية فكل غذاء يحتوي على عنصر فعال له منافع صحية محتملة.. فالعنصر الفعال في الخضروات والفاكهة هو الفيتامينات والألياف التي تؤدي إلى التقليل من مخاطر السرطان وأمراض القلب في حين أن البيتاكاروتين في فول الصويا الذي يقلل من مخاطر أمراض القلب التاجية وفي الجزر ,حيث نجد السلفورافان الذي يقلل من مخاطر السرطان وتحسين الرؤية وفي القرنبيط الليموبين الذي يقلل من مخاطر السرَطان وفي الشاي الأخضر والأسود مركبات الفوسفور العضوية التي تقلل من مخاطر أمراض القلب التاجية وسرطان المرئ والمعدة والجلد وفي كل من الكاكاو والشيكولاته والتوت البري ومنتجاته نجد أن العنصر الفعال هو التاينات التي تحافظ على الجهاز المناعي وتسيطر على ضغط الدم وفي السمك نجد أنه يوجد فيه أوميجا أحماض دهنية وهي تقلل من الكوليسترول وأمراض القلب التاجية في حين أنه في اللحم البقري حمض الينوليك الذي يقلل من حدوث السرطان أما في الموز فنجد أن الكالسيوم يقلل من عيوب القنوات العصبية أما العنصر الفعال في كل من الخرشوف وجزر الشيكوريا والموز والثوم هو الأكيناس الذي يحافظ على فلور الأمعاء الصحية الطبيعية .. وأكد أن الاتجاه الحديث هو الرغبة في العودة إلى العناصر الطبيعية للوقاية وتجنب مخاطر الأمراض ولايمكن الاستغناء عن الأطعمة بل أن جميعها مفيدة للصحة. النظام الغذائي للمرضى وتقول الدكتورة هالة العريقي: لاشك في أن معرفة التاريخ الغذائي للمريض تشكل عنصراً مهماً للتحكم في الوزن وأن احترام النظام الغذائي أهم بكثير من تجنب السعرات الحرارية الزائدة إذ غالباً ما ينتج عن تناول صنف غذائي معين الإفراط في تناول الطعام وفقدان التحكم بالشهية فعلى سبيل المثال توصي بعض الحميات الغذائية بتناول 100 غرام من المكسرات يومياً بعد الإفطار في رمضان لتعزيز الشبع وتقليل الجوع بدون التفكير في التاريخ الغذائي لها ما قد يحول هذه الكمية البسيطة إلى آلاف السعرات الحرارية الزائدة. وأشارت الدكتورة هالة إلى أن دراسة غذائية حديثة تؤكد أن الذين يتناولون وجبات منخفضة الدهون ينتهي بهم الأمر إلى استهلاك المزيد من السعرات الحرارية مقارنة بمن يتناولون من الطعام المشبع بالدهون وذلك لاعتقادهم الخاطئ بأنه ليس هناك مشكلة في تناول الأطعمة قليلة أو خالية من الدهون بكميات كبيرة. وفي هذا الإطار يؤكد اختصاصيو التغذية أن النمط الخاص بكل مريض في تناول الطعام يشكل بصمته الغذائية التي تشير إلى انواع الطعام والعوامل السلوكية والمواقف التي تحفز على عدم السيطرة على تناول الطعام وأن إدراك البصمة الغذائية هو من أقوى أدوات التحكم في الوزن لمرضى القلب والسكر.