تعد أمراض القلب من أخطر الأمراض التي تواجه المصابين بها مشكلات حياتية كثيرة ومعقدة، حيث تخضع هذه الفئة لبرامج علاجية دقيقة وكذلك أنظمة غذائية مدروسة قد يسبب أي تغيير وعدم التزام بها مشكلات صحية لاتحمد عقباها، وخلال شهر رمضان يسعى الكثير من مرضى القلب للصيام لكنهم يصطدمون بحائط المرض الذي يحول دون تمكنهم من أداء تلك الفريضة..ولكي نتعرف على إمكانية صيام مرضى القلب والمعوقات التي تمنعهم من ذلك والحالات التي يسمح لها بالصيام : إن الأمراض القلبية كثيرة ومتعددة الأسباب فقد تكون تصلبا في الشرايين أو انسدادا في الصمامات وغيرها، وبالتالي لا تقاس على أنها حالة واحدة، وقبل الحديث عن إمكانية صيام مريض القلب يجب تعيين العلة القلبية التي يعاني منها. وكما ذكرت فكل حالة تختلف عن الأخرى من حيث درجة وشدة الإصابة فمثلاً انسداد الشرايين والجلطات القلبية تبدأ من خفيفة إلى مستعصية وهكذا.. لذا في رمضان يجب على مريض القلب قبل إقباله على الصيام مراجعة المستشفى والطبيب المختص لتحديد إمكانية صيامه أم لا. فقد يكون أحد المرضى مصابا بانسداد في أحد شرايين القلب وأجريت له عملية توسعة، هذا المريض قد يصل لمرحلة تؤهله ليعيش حياته الطبيعية والصيام، وقد يصاب نفس المريض بعد فترة بجلطة في القلب وبهذا يصبح بحاجة لأدوية ورعاية خاصة ولا ينصح بصيامه بل يجب عليه أخذ أدويته بانتظام، وهناك حالات كثيرة من المتوسطة والخفيفة تتبع نظاماً علاجياً معيناً وإذا أحس الطبيب المعالج بأن المريض قد يتأثر بعدم الصيام ينصحه بعدمه كي لا يتعرض لأزمة قد تكون شديدة وكذلك إذا كان مريض القلب يعاني من أمراض مصاحبة كالضغط أو الفشل الكلوي أو السكري، هذه الأمراض كلها تعزز عدم صيام المريض لذلك يجب أن تشخص كل حالة بشكل دقيق ويتم وضع برنامج علاجي معين لها ويحدد بناء على ذلك إمكانية صيام المريض. ومن الأمور الأخرى التي يجب مراعاتها في حال السماح لمريض القلب بالصيام، طبيعة الطقس، فإذا كان حاراً يختلف الوضع في بعض الحالات التي قد تتعرض للجفاف بسبب انقطاعها عن الطعام والشراب، وكذلك في الطقس البارد هناك حالات بحاجة لأغذية معينة لتحافظ على استقرارها، كما أن مدة الصيام تختلف وهناك أمراض عارضة قد تمنع مريض القلب من الصيام مثل بعض الأمراض كالزكام وغيره. وبشكل عام بالنسبة لمرضى القلب نقول “ لا يكلف الله نفساً إلى وسعها”، والقلب عضو مهم جداً وحساس وإذا أراد مريض القلب الصيام عليه استشارة الطبيب المعالج لتحديد إمكانية صيامه بناءً على طبيعة مرضه وعلى المريض إذا صرح له الطبيب بالصيام وأحس بأي إرهاق أن يبطل صيامه ويراجع الطبيب مرة أخرى ولا يتهاون بذلك.. ومريض القلب ذو الحالة الصحية الجيدة يمكنه الصيام ولكن يجب أن يعي أن هناك احتمالية لظهور مضاعفات ويجب على المريض كذلك اختيار نوعية الغذاء المناسب والكمية كذلك وليكسر صيامه بوجبة خفيفة ويقسم الأكل لوجبات متباعدة خلال الوقت المسموح به. * أخصائي أمراض قلب ماجستير قلب جامعة بيزا – ايطاليا