الأطفال هم الأكثر فرحاً وسعادة بشهر رمضان، فما إن يأتي البلاغ بثبوت هلال رمضان وتطلق المدافع وتقرع الطبول إيذاناً ببدء شهر رمضان، حتى يخرج الأطفال وهم يتراقصون فرحاً مرددين وبألحان جميلة وأداء موحد بعض الأهازيج وأذكر منها “يانفس ماتشتي قد غدوه الصومة” وكذلك “يارمضان يأبو الحماحم وادي لبي قرعة دراهم”.. ومنذ اليوم الأول يصر الأطفال على أن يصوموا رغم صغر سنهم ويؤكدون على أهاليهم أن يوقضوهم ليتناولوا السحور “غداً رمضان” وبعضهم يصارع النوم من أجل السحور الذي يعطيه شرعية الصيام، وفي النهار يحاول الكبار إقناع الأطفال بأن الذي يأكل وهو مغمض لعينه لايفسد صيامه والبعض يتم إقناعهم بحيلة أخرى وهي أن من صام في اليوم الأول إلى الظهر وفي اليوم الثاني إلى الظهر فأنها “تلتفق” لتكون يوماً كاملاً، ورغم أن هذه الحيل لا تنطلي على الكثير من الأطفال إلا أن وقع الجوع وشدته يضطر الكثير منهم للعمل بها. وقبل أذان الظهر تجد المساجد مليئة بالأطفال أما الرجال فإنهم يتأخرون وبعضهم يجمع الظهر مع العصر جمع تأخير وذلك لأنهم يسهرون طوال الليل ولاينامون إلا بعد الفجر، وفي المساجد يتسابق الأطفال إلى المكاحل والدهان ليكتحلوا ويدهنوا كما هي عادة الجميع في رمضان، ثم يأخذ بعضهم مكانه وقد يجلس في أماكن الكبار المحجوزة ويفتحوا المصاحف الكبيرة ويتمتموا بالآيات التي يحفظونها من قصار السور رغم أنهم يفتحون على السور الطوال.. وفي هذه الأثناء قد يحدث البعض من الأطفال الفوضى مما يضطر السنبدار “القيم” أو بعض من يسخر نفسه لحفظ النظام في المسجد إخراج المذنب وغير المذنب من المسجد ولكنهم سرعان مايعودون ولكن بأقل شغب، كما أن الأطفال يمارسون في رمضان ألعاباً متميزة وخاصة بهذا الشهر ومن هذه اللعب لعبة “الحمر” التمر الهندي وكذا لعبة العجم وهي نوى التمر الذي يكثر استخدامه في رمضان اقتداء بهدي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. أما في الليل وما أدراك ماليل رمضان يجتمع أولاد كل حارة على حدة ويتقابضون الأيدي ويمرون في الحارات وأزقتها وهم يرددون المشاي وأهازيجه بألحان فنية رائعة ويطرقون على أبواب البيوت ويمسون على الأبواب حتى يعطوهم بعض الحلوى وفي السنوات الأخيرة قد يعطوا النقود ومن كلمات ذلك مايأتي: يامسا واسعد الله المسا يامسا وانذقوا حق المسا يامسا جيت أمسي عندكم يامسا جيت أمسي من يريم يامسا واسعد الله المسا يامسا بالغرارة والشريم يامسا وانذقوا لي بالنبات يامسا نقسمه بين البنات ومنها: حسبن لك ياحسبن يانادش القعشتين وقعشتك راوية أروى من الساقية * عضو جمعية علماء اليمن