برعاية فخامة الأخ رئيس الجمهورية وبمشاركة عدد من الفرق الإنشادية العربية من مصر وسوريا والمملكة العربية السعودية ومختلف فرق الإنشاد الديني اليمنية انطلقت مساء أمس على مسرح الهواء الطلق بمدينة صنعاء التاريخية فعاليات مهرجان صنعاء التاسع للإنشاد الديني والموشحات والذي تنظمه على مدى ثلاثة أيام وزارة الثقافة في إطار فعاليات تريم عاصمة للثقافة الإسلامية 2010م، وفي المهرجان الذي حضره معالي الأستاذ حسن اللوزي - وزير الإعلام - والأستاذة نجيبة حداد - وكيلة وزارة الثقافة لقطاع المسرح والفنون الشعبية - وعدد من سفراء الدول العربية والإسلامية والسلك الدبلوماسي بصنعاء ألقى أحمد سالم القاضي - نائب وزير الثقافة - كلمة رحّب فيها بكل الفرق العربية والوطنية المشاركة في مهرجان صنعاء التاسع للإنشاد الديني، والذي أصبح تقليداً سنوياً في حياتنا الثقافية يتم فيه الاستمتاع بالموشحات الدينية في أجمل حللها والاستمتاع بوجبات فنية من التراث الذي تزخر به بلادنا والبلدان العربية والإسلامية، مؤكداً أن الاحتفال بالمهرجان يكتسب خصوصية لهذا العام كونه يأتي في إطار تريم عاصمة للثقافة الإسلامية 2010م، هذه المدينة التي كانت ومازالت مدينة العلم والتي هاجر منها العلماء منذ قرون خلت واستطاعوا بفكرهم وأخلاقهم أن ينشروا الدين الإسلامي في جنوب شرق آسيا بشكل خاص وشرق افريقيا وبلدان مختلفة وأصبحوا مثلاً يحتذى به في نشر الإسلام، مما يجعلنا اليوم مطالبين بنشر معارف أولئك العلماء، مشيداً بالخطوة التي نفذها المكتب التنفيذي لتريم عاصمة للثقافة الإسلامية وقيامه بإعادة طباعة المؤلفات القديمة لأولئك العلماء بعدد 54 عنواناً مطبوعاً مكوناً من 54 ألف نسخة، وقال:إننا مطالبون اليوم بإشاعة المعرفة وتقديم اولئك العلماء الأفاضل وتعريف أبنائنا وأجيالنا بأهمية السير على خطاهم، كما أشار الأخ نائب وزير الثقافة إلى حرص الوزارة على دعم هذا الفن الإنشادي وإقامة هذه الفعاليات التي تشارك فيها الفرق الإنشادية من مختلف محافظات الجمهورية لإظهار ما تزخر به بلادنا من تراث غني ومتنوع وإفساح المجال أمام المواهب المتميزة من جميع المحافظات، مؤكداً أن وزارة الثقافة تسير في كافة نشاطاتها على ما تحدده لها توجهات القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - الذي يمثل التراث والموروث الثقافي والحفاظ عليه محور اهتمامه ورعايته، كما ألقى معاذ الشهابي - المدير التنفيذي لتريم عاصمة للثقافة الإسلامية 2010م - كلمة أكد من خلالها أن المهرجان يصدق عليه وصف مهرجان الروح لما لفن الإنشاد الديني من ارتباط عميق بتنمية الجوانب الروحية والذي برز فيه اليمن وتفوق بفضل تأثير عوامل الزهد والتصوف على حياة أبنائها الذين استجابوا لدعوة سيد البشر وناصروه ووفدوا إليه أفواجاً من كل فج عميق، وهو ما جسدوه حقيقة في الفتوحات الإسلامية وانتشار حركة الدعوة التي كان معظم رجالها من اليمن، مشيراً إلى أن تزامن المهرجان هذا العام مع إعلان تريم عاصمة للثقافة الإسلامية 2010م يحمل دلالة عميقة على ارتباط فن الإنشاد الديني بالثقافة اليمنية المتميزة بالطابع الإسلامي السمح والمعتدل، منوهاً بأن للتصوف الإسلامي بطرقه المتعددة تأثيراً عميقاً على المجتمع اليمني مما انعكس على تنوع فن الإنشاد في اليمن خلال مختلف مراحل التاريخ الإسلامي، فعرفت بلادنا العديد من ألوان الموشحات الدينية ومنها الموشح الحميني والحكمي، كما تعددت ألوان الإنشاد اليمني بتلون تضاريسه من جبل وسهل وساحل كالإنشاد الصنعاني واللون التهامي واللون الحضرمي والتعزي وغيرها من الألوان الإنشادية التي تميزت بها كل محافظة يمنية، وهو ما عكس دور أبناء اليمن في رفد مختلف الاتجاهات الصوفية، إضافة إلى إسهامهم البارز في نشر الطرق الصوفية في شرق وجنوب آسيا وشرق أفريقيا والشام والمغرب العربي.