أكد وزير الإعلام حسن أحمد اللوزي أن إنجاح الحوار الوطني الجاد والمسؤول بين كافة القوى السياسية كفيل بالتغلب على التحديات التي تواجه اليمن وبإغلاق الباب نهائياً أمام التدخلات والأيدي الخارجية والأذيال النفعية الخيانية التي ترتزق من الخارج.. منبهاً من وجود «ذمم رخيصة نفذ إليها التدخل الخارجي وحركها بين الحين والآخر». جاء ذلك في حديث مع صحيفة (الوطن السورية) نشرته في عددها الصادر أمس بدمشق. كما أكد الوزير اللوزي «التزام الحكومة وجميع الوزراء والمؤسسات الدستورية بتوجيهات القيادة السياسية الصريحة والواضحة بأنه لابد من إنجاح الحوار (مع الحوثيين والحراك) وأن السلام يجب أن يستتب ويستقر في كل أرجاء البلاد». وأوضح وزير الإعلام أن اليمن يواجه تحديات ومشكلات اقتصادية كبيرة وفي مقدمتها تراجع إنتاج النفط الذي يعد أهم مورد تحقق لليمن منذ الثمانينيات، فضلاً عن عجز كبير في الموازنة العامة للدولة، إضافة إلى شحة المياه، والفقر، والبطالة التي تعتبر من أخطر التحديات التي تواجه اليمن، لكنه أشار إلى أن الخطط الخمسية الإنمائية التي تضعها الحكومة اليمنية تسعى لمعالجة هذه التحديات. ورفض في ذات الوقت أي تضخيم للأوضاع في اليمن أو تصويرها بعكس الواقع.. مشدداً على أن البلاد آمنة ومتماسكة، والذي استجد في الآونة الأخيرة هو جهد الدولة والمؤسسات الأمنية في تتبع العناصر الإرهابية لتنظيم القاعدة ومحاصرتهم والقبض عليهم لمحاكمتهم. وبشأن جهود إحلال السلام في صعدة أوضح الوزير اللوزي أنه تم إحياء المبادرة القطرية، والأمور تسير باتجاه إيجابي وخاصة بعد الاتفاق مع الحوثيين على 22 نقطة تفصيلية للنقاط الست التي وافق عليها الحوثيون سابقاً والتزموا بها. ووصف الأوضاع الحالية في محافظة صعدة وحرف سفيان حيث دارت أحداث فتنة التخريب والتمرد سابقاً بأنه «إيجابي ومستقر». وحول حجم تواجد من يسمون أنفسهم ب «الحراك» في المحافظات الجنوبية والشرقية .. قال وزير الإعلام إنهم «ظاهرة إعلامية مضخمة ليس لها حتى اليوم رأس تتحاور معه السلطة؛ لأنها (هذه الظاهرة الإعلامية) مشكلة من شخصيات تبحث عن مصالح خاصة».. لافتاً في الوقت نفسه إلى أن «الحكومة، مع ذلك، تعمل على التواصل معهم». وإزاء تطور حرية الصحافة والإعلام في اليمن .. أوضح وزير الإعلام أن الساحة اليمنية تحفل حالياً بوجود أكثر من 477 صحيفة خاصة وحزبية وأهلية. وكشف اللوزي عن «تمادي البعض وتعسفه وتطرفه الشديد» باستعمال حق الحرية السياسية والصحفية والحزبية التي يعيشها اليمن. وقال: بدأت تظهر في اليمن كتابات تتطاول على ثوابته الوطنية ووحدته وتؤلب بالطائفية وتدعو للاحتراب وتمس الوحدة الوطنية.وقال: حرية الصحافة في اليمن تجاوزت كل حدود، هناك إساءات لرئيس الدولة وسب للحكومة ومع ذلك كانت الدولة تتخذ سبلها من خلال القانون والسلطة القضائية، وتتعامل مع هذه التجاوزات بتسامح قيادي كبير وصبر. ورداً على سؤال عن طبيعة الضغوط التي مورست على اليمن لدفعه للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي, قال وزير الإعلام: «مورست ضغوط على اليمن لدفعه للتفريط بموقف الإجماع العربي وإقامة علاقات مع إسرائيل، ونحن تحصنا بعلاقات متينة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لنحتمي إلى حد كبير من الضغوط الصهيونية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «علاقتنا قوية متينة مع الولاياتالمتحدة ولكن ليس على حساب الشعب الفلسطيني والمصالح القومية». وأضاف : إن العلاقات اليمنية - الأمريكية, علاقة قوية، وفيها وضوح كامل، ويتم بناؤها لمواجهة التهديد المشترك لجرائم (تنظيم) القاعدة، وهناك تعاون لدعم التنمية في اليمن. وحول مدى ترابط القلاقل في اليمن بالطموح اللامشروع لدول تسعى للهيمنة على المنطقة .. قال الوزير اللوزي: إن اليمن مرت بتجارب مريرة من أخطرها وأمرّها تجربة تصدير الثورات والأفكار، وهذه تجاوزناها، لكن هناك مؤامرات لتثبيت الكيان الإسرائيلي وأخرى تحاك ضد الوطن العربي ودوله ومنها اليمن»، معتبراً أن «ما يحدث في العراق والسودان والصومال شاهد على هذه المؤامرات». وعما إذا كانت المعونات المالية التي سيقدمها اجتماع «أصدقاء اليمن» لصنعاء ستجلب التدخل الخارجي بشؤونه الداخلية قال اللوزي: اليمن يرفض رفضاً مطلقاً التدخل بشؤونه الداخلية سواء من قبل مجموعة أصدقاء اليمن أو من الدول الشقيقة والصديقة. من جهة أخرى تمنى وزير الإعلام حسن أحمد اللوزي أن يصل التعاون بين الإعلام العربي إلى أوضاع استراتيجية خاصة بالتدريب الإعلامي في الوطن العربي.. معتبراً ذلك خطوة مهمة لوضع رؤية عملية للإعلام العربي بحيث يواكب الإعلام المتطور تقنياً ومهنياً. وأشار في مقابلة مع قناة سوريا على هامش مشاركته في الملتقى الدولي للتدريب الإذاعي والتلفزيوني الذي ينعقد حالياً في دمشق بمشاركة عدد من وزراء الإعلام العرب والخبراء والمختصين في مجال الإعلام إلى أنه يجب أن يكون الإعلام العربي عند المستوى الذي تفرضه التقنية، وأن يستطيع كسب المشاهد والمستمع من خلال الجودة العالية. وقال :إن أهم ما يمتلكه الإعلام العربي هو الإنسان، وهو بحاجة إلى أن يتدرب وأن يعي بدقة الهدف من وظيفة كل وسيلة جديدة. وأكد وزير الإعلام أهمية أن تحاول كل وسيلة عربية أن يكون للأقطار العربية حضور فيها؛ حضور يلمس بشفافية ومصداقية حقيقة التطور والتفاعل الاجتماعي والشعبي والسياسي والاقتصادي الذي يحدث في كل الأقطار العربية. ودعا إلى يقظة ضمير الإعلامي العربي وضمير المقتدرين في الساحة الإعلامية وأن يكرسوا رسالتهم الإعلامية لما فيه خدمة قضايا الأمة العربية ومواجهة التحديات والمخاطر المحدقة بها.