يعتبر الحكم الإماراتي علي بوجسيم أحد أفضل الحكام العرب على مر التاريخ، حيث حمل الراية العربية في ثلاثة مونديالات أعوام 1994 بأمريكا، 1998 بفرنسا، 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، وتم اختياره ضمن قائمة أفضل حكام العالم حسب الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء، وحل في المركز 55 عالمياً والأول آسيوياً وعربياً، ولهذا فهو يحتل مكانة مرموقة في عالم التحكيم. وفي الأيام الماضية ثارت العديد من قضايا التحكيم داخل الملاعب الإماراتية، وشهدت الساحة جدلاً واسعاً بعد إعلان الاتحاد الإماراتي الاستعانة بحكام أجانب للمساعدة في تحكيم المسابقات المحلية. واستطلعت “العربية.نت” رأي الحكم المخضرم علي بوجسم في القضايا الساخنة ليضع النقاط على الحروف بصفته أبرز خبراء التحكيم في الوطن العربي، حيث أوضح أن لعبة كرة القدم لا بد فيها من أخطاء من أطراف اللعبة، مثل المدربين واللاعبين بل والجماهير وكذلك التحكيم، لأنه شريك أساسي في المنظومة الكروية. وأضاف أن الأخطاء التي تقع من التحكيم في مسابقات المحلية بالإمارات طبيعية ولا تزيد عن الحد المعقول، وفي المقابل تبالغ الأندية كثيراً في الاعتراض على القرارات التحكيمية، والأندية بطبيعتها أعلى صوتاً من قضاة الملاعب، وبالتالي تنصب الأضواء فقط على أخطاء قضاة الملاعب. تبادل الحكام ضرره أكثر من نفعه ورفض بوجسيم توجه اتحاد الكرة الإماراتي الأخير بالاستعانة بحكام أجانب في المسابقات المحلية، وقال إن الاتحاد الآسيوي حينما يقيم كرة القدم في أي دولة يضع شروطاً خاصة بالتحكيم، ومنها عدم الاستعانة بحكام أجانب لإدارة المسابقات الداخلية، ويتم خصم نقاط من التقييم العام بسبب تواجد الحكام الأجانب، وبالتالي فهذا لن يساعد على تطوير كرةالقدم عموماً. وهناك أمر آخر، فعند الاستعانة بحكام أجانب فإن الأندية تصبح أقوى والاتحاد المحلي لن يستطيع تطوير الحكام المواطنين والارتقاء بمستواهم، وأكد أن الاتحاد الآسيوي خفف من شروط التقييم بخصوص الاستعانة بحكام أجانب في الفترة الأخيرة وشجع على تبادل الحكام بين الاتحادات. وشدد على بوجسيم على أن أضرار تبادل الحكام بين الدول المختلفة أكثر من نفعها، ودلل على أن الدوريات الأوربية مثل الإنكليزي والإيطالي والألماني لا يستعينون بحكام أجانب مطلقاً، ويصرون على التمسك بالحكم المواطن مهما حدث من أخطاء، وهذا يساهم في الارتقاء بمستوى الحكام بشكل كبير. لجنة الحكام وحول اعتراض بعض الأندية على رئاسة لجنة الحكام الإماراتية من قِبل غير مختصين، ومطالبتهم بضرورة أن يتولى رئاسة اللجنة أحد الحكام السابقين، أوضح أن رئاسة لجنة الحكام تخضع لمعايير الاتحاد الدولي الذي ينص على تولي رئاسة اللجنة أحد أعضاء مجلس إدارة الاتحاد، ولم يشترط أن يكون ممارساً للتحكيم، وبالتالي فلا مانع من تولي غير مختص رئاسة اللجنة، والدليل أن رئيس لجنة الحكام في الاتحاد الدولي لم يكن حكماً سابقاً، وكذلك في الاتحاد الأوربي والآسيوي، ورئيس اللجنة هو إداري بالمقام الأول لا فني، وطبعاً سوف تستعين اللجنة بأعضاء من ذوي الخبرة مثل مختصين لتسيير الأمور بالشكل المطلوب..وأثني علي بوجسيم على أداء لجنة الحكام الإماراتية برئاسة ناصر اليماحي، وقال إنها تقوم بجهد كبير ولديها برامج ممتاز للتطوير، وهم يعملون بإخلاص لتطوير التحكيم بصفة عامة، وأوضح أن اللجنة أرسلت له العديد من الأسطوانات تشمل أداء الحكام طوال الموسم، وأهم السلبيات والإيجابيات من خلال عمل فني محترف، وهذا يدل على أن أداء اللجنة يسير بشكل جيد، وهناك تطور ملحوظ في أداء الحكام في الملاعب. ونفى علي بوجسيم نيته في الترشح لرئاسة رابطة الحكام الإماراتية، موضحاً أنه وضع النظام الأساسي للرابطة والقوانين المنظمة لها، وسلم كل ما يخص الرابطة إلى اتحاد الكرة قبل شهرين، وسوف يقوم الاتحاد بعرض الأمر على الجمعية العمومية للموافقة، وأوضح أنه قد يقبل برئاسة الرابطة لفترة انتقالية مدتها موسمين لتنظيم العمل ثم يسلم الراية لغيره. وبخصوص احتراف التحكيم الإماراتي على غرار احتراف اللاعبين قال إنه موضوع بعيد المنال حالياً، خاصة أن الجيل الحالي لن يقبل بأن يترك وظائفه المرموقة التي تعب كثيراً حتى وصل إليها ليكون حكماً محترفاً، فلدينا مقدم شرطة، وطبيب بشري، ومهندس، وخبير تربوي. وقال إن أحد أفضل حكام العالم وهو الألماني ماركوس ميرك لم يترك طب الأسنان من أجل التحكيم.. وحول عمل الحكام المعتزلين كمحللين في البرامج الرياضية أوضح أن الحكام المعتزلين لهم خبرة كبيرة في هذا المجال، وبالتالي فمن حقهم العمل كمحللين لتقديم الفائدة للجماهير من خلال شرح القوانين وتوضيح الحالات التي تحدث داخل المستطيل الأخضر، والعديد من الحكام المعتزلين أصبحوا محللين ولهم رأيهم الذي نحترمه. وأضاف أن الفقرات التحكيمية في القنوات الرياضية تعتمد في الأساس على شرح الأخطاء التي يقع فيها الحكام وتوضيحها وتقييمها، والعديد من القنوات تريد الإثارة، فيتم التركيز على الأخطاء فقط دون الاقتراب من الإيجابيات.