تزايد القلق الدولي بشأن أزمة الديون التي تعصف بمنطقة اليورو في الوقت الذي سترسل فيه واشنطن مبعوثا كبيرا من وزارة الخزانة إلى أوروبا، بينما ناقش مسؤولون في مجموعة العشرين الأزمة خلال مؤتمر عبر الهاتف. وقوبلت خطة بقيمة 85 مليار يورو (110.7 مليارات دولار) من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي لإنقاذ إيرلندا وتطمينات علنية من ساسة ومسؤولين في البنوك المركزية بأوروبا، بتجاهل على نطاق واسع من جانب المستثمرين الذين استهدفوا البرتغال وإسبانيا وإيطاليا لاختبار عزم الاتحاد الأوروبي وموارده لمكافحة الأزمات. وقال رئيس آلية الإنقاذ المؤقتة التابعة للاتحاد الأوروبي كلاوس ريجلينج في كلمة بسنغافورة “ربما تعتقد وتقرأ أحيانا أن أوروبا في حالة فوضى وتفكك، وأن اليورو على وشك الاختفاء، لكن ليس هذا بصحيح”. وفيما يعكس ذلك المخاوف الدولية بشأن أزمة منطقة اليورو، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أنها سترسل وكيل الوزارة للشؤون الدولية لايل برينارد إلى أوروبا هذا الأسبوع لبحث الأزمة. وقالت الوزارة في بيان مقتضب إن برينارد سيزور مدريدوبرلين وباريس لمناقشة التطورات الاقتصادية في أوروبا. وفي نفس الوقت قال مصدر رفيع في مجموعة العشرين في آسيا أمس إن نواب وزراء مالية المجموعة ناقشوا الوضع المالي في أوروبا يوم الاثنين في مؤتمر عبر الهاتف تم الترتيب له الأسبوع الماضي.. ونقلت رويترز عن المصدر قوله إن المسؤولين ناقشوا ما يمكن أن تقوم به مجموعة العشرين، لكنه رفض ذكر تفاصيل ذلك.. وتعمقت أزمة ديون منطقة اليورو عندما دفع المستثمرون العملة الموحدة إلى مواصلة الهبوط، ودفعوا فروق الفائدة على سندات الدول الضعيفة ماليا في المنطقة إلى الارتفاع لمستويات قياسية جديدة، في ظل مخاوف من أن هذه الدول قد تتخلف عن سداد ديونها في نهاية المطاف. وواجه طرح للسندات الألمانية إقبالا ضعيفا من المستثمرين أمس مما يعني أن سندات ألمانيا -وهي أكبر اقتصاد في أوروبا- لم تفلت من ضغوط الأسواق بسبب الأزمة. وشهدت الأسواق ضغوطاً بشكل خاص على السندات الإيرلندية والإيطالية والبرتغالية والإسبانية.