تنعقد بالعاصمة النيجيرية أبوجا قمة لدول غرب أفريقيا لبحث الأزمة السياسية بساحل العاج بعد أن أخفق مبعوث الاتحاد الأفريقي في تقريب وجهتي نظر الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو وخصمه الحسن وتارا الذي تعترف أطراف دولية كثيرة به رئيساً منتخباً للبلاد. ويلتقي ممثلو الدول الأعضاء بالمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا - دون مشاركة أي ممثل عن ساحل العاج العضو بالمجموعة - لبحث أزمة اندلعت بهذا البلد في أعقاب الجولة الثانية من انتخابات جرت يوم 28 نوفمبر الماضي. وكانت تلك المجموعة قد أعربت في وقت سابق عن رفضها بقاء غباغبو في السلطة بعد أن أعلنت لجنة الانتخابات أن الفائز في الاقتراع هو الحسن وتارا، لكن الرئيس المنتهية ولايته لجأ إلى المجلس الدستوري لإلغاء تلك النتائج. وتأتي قمة أبوجا بعد مساعي الاتحاد الأفريقي التي قام بها الرئيس السابق لجنوب أفريقيا ثابو مبيكي دون تحقيق أي انفراج, حيث رفض طرفا الأزمة الجلوس معاً إلى طاولة المفاوضات. وفي التفاعلات الدولية للأزمة، قال مسؤول أمريكي بارز بالبيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما طالب غباغبو بتسليم السلطة للفائز الحقيقي بالانتخابات (وتارا).. وقال المسؤول الأمريكي للوكالة إن وتارا هو الرئيس الشرعي بالنسبة للولايات المتحدة، مشيراً إلى أن أوباما بعث برسالة إلى غباغبو طالبه فيها بالتنحي واحترام نتائج الانتخابات أو مواجهة عزلة دولية أكبر في حال رفضه ذلك. من جهة أخرى قال مسؤولون أمميون إن المنظمة الدولية ستنقل مؤقتاً موظفيها غير الأساسيين من بعثتها بساحل العاج إلى خارج البلاد، في غمرة الأزمة السياسية والنزاع على نتائج الانتخابات هناك. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نسيركي إن نحو 460 موظفاً سينقلون مؤقتاً إلى غامبيا حيث سيواصلون القيام بعملهم، مشيراً إلى أن بعثة حفظ السلام بساحل العاج “ستواصل القيام بمهامها الأساسية التي كلفت بها”. وقبل ذلك حذر رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه باروسو من أن ما وصفها بحالة التشكك بعد انتخابات ساحل العاج تعرض الاستقرار في البلد والمنطقة للخطر. أما البنك الدولي وبنك التنمية الأفريقي فأشارا إلى “انهيار الحكم” في ساحل العاج، وقالا إنهما سيعيدان النظر في المعونة الأمر الذي يزيد الضغوط على غباغبو. على الصعيد الداخلي، عرض وتارا مناصب حكومية على أعضاء بحكومة منافسه غباغبو في حالة تنحي الأخير. وضم وتارا بالفعل وزير مالية غباغبو السابق تشارلز كوفي ديبي إلى حكومته، في خطوة ستجرد غباغبو من مسؤول امتدح لدوره بمحادثات الديون. وقال غيوم سورو رئيس الوزراء بالحكومة التي شكلها وتارا لإذاعة “أوروبا 1” الفرنسية إنه إذا وافق غباغبو على ترك السلطة بهدوء فسيكون الوزراء المنتمون إلى حزبه موضع ترحيب في حكومته. في المقابل سخر غباغبو من المطالب الدولية بتنحيه وعدها تعديا على سيادة ساحل العاج، وهدد بطرد المبعوث الأممي بسبب تدخله في الشؤون الداخلية. ويحذر محللون من أن النزاع قد يضع الجيش المؤيد لغباغبو في مواجهة مع قوات المتمردين المؤيدين لوتارا، والمعروفة باسم “القوات الجديدة” والتي تسيطر على شمال البلاد. وقال المتحدث باسم تلك القوات سيدو وتارا “وضعنا قواتنا على أهبة الاستعداد.. وإذا هوجمنا فسندافع عن مناطقنا وسنسيطر على بقية أراضي ساحل العاج”. وأوضح أنه يأمل أن تساعد الدبلوماسية في تجنب “مذابح”.