أكد مسئول أمريكي بارز الاثنين استعداد بلاده قبول رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته لوران غباغبو على أراضيها حال قرر التنحي عن السلطة لصالح منافسه الحسن واتارا. وقال المسئول في تصريح لشبكة (سي إن إن) الإخبارية إنه "إذا كان يبحث الرئيس غباغبو عن خروج مشرف، فإننا لا نزال منفتحين لمساعدته في هذا الأمر، لكن لا يوجد مؤشر على أنه مستعد للمغادرة في هذه المرحلة". ويقاوم غباغبو ضغوطا دولية شديدة لتسليم السلطة لخصمه الحسن واتارا المعترف به من المجتمع الدولي على انه الفائز الحقيقي في الانتخابات الرئاسية التي جرت في تشرين ثان/ نوفمبر الماضي. ورفض غباغبو التنازل عن السلطة لصالح واتارا. وأسفرت الاضطرابات التي شهدتها البلاد بسبب هذا النزاع السياسي عن مقتل 170 شخصا. وفرضت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على غباغبو ومسئولين آخرين كبار في حكومته على خلفيه هذه الأزمة. ونقلت (سي إن إن) عن مسئول وزارة الخارجية الأمريكية قوله إن غباغبو يتمسك بموقفه بدلا من محاولة حل الأزمة.
وأشار المسئول إلى أن غباغبو لديه عائلة في اتلانتا بولاية جورجيا الأمريكية.
وفي السياق، غادر وفد الوساطة الافريقي مساء الاثنين ابيدجان بدون أن يتمكن من تحقيق تقدم في اتجاه تسوية الأزمة في ساحل العاج، فيما أعلن الحسن وتارا أن المحادثات مع خصمه لوران غباغبو "انتهت".
وسعى رئيس وزراء كينيا رايلا اودينغا ورؤساء الرأس الأخضر بدرو بيريس وبنين بوني يايي وسيراليون ارنست كوروما طوال يوم الأحد للتوصل إلى تسوية للازمة التي اعقبت الانتخابات في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر وأوقعت حتى الآن حوالى مئتي قتيل بحسب أرقام الاممالمتحدة.
ويواجه لوران غباغبو المتمركز في القصر الرئاسي خطر عملية عسكرية تعد لها المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (سيدياو) حاليا في حال استمر في رفضه تسليم السلطة للحسن وتارا.
غير أن رايلا اودينغا الموفد عن الاتحاد الافريقي والرؤساء الثلاثة وسطاء المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا غادروا البلاد بعد اجتماعين مع غباغبو ومحادثات مع وتارا، بدون الاعلان عن أي تقدم.
وقال كوروما مساء الاثنين بعد اجتماع أخير مع غباغبو "كل ما يمكننا قوله في الوقت الراهن هو أن المحادثات متواصلة".
وقال مصدر قريب من سيدياو في ابيدجان إن الوسطاء الذين غادروا قبيل منتصف الليل (بالتوقيت المحلي وتغ) سيرفعون (تقريرهم) الثلاثاء في ابوجا إلى الرئيس الحالي للمجموعة الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان.
وبعد لقائه مع الوسطاء، أعلن وتارا "بالنسبة الينا، المباحثات انتهت" ودعا خصمه إلى الرحيل عن السلطة.
ورفض وتارا المتحصن وحكومته في أحد فنادق ابيدجان بحماية 800 جندي من القوات الدولية فيما تفرض القوات الموالية لنظام غباغبو عليه حصارا بريا، اقتراح غباغبو بتشكيل (لجنة تقييم) للازمة التي اعقبت الانتخابات، معتبرا ذلك "استراتيجية لكسب الوقت".