الآن، يرسل؛ أنه آتٍ و أنه على بعد فراسخ من بيتنا القديم، يسير على الطريق الرملي، حافي القدمين كما اعتاد يحمل باقة ورد، وصرة يتقاطر منها الدم الحار ضاجا.. قادماً يحمل قلبه!. يقول إنه كتب لي الكثير من رسائل الشوق، والكثير من قصائد الحب، والكثير الكثير من كلمات البوح الشجي وأنه على مر أعوام الانتظار يحتفظ بتلك الرسائل حتى تحين اللحظة فأقرؤها . مشتاق هو لهمسي، لاسمي، لعطري... آت هو الآن، وأنا ضيعتُ مكحلتي منذ رحيله.قلبت أدراجي ، تطلعت بين رفوف الأيام ،لون رمادي السحنة طغى على كل شيء...فساتيني ، ألوان شراشفي، شرائط شعري . لا أريد أن يراني بهذا الحال. سأنثر العطر الذي يحب. سأكتب على المرايا أحبك. سأعود أنثر جدائل شعري وألبس أساور الفل....... لتتناثر بين يديه حين يأخذني إليه. سأحدثه عن عذابي. عن شوقي الذي نكّس أفراحي. سأبكي طويلا. لن أمنع الدمع . وسيمسح دمعي ويعتذر لي بأي عذر وأسامحه كنت في عذاب ،أغفره لك الآن وأنت آت....أأغفره لك ؟