فجأة وبدون مقدمات فوجئ الكثير من عشاق الغناء الجاد في مصر بصوت العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ يبث 24 ساعة أي ليل نهار عبر الراديو.. الكثير اعتقد في بداية الأمر أنها مجرد فترة مفتوحة سرعان ما ستنتهي، ولكن روعة الغناء مع جمال الألحان والكلمات وسحر حليم الخاص لدى المستمع جعل الجميع لا يغير المؤشر، وهنا فوجئوا أن الأمر ليس فترة مفتوحة كما تصور الكثيرون، وأن صوت حليم لا يغيب، وهنا تصور البعض أنها إذاعة جديدة وذهب الشك إلى أنها ربما تكون هي الإذاعة الجديدة الخاصة بالمنتج الشهير محسن جابر والتي سوف تكون ضمن باقة راديو النيل، وأن ما يحدث بث تجريبي لها، وأن محسن باعتباره منتجاً شاطراً اختار حليم لكي يجذب المستمع.. ليتضح الأمر وتكتشف الفزورة أنه بث تجريبي لإحدى محطات الاستقبال التي قام بشرائها اتحاد الاذاعة والتليفزيون والخاصة بموجة FM.. بعيدا عن قصة هذه المحطة الإذاعية وتبعيتها هناك مردود فني ايجابي حققتها، لأن المهتمين بالغناء اكتشفوا أن الجماهير مازالت مهتمة بالاستماع لكل ما هو جاد لذلك حدث تغيير تام في خريطة الاستماع الإذاعية، لأن صوت حليم بالمعنى الدارج «قش الجميع»، وأكد أن البقاء للأصلح دائما وأن ظهور أجيال متعاقبة من الشباب لن ينهي أسطورة وإبداع الكبار.. هذه الإذاعة التجريبية كشفت أيضا أن الشباب المصري مهيأ تماما للاستماع لكل ما هو جيد، ولاقت الاذاعه رواجا كبيرا ومستمعين كثر، لأن باقي الاذاعات لا تتمتع بهذه الثقة الكبيرة حيث تجد أغنية بجوار الغناء النشاز.. أما في إذاعة حليم فالإمر مختلف لا مكان للنشاز والغناء الهابط. الأذن مهيأة لسماع كل ما هو جيد فقط.