تواصلاً للمحطات الإعلامية والإذاعية المتميزة في المسيرة الفنية الحافلة للفنان الراحل عبدالحليم حافظ وبينما كانت الإذاعية المصرية الكبيرة سناء منصور تعمل كمذيعة في اذاعة مونت كارلو الفرنسية في العام 67م وهي الإذاعة الأوروبية التي ولد قسمها العربي عملاقاً منذ الوهلة الأولى ليخطف الأضواء من كثير من الإذاعات المماثلة والناطقة بالعربية في تلك الفترة أرادت سناء منصور تحقيق شيء من التميز والسبق الإذاعي من خلال التواصل والتنسيق مع العندليب الراحل لتكرار تجربتها الأولى معه عبر إذاعتها الأولى (الشرق الأوسط) الا أن القائمين على الاذاعة وجلّهم من الفرنسيين لم يعيروا طلبها أي اهتمام متسائلين: من هو.. عبدالحليم.. وحينما شرحت لهم مكانته الفنية كمطرب كبير على مستوى الوطن العربي تحمسوا لمقترحها الرامي للتوجه إلى القاهرة لعمل بعض التسجيلات الإذاعية النادرة معه, ذللوا لها كل السبل وامنوا لها كل مايتعلق بالسفر واقامة وبما يتلاءم مع مكانة الإذاعة (مونت كارلو) وانجزت المهمة بنجاح لمسه القائمون على الإذاعة مقدرين مكانة العندليب وجماهيريته الكبيرة التي تجلت بوضوح من خلال التفاعل الجميل مع تلك المادة الاذاعية من قبل الكثير من المستمعين في عديد من العواصم والمدن العربية وغير العربية وقد حفز ذلك النجاح الاذاعية سناء منصور للاضطلاع بتقديم تصورها الإذاعي الجديد المتمثل بتقديم أحد البرامج المسابقاتيه (فوازير 30 حلقة) عبر اثير مونت كارلو ومن القاهرة للمرة الثانية وبعد أن تسنى لها الوصول إلى القاهرة فوجئت بما لم يكن في الحسبان حيث اعتذر الفنان الذي رشحته للقيام بالمهمة رغم محدودية انتشاره ونجوميته مما جعلها تسير في الوقت بدل الضائع في شوارع القاهرة حائرة قلقة محاصرة بالهم والفشل لتلتقي مصادفة في منطقة العجمي بالعندليب الراحل عبدالحليم حافظ وبعد أن اطلعته على حيرتها ومعاناتها انتقلا معاً إلى منزله لينفذا معاً تسجيل تلك النصوص الإذاعية التي كان قد كتبها الاعلامي مفيد فوزي وبزمن قياسي انجزا معاً تلك المهمة لتعود سناء منصور مزهوة بما انجزته أما الإذاعي الكبير وجدي الحكيم والذي وصف العندليب بالإذاعي المتمكن والذي قال عن رائعة حليم الغنائية موعود بانها قد لخصت مأساته فقد روى في حديث مرئي لقناة دريم كان بمثابة الامتداد لحديث مماثل مع سناء منصور بأنه في ذات يوم كان قد التقى مع حليم وبعد السلام والكلام وبعد أن حانت لحظات الانصراف والوداع سأله حليم عن وجهته القادمة فرد عليه وجدي الحكيم بأنه سيذهب لمقابلة النجم العالمي عمر الشريف ليجري معه حواراً إذاعياً قبل مغادرته القاهرة فرد حليم إذاً هي فرصة طيبه سنذهب معاً لعمر الشريف لأني من فترة لم اشاهده. وحينما ولجا معاً منزله بدأ وجدي الحكيم باعداد جهاز التسجيل لإجراء المقابلة فما كان من عبدالحليم الا أن ضغط على التسجيل ليبدأ محاورته لعمر الشريف بطريقة اعلامية غاية في الروعة والتميز وحينما أكمل مالديه من اسئلة نظر إلى الحكيم والشريف وطلب منهما بدء الحوار إلا أن وجدي الحكيم الذي دهش لأسلوبه الجميل في الحوار رد عليه قائلاً: لقد سالته في كل شيئ وبتميز وأكد الحكيم بان حليم ادار ذلك الحوار بطريقة رائعة ومذهلة وكان الإذاعي وجدي الحكيم قد التقى العندليب في لندن قبل رحيله ب48 ساعة وسأله عما يريد فرد حليم: سلم لي على مصر وأولاد مصر وتراب مصر. هامش كان العندليب عبدالحليم حافظ الذي طالما لامس بروائعه الغنائية عواطفنا وألهب وجداناتنا قد بعث بأسطوانة اغنيته الهوى هوايا التي كتبها الشاعر عبدالرحمن الأبنودي ولحنها بليغ حمدي للإذاعية سناء منصور في فرنسا وكتب عليها من مداح القمر إلى القمر وأضاف تحت هذه العبارة بحرف صغير إلى القردة.