33 عاماً مرت على رحيل مطرب الثورة المصرية الأول ومعشوق الجماهير العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ ومازالت ذاكرة خالدة في قلوب عشاقه ومحبيه، 33عاماً مضت على رحيل مطرب الشباب ومطرب كل الأجيال ومازالت جل أعماله الفنية الخالدة تحتل مراكز الصدارة لدى كل متذوقي الطرب الأصيل على امتداد الوطن العربي الحبيب وفي الذكرى ال 33لرحيل العندليب لابد لنا من الإشارة إلى تلكم العلاقة الحميمة التي ربطت العندليب عبدالحليم بعدد من الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية حيث كانت له صداقات واسعة مع فرسان الكلمة وفي مقدمتهم الإعلامي مفيد فوزي وبذكائه الفطري الجم استطاع حليم أن يستثمر تلك العلاقات الواسعة الاستثمار الأمثل مستفيداً من خبرات وتجارب أولئك الأعلام وبعد أن اختزل الأروع والأجمل من كل من عايشهم في الحفل الإعلامي بدأت بعض مواهبه الإعلامية والإذاعية منها على وجه التحديد تبرز بطريقة مذهلة وغير متوقعة، وحسب الإذاعية الجميلة والإعلامية الكبيرة سناء منصور والتي تعرفت على العندليب الأسمر في بداياتها الأولى مع إذاعة الشرق الأوسط في القاهرة في ستينيات القرن المنصرم فإن عبدالحليم كان يمتلك أفكاراً إعلامية مميزة ومتألقة تبدت لها بجلاء من خلال لقاءاتها المتكررة والمتلاحقة بعبدالحليم وأهمها ذلك اللقاء الذي جمعها بحليم في أحد استديوهات الإذاعة حينما طلبت منه البقاء كمستمع أثناء تقديمها لأحد البرامج وبينما كانت سناء منصور تتصفح رسائل المستمعين وتتهيأ للردود عليها وإذا بحليم يقترح عليها بعض الأفكار التي نالت استحسانها فما كان منها إلا التنفيذ وبمشاركة فاعلة منه وفي إحدى المواجهات التي جمعتها مع مدير الإذاعة الإعلامي الكبير الأستاذ/طاهر أبو زيد وطاهر أبو زيد هو أحد فرسان الإعلام المصري وليس نجم كرة القدم في النادي الأهلي والمنتخب المصري اقترحت سناء منصور في تصور شفوي عرضته على مديرها طاهر أبوزيد تقديم سهرة فنية بمشاركة عبدالحليم إلا أن ذلك المقترح لم يحظ بالاهتمام المطلوب الذي توقعته سناء فقد استبعد مديرها تلبية العندليب وموافقته على مثل ذلك الطلب نظراً لنجوميته وشهرته الواسعة وانشغاله المتواصل في عديد الأعمال الفنية فما كان منها إلا أن أصرت على طلبها مؤكدة لمديرها واستاذها في المجال الإعلامي بأنها ستتولى إقناع العندليب بأن يشاركها تقديم تلك السهرة وما أن تبدى لها الضوء الأخضر بالموافقة حتى توجهت لإحدى الفرق لتبدأ على التو بالتواصل مع حليم وبعد أن أوضحت له فكرة البرنامج أضافت قائلة: مدير الإذاعة تحداني بأن تقبل هذه الفكرة وكانت تدرك بأن حليم لا يمكن أن يتردد في قبول أي تحد أياً كانت إنعكاساته على صحته ونجوميته وباختصار جاءها الرد حاملاً صيغة التساؤل على موعد السهرة وحينما أخبرته بتوقيت وساعة البث في نفس الليلة رد بالإيجاب سأكون في الإذاعة قبل الموعد يومها فوجئ طاهر أبوزيد مدير الإذاعة بحضور عبدالحليم وفوجئ أكثر بأدائه المتميز في التقديم والتخاطب مع مستمعي الإذاعة في ذلك البرنامج الذي اختارت له الإذاعية سناء منصور اسم سهرة مجنونة وقد حققت تلك السهرة نجاحاً منقطع النظير ومنذ ذلك التاريخ لم يرفض العندليب أي طلب لسناء منصور والذي كان يصفها بالفريدة وفي ذات مرة طلبت منه عبر الهاتف أن يشاركها مع بعض صديقاتها إحدى السهرات في نادي الجزيرة فوافقها على ذلك الطلب وزاد قائلاً: عايزين تتمنظروا يا بنات هذا وللموضوع بقية مع حليم وسناء وإذاعة مونت كارلو. هامش: في محاضرته الشائعة بمنتدى السعيد عزف الزميل عمار المعلم مدير إذاعة تعز سيمفونية جميلة ورائعة عرّف من خلالها الحضور بأهمية الإذاعة وتاريخها ودورها الرائد في مناصرة الثورة والوحدة.