الرئيس الزُبيدي : نلتزم بالتفاوض لحل قضية الجنوب ولا نغفل خيارات أخرى    أول مسؤول جنوبي يضحي بمنصبه مقابل مصلحة مواطنيه    خبير اقتصادي بارز يطالب الحكومة الشرعية " بإعادة النظر في هذا القرار !    الرئيس العليمي يوجه بالتدخل العاجل للتخفيف من آثار المتغير المناخي في المهرة    بدء دورة للمدربين في لعبة كرة السلة بوادي وصحراء حضرموت    أبطال المغرب يعلنون التحدي: ألقاب بطولة المقاتلين المحترفين لنا    منظمة: الصحافة باليمن تمر بمرحلة حرجة والصحفيون يعملون في ظروف بالغة الخطورة    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    وفاة فتاة وأمها وإصابة فتيات أخرى في حادث مروري بشع في صنعاء    مصادر مصرفية تحذر من كارثة وشيكة في مناطق سيطرة الحوثيين    الحوثيون يعتقلون فنان شعبي وأعضاء فرقته في عمران بتهمة تجريم الغناء    ماذا يجرى داخل المراكز الصيفية الحوثية الطائفية - المغلقة ؟ الممولة بالمليارات (الحلقة الأولى)    المخا الشرعية تُكرم عمّال النظافة بشرف و وإب الحوثية تُهينهم بفعل صادم!    اسقاط اسماء الطلاب الأوائل باختبار القبول في كلية الطب بجامعة صنعاء لصالح ابناء السلالة (أسماء)    مارب تغرق في ظلام دامس.. ومصدر يكشف السبب    ترتيبات الداخل وإشارات الخارج ترعب الحوثي.. حرب أم تكهنات؟    مأرب قلب الشرعية النابض    تن هاغ يعترف بمحاولةا التعاقد مع هاري كاين    الهلال السعودي يهزم التعاون ويقترب من ملامسة لقب الدوري    "اليمن ستكون مسرحاً لحرب استنزاف قبل تلك الحرب الكبرى"..خبير استراتيجي يكشف السيناريوهات القادمة    اخر تطورات الانقلاب المزعوم الذي كاد يحدث في صنعاء (صدمة)    معركة مع النيران: إخماد حريق ضخم في قاعة افراح بمدينة عدن    الكشف بالصور عن تحركات عسكرية خطيرة للحوثيين على الحدود مع السعودية    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    تتقدمهم قيادات الحزب.. حشود غفيرة تشيع جثمان أمين إصلاح وادي حضرموت باشغيوان    وكلاء وزارة الشؤون الاجتماعية "أبوسهيل والصماتي" يشاركان في انعقاد منتدى التتسيق لشركاء العمل الإنساني    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    د. صدام عبدالله: إعلان عدن التاريخي شعلة أمل انارت دورب شعب الجنوب    فالكاو يقترب من مزاملة ميسي في إنتر ميامي    الوزير البكري يعزي الاعلامي الكبير رائد عابد في وفاة والده    أمين عام الإصلاح يعزي في وفاة أمين مكتب الحزب بوادي حضرموت «باشغيوان»    بعد منع الامارات استخدام أراضيها: الولايات المتحدة تنقل أصولها الجوية إلى قطر وجيبوتي    مارب.. وقفة تضامنية مع سكان غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة من قبل الاحتلال الصهيوني    البنتاجون: القوات الروسية تتمركز في نفس القاعدة الامريكية في النيجر    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    دوري المؤتمر الاوروبي ...اوليمبياكوس يسقط استون فيلا الانجليزي برباعية    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    إعتراف أمريكا.. انفجار حرب يمنية جديدة "واقع يتبلور وسيطرق الأبواب"    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    الخميني والتصوف    تقرير: تدمير كلي وجزئي ل4,798 مأوى للنازحين في 8 محافظات خلال أبريل الماضي    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطريق الأسرع إلى الموت !!
الأغذية المعدلة وراثيااً..
نشر في الجمهورية يوم 27 - 12 - 2010

يمثل الغذاء المرتكز الأساسي لاستمرار الحياة البشرية على وجه الأرض؛ ولذلك فقد سعى الإنسان منذ أن وعى ذاته إلى البحث عن ذلك الغذاء، وشهدت مسيرة البشرية تطورات هائلة في هذا المضمار بدءاً من الوسائل التقليدية، وصولاً إلى استخدام التقنية الحديثة العالية المستوى في إنتاج الغذاء، وتلبية متطلبات الإنسان، غير أن ثمة وجهاً قبيحاً للعلم الذي رافق هذه المسيرة، وهو الوجه الذي صممه أرباب الاحتكار، والاستعمار الجديد، والذين ما فتئوا ينسجون حيلهم، وأكاذيبهم باتجاه إحكام القبضة على مصادر الغذاء لكل أبناء البشرية، ومن هنا أتت اليوم ما يعرف بالمنتجات المعدلة وراثياً، والتي تمثل خطراً داهماً، ووبالاً على البشرية جمعاء.
الأغذية المجهولة الهوية
بمراجعة الأدبيات والأبحاث العلمية المنشورة، ومتابعة الضجيج العالمي حول الغذاء ومعاركه، سيصبح المرء في أقصى درجات الصدمة حيث أصبحت الحرب على كل الجبهات، وبأساليب ناعمة ومخفية، ولكنها للأسف في كثير من الأحيان بأساليب معلنة، وبأسلوب فج أيضاً بما يوحي بأن لا رادع لمجرميها.. وبزيارة قصيرة للسوق اليمني شأنه في ذلك كباقي الأسواق العربية سيجد المرء هذه السوق تغرق في كل أنواع المنتجات المستوردة، لكن اللافت للنظر أن المنتجات الغذائية باتت تتصدر هذه المنتجات، وبشكل مقلق حيث لم يعد مستغرباً أن يجد المرء شفرات الحلاقة في قناني المشروبات الغازية والعصائر، ولا أن يجد السموم المسرطنة في بعض العصائر، ولكن الأفدح من ذلك أن تصل السوق اليمنية منتجات غذائية، وملابس، وغيرها من المنتجات الأجنبية بدون هوية حيث لا يوجد ما يشير على غلافها إلى بلد المنشأ، أو مكوناتها، أو غير ذلك من البيانات التي تحتم الضرورة وجودها، وبذلك تنفتح أمام الذهن عشرات الأسئلة، وترتسم علامات الاستفهام حول ماهية هذه المنتجات، ومصدرها، وكيفية وصولها إلى المواطن اليمني، وأسباب غياب الجهات الرقابية عن هذا الوباء.. هذه الأسباب دفعت باتجاه البحث في موضوع الغذاء، ومسيرته، وكانت الصدمة أننا بلغنا مرحلة خطرة تمثلت في الوفرة التي يقدمها الاستعماريون الجدد المتمثلة في المنتجات المعدلة وراثياً، ويمكنك ملاحظة التفاح الأميركي ، والثوم الصيني، والمنتجات الأخرى المعلبة في كافة محلات السوبر ماركت التي تكاثرت كما تتكاثر البعوض.
ما هي الأغذية المعدلة وراثياً؟
في العموم يطلق مصطلح Genetically modified organisms أو الاسم المختصر الشائع GMO على أي كائن تم تعديله وراثيًا، ولكن يكثر ذكره مع الأغذية المعدلة الوراثية؛ لأنها الأقرب إلى عامة الناس. والأهم بالنسبة لهم؛ وعليه فالأغذية المعدلة وراثيا هي الأطعمة المشتقة من الكائنات المعدلة وراثياً، وقد أدخلت بعض التغييرات إلى الحمض النووي للكائنات المعدلة وراثيا عن طريق الهندسة الوراثية، على عكس الكائنات الغذائية المماثلة التي تم تعديلها من أسلافها البرية من خلال التربية الانتقائية [تربية النبات وتربية الحيوان] أو تربية الطفرات.
وقد طرحت الأغذية المعدلة وراثياً لأول مرة في السوق في وقت مبكر في العام 1990، وعادة ما تكون الأغذية المعدلة وراثياً منتجات نباتية معدلة وراثياً.. فول الصويا والذرة والكانولا، وزيت بذور القطن، ولكن المنتجات الحيوانية قد تم تطويرها، فعلى سبيل المثال، في عام 2006 تم تعديل خنزير هندسياً لإنتاج الأحماض الدهنية [أوميغا 3] من خلال التعبير عن الجينات والذي يكون إنتاجه مثيراً للجدل، كما توصل الباحثون إلى تطوير سلالة معدلة وراثياً من الخنازير التي تكون قدرتها على امتصاص الفوسفور المصنع أكثر كفاءة؛ ونتيجة لذلك انخفض محتوى الفوسفور من السماد بمقدار 60 %، وبذلك يمكن أن يكون المنتج الغذائي مهجناً فعلى سبيل المثال، يمكن أن تهجن الفراولة بخنزير، أو بحمار!!
نماذج الأغذية المعدلة
كان محصول الطماطم أول ما نما تجارياً في الأغذية المعدلة وراثياً في محاصيل الغذاء بأكملها، وسميت Flavr Savr والتي تم تعديلها؛ لكي تنضج دون أن تلين، من قبل شركة كاليفورنيا Calgene أخذت Calgene زمام المبادرة للحصول على موافقة هيئة الأغذية الأميركية لصدوره في عام 1994.
وأنتجت الذرة الرفيعة، والبطاطا، والبرتقال، والقطن، والباباي، وقصب السكر، والأرز، التبغ، بالإضافة إلى العديد من الكائنات الدقيقة المعدلة وراثياً التي تستخدم عادة كمصادر للإنزيمات لتصنيع مجموعة متنوعة من الأطعمة المصنعة، وخصوصاً السكر، والجبن، والحليب، والفطريات التي تحسن درجة نقاء عصير الفاكهة.
ولعل من المخاطر الخفية، ما يمكن أن يثيره البعض بشأن القطن المعدل وراثياً؛ باعتبار أن المواطن اليمني قلما يتعامل مع القطن حيث يفضل الملابس الخفيفة أو الجلدية بحسب ظروف الطقس، غير أن ما لا يفطن له البعض أن القطن يمثل المصدر الرئيسي للزيوت النباتية والأعلاف المستخدمة في تغذية الحيوانات، وبالتالي فإنه جزء أساسي من منظومة الغذاء البشري. ويقدر أرباب الصناعة الأميركية أن 75 % من جميع الأطعمة المصنعة في الولايات المتحدة الأميركية تحتوي على مكونات معدله وراثياً
العالم يرفض المنتجات المعدلة
في أغسطس 2003، قطعت زامبيا تدفق الأغذية المعدلة وراثياً (ومعظمها من الذرة) من برنامج الأمم المتحدة البرنامج العالمي للأغذية، غير أنه في ديسمبر 2005 غيرت الحكومة الزامبية رأيها في مواجهة المجاعة، وسمحت باستيراد الذرة المعدل وراثيا، ومع ذلك، فإن وزير الزراعة الزامبي مونديا سيكاتانا أصر على أن الحظر على الذرة المعدل وراثيا لا يزال، قائلا “نحن لا نريد الأغذية المعدلة وراثياً، وأملنا هو أن نستمر جميعا في إنتاج الأغذية غير المعدلة وراثيا”.
وأوضح الدكتور سعيد بريطل، نائب رئيس الجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك، أن الأبحاث العلمية أثبتت أن مدخلات الإنتاج المعدلة وراثيا، تفقد التربة الكثير من المواد العضوية اللازمة للنمو، خاصة مادة الفوسفات. وأضاف: إن التجارب بينت أيضا أن البذور المعدلة وراثيا، يمكن أن تكون مدخلا لتصدير الآفات بهدف تقويض الإنتاج الزراعي العربي كشكل جديد من أشكال الحرب الاقتصادية.
القضاء على الجوع
أما القول بأن هذه المنتجات سوف تحل مشكلة الأمن الغذائي في الوطن العربي، فتلك كذبة أخرى، حيث لم يثبت إلى الآن أن بإمكانهم تقديم نبات واحد مقاوم للملوحة، أو مقاوم للجفاف، أو مقاوم للأمراض محصنا غذائيا، وتم التصريح به بالفعل، وبالتالي فكل ما يقال وعود زائفة محاولة هنا، ومحاولة هناك لغرض التسويق التجاري لا أكثر ولا أقل، بل إن الشاهد يأتي من عقر دار المروجين، حيث قالت وكالة أكشن أيد التي يوجد مقرها في بريطانيا والمعروفة بمعارضتها للمحاصيل المعدلة جينيا، إن بذور تلك المحاصيل مناسبة أكثر لاحتياجات أصحاب المزارع التجارية الضخمة دونما دليل حاسم على أنها تنتج قدرا أكبر، أو أنها تحتاج إلى قدر أقل من الأسمدة الكيماوية.
وأشار تقرير لهذه الوكالة إلى أن تلك المحاصيل لن تلبي احتياجات المزارعين الفقراء، ويمكن أن تسبب لهم حالة من عدم الأمن الغذائي بدفعهم إلى المزيد من الاقتراض مع تزايد اعتمادهم على البذور والكيماويات الغالية الثمن. وقالت الدراسة إن أقل من 1 % من الأبحاث الخاصة بالمحاصيل المعدلة جينيا موجهة للمزارعين الفقراء. واعتبر التقرير أن الأبحاث في أفريقيا -على سبيل المثال- تركز على محاصيل التصدير مثل الزهور، والفواكه، والتبغ التي تزرع في مساحات كبيرة بكينيا، وجنوب أفريقيا وزيمبابوي.
ولذلك فالقول بأن المنتجات المعدلة وراثياً ستحل مشكلة الأمن الغذائي، ليس صحيحاً بالمطلق؛ لأن الجوع مصنوع، والندرة في حقيقتها خرافة لأجل استغلال العالم الثالث، واحتلاله، وهذا ما يقوله بعض المفكرين حتى من غير بلدان العالم الثالث، فهذا فرانسيس مورلاييه، وجوزيف كولنز ألفا كتاباً ترجم إلى العربية في عام 1983، تحت عنوان: صناعة الجوع، خرافة الندرة وكتاباً آخر في عام 1980 ترجم إلى العربية بعنوان: خرافات عن الجوع في العالم فقال:(الخرافة الأولى: يجوع الناس بسبب الندرة، يوجد الجوع في مقابل الوفرة، وهنا يكمن الانتهاك، فالأرض تنتج الآن أكثر مما يكفي لتغذية كل مخلوق بشري، سواء كان على مستوى الكون، أو على مستوى كل بلد...).
انتشار المنتجات المعدلة وراثياً
انتشار هذه المنتجات المعدلة وراثياً يشبه الغزو البربري الاستعماري، وهو يطال العالم الثالث برمته، وبالتأكيد فاليمن جزء من هذا العالم، وفي دراسات موثقة ثبت أن جماعة السلام الأخضر في منطقة الخليج أجرت بحثاً عن المنتجات المنتشرة في المتاجر الكبرى في الخليج، وبالتحديد في الكويت ، والإمارات، وقطر حيث جرى تحليلها في بعض المعامل بسويسرا، وكانت المفاجأة الكبرى أن 40 % من المنتجات التي تم سحبها من على الأرفف في هذه الدول كانت مهندسة وراثيا تحتوي على ذرة مهندسة وراثيا، ويأكله أهل الخليج، ولا يعلمون مثل هذه الأمور، كما تم ضبط نوع من الأرز لم يصرح باستخدامه في العالم كله موجود في منطقة الخليج وفي نسبة أكبر كان موجودا في الإمارات 80 % من الأرز من تحليلات جماعة السلام الأخضر كان موجودا في الإمارات، أما دولة قطر فقد أصدرت قراراً بعدم السماح بتسويق المنتجات إلا بعد أن يوضع عليها إعلان يقول إنها مهندسة وراثيا..، وهناك تقرير للجين ووتش وجد أنه في سلالة ذرة اسمها ستارلينغ دخلت إلى مصر بطريقة غير شرعية، هناك تقرير آخر من منظمة غران لنبات الكانولا مهندس وراثيا دخل هذه الأسواق، ويبقى السؤال: ما هي حقيقة الوضع في السوق اليمنية؟ برغم ما أشرنا إليه في بداية هذه السطور، فإن السؤال يظل ملحاً على الجهات المعنية لتقول للرأي العام الحقيقة بدون مواربة، فلسنا بحاجة إلى إصابات الملايين بالأمراض نتيجة المعلبات المعدلة!.
الأمراض والمخاطر
أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن المنتجات المعدلة وراثياً تسبب الكثير من الأمراض، وأهمها الحساسية خصوصاً لدى الأطفال، السرطان، كما أن هرمون النمو البقري المعدل في الحليب، يجعل البنات الصغار يبلغن حتى في سن الثامنة! وقد نشرت دراسة كبيرة تظهر أن حوالي ثلث المنتجات الغذائية والمشروبات المنتشرة المصنوعة من 55 نوعا نباتيا، خاصة الذرة مليئة بالزئبق، بالإضافة إلى ذلك فقد ثبت أن غلوتامات الصوديوم الموجودة في هذه المنتجات تنهك، وتدمر تماماً الدماغ، وهي من السموم العصبية، وتدمر الكبد وهي موجودة في عشرات آلاف الأغذية المصنعة والمغلفة...في كل مكان، وخصوصاً في الأندومي، ورقائق الشيبس.
الهدف الحقيقي وراء المنتجات المعدلة
إن الهدف من وراء ترويج وإغراق الأسواق بهذه المنتجات المعدلة أكثر من واضح وهو بصراحة خدمة المشروع الإمبريالي الصهيوني للسيطرة على العالم، وبالأدلة نثبت ذلك، ففي عام 2002 ظهرت تقارير تشير لمشروع يطلق عليه مشروع الشلوع وهذا المشروع [إسرائيلي] ظهر عام 2002 وهذا المشروع ينص على توظيف الهندسة الوراثية في استخراج عمل كائنات ممرضة وتوزيعها على الوطن العربي.. وفي سبتمبر 2003، ذكرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن كيان العدو الصهيوني يعد النموذج الأوضح في تصدير الآفات والبذور الفاسدة بطرق مباشرة إلى دول كمصر والأردن وغيرهما من الدول التي ترتبط معها بعلاقات مباشرة، أو عبر الشركات الكبرى متعددة الجنسيات.
والأدهى من ذلك، ما نشرته صحيفة [فرانكفورتر الجماينة] الألمانية على لسان رئيس كيان العدو الصهيوني الإرهابي شمعون بيريز، والذي قال بوضوح في مقابلة نشرتها مترجمة صحيفة السياسية في صفحتها السادسة عشرة بعددها رقم20855، الصادر في الأحد بتاريخ 31 يناير 2010، إن الكيان الصهيوني يعد العدة لتنفيذ مخطط إجرامي خلال عشرين عاماً سيمكنه من امتلاك زمام المبادرة في المنطقة حيث سيصبح الشعار المرفوع آنذاك الغذاء مقابل السلام..!!، وهاكم حرفياً ما جاء في المقابلة، حيث سألته الصحيفة بالقول:
أين ترى “إسرائيل” والشرق الأوسط بعد 20 عاماً. هل سيتحقق “الشرق الأوسط الجديد” الذي تتحدثون عنه؟
فأجاب الإرهابي بيريز قائلاً: إن لم يحدث شيء جوهري، فسيكون الشرق الأوسط جزء مخيف من العالم، كان عدد العرب في الشرقين (الأوسط والأدنى) سنة 1989، 150 مليون نسمة، وهم اليوم أكثر من 400 مليون نسمة، وهذا يعني أنهم تضاعفوا ثلاث مرات، [انتبهوا المطلوب تخفيض السكان عبر وصفة مالتوس بالحروب والأمراض] هناك جوع وفقر وبطالة؛ لذا يجب على العالم بكامله أن يسعى لإنتاج الغذاء مقابل السلام....!!! من أجل أن يكون هناك مستقبل آخر؛ لأنه حتى وإن توصلنا إلى سلام مع الفلسطينيين، وفشلنا اقتصادياً، فسيكون لذلك تداعيات سياسية.
والمؤسف أن هذا الكلام الخطير، مر على الجميع، مرور الكرام، وكأن الأمر لا يعنيهم، ولا يهمهم سوى المناكفات السياسية الداخلية، وأخبار الملاحم الحزبية، ولتذهب الناس إلى الجحيم.
ما العمل؟
إن مواجهة الأخطار التي تترتب على هذه المنتجات، واستهلاكها في البلاد العربية، وخصوصاً في بلادنا الحبيبة تتطلب العمل السريع، والجاد في الاتجاه الصحيح، ويبدأ من خلال الكشف عن مكونات المنتجات المتوفرة في الأسواق، ووقف التهريب والسيطرة التامة على المنافذ البحرية والجوية والبرية، وإلزام الشركات بوضع بطاقة تعريف بالهندسة الوراثية للمنتجات وإن كانت بشكل جزئي، وتدريب وتأهيل ضباط الأمن في منافذ البلاد، فقد ثبت بالدليل القاطع أن مسافرين عدة نقلوا أشجاراً[شتلات] من خارج اليمن إلى داخلها عبر الطيران، ولم يعترضهم أحد، ولم تخضع تلك الشتلات للفحص الطبي في المطار..فكيف سيمكن للجندي والضابط غير الملم بمخاطر الهندسة الوراثية من اعتراض واكتشاف مخاطر حفنة من البذور المعدلة وراثياً في جيب أحد المسافرين إلى اليمن!؟
وكذلك فإننا لسنا بأقل أو أكثر من الآخرين، فقد طالب علماء بريطانيون بتشديد الفحوص التي يتعين اتباعها لتحديد مدى سلامة الأغذية المصنعة من محاصيل معدلة وراثيا قبل بيعها للمستهلكين، وقال تقرير صادر عن الجمعية الملكية البريطانية لكبار العلماء: إن ثمة حاجة لإدخال تحسينات في الفحوصات، وبخاصة عند إضافة منتجات معدلة وراثيا إلى ألبان الأطفال في المستقبل.
وإذا كان هذا الفحص ضرورياً، وخطوة أولى في سبيل ضمان السلامة العامة، فإن دولاً ذات إمكانيات ضخمة كقطر، ما زالت في الشهر الحالي تفاوض ألمانيا على تجهيز مختبر متخصص بالموضوع، فكيف سيكون الحال باليمن خصوصاً، وأن الهيئة العامة للمقاييس والمواصفات قد اعتمدت شركتين أجنبيتين للتعامل مع المواصفات في بلد المنشأ، ولا علاقة لهذه الهيئة، أو غيرها بالفحص في المنافذ البحرية اليمنية...أم أن للمسؤولين المعنيين رأياً آخر؟! نتمنى أن يفيدونا بدلاً من إغلاق هواتفهم..!!
الصحة العالمية والتناقض
ولابد من الإشارة هنا إلى أن البعض سيتحجج بتقارير المنظمات العالمية حول الموضوع، وعلى رأسها الصحة، حيث انتهى تقرير لمنظمة الصحة العالمية إلى أن الأغذية المعدلة وراثياً يمكن أن تساهم في تحسين صحة البشر ورفع معدلات التنمية في البلاد الفقيرة، بشرط التأكد من سلامتها قبل زراعتها على نطاق واسع، أو تسويقها للمستهلكين، لكنها لم توضح كيف يمكن التأكد من سلامتها قبل زراعتها، وهي تأتي إلى البلدان النامية عبر شركات أجنبية احتكارية! وهذه المغالطة الأولى، أما المغالطة الثانية، فتأتي متضمنة في تنبيه التقرير ذاته إلى أن بعض الجينات التي تستخدم في هذه الأغذية لم تكن موجودةً من قبل في سلاسل الغذاء، مما قد يؤدي إلى تغييرات في التركيب الوراثي للمحاصيل الموجودة فعلياً. ومن ثمّ شدد التقرير على أهمية أن تخضع الأغذية المعدلة وراثياً لاختبارات سلامة صارمة قبل زراعتها على نطاق واسع، وتسويقها للمستهلكين، وأهمية تصميم برامج للرقابة طويلة المدى للاكتشاف المبكر لأي آثار سلبية..!!، وكأنك يا بو زيد ما غزيت كما يقال، فالتقرير يقول بعبارة مغلفة: إن المنتجات المعدلة تحتوي على جينات غير مألوفة للجنس البشري، وهي تلك الجينات التي حقنت بها البذور الزراعية وبالتالي فإن الجسم سيرفضها؛ مما يجعله عرضة للهزيمة في معركة مقاومتها، وبإيجاز فالمنظمة العالمية تكذب ذاتها بذاتها فتقول إن هذه المحاصيل ضارة، ويجب مراقبتها، ولكنها، أي المنظمة، تسير في موجة الرأسمالية، تماماً كما فعلت في وباء أنفلونزا الخنازير، حيث اعترفت بأنها كانت ضحية للتضليل من شركات الأدوية..أرجوكم..أعيدوا قراءة الفقرة أعلاه..!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.