عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الريال يخطط للتعاقد مع مدرب مؤقت خلال مونديال الأندية    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    غريم الشعب اليمني    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    الحكومة تعبث ب 600 مليون دولار على كهرباء تعمل ل 6 ساعات في اليوم    "كاك بنك" وعالم الأعمال يوقعان مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق استثماري لدعم الشركات الناشئة    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    مئات الإصابات وأضرار واسعة جراء انفجار كبير في ميناء بجنوب إيران    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    لتحرير صنعاء.. ليتقدم الصفوف أبناء مسئولي الرئاسة والمحافظين والوزراء وأصحاب رواتب الدولار    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطريق الأسرع إلى الموت !!
الأغذية المعدلة وراثيااً..
نشر في الجمهورية يوم 27 - 12 - 2010

يمثل الغذاء المرتكز الأساسي لاستمرار الحياة البشرية على وجه الأرض؛ ولذلك فقد سعى الإنسان منذ أن وعى ذاته إلى البحث عن ذلك الغذاء، وشهدت مسيرة البشرية تطورات هائلة في هذا المضمار بدءاً من الوسائل التقليدية، وصولاً إلى استخدام التقنية الحديثة العالية المستوى في إنتاج الغذاء، وتلبية متطلبات الإنسان، غير أن ثمة وجهاً قبيحاً للعلم الذي رافق هذه المسيرة، وهو الوجه الذي صممه أرباب الاحتكار، والاستعمار الجديد، والذين ما فتئوا ينسجون حيلهم، وأكاذيبهم باتجاه إحكام القبضة على مصادر الغذاء لكل أبناء البشرية، ومن هنا أتت اليوم ما يعرف بالمنتجات المعدلة وراثياً، والتي تمثل خطراً داهماً، ووبالاً على البشرية جمعاء.
الأغذية المجهولة الهوية
بمراجعة الأدبيات والأبحاث العلمية المنشورة، ومتابعة الضجيج العالمي حول الغذاء ومعاركه، سيصبح المرء في أقصى درجات الصدمة حيث أصبحت الحرب على كل الجبهات، وبأساليب ناعمة ومخفية، ولكنها للأسف في كثير من الأحيان بأساليب معلنة، وبأسلوب فج أيضاً بما يوحي بأن لا رادع لمجرميها.. وبزيارة قصيرة للسوق اليمني شأنه في ذلك كباقي الأسواق العربية سيجد المرء هذه السوق تغرق في كل أنواع المنتجات المستوردة، لكن اللافت للنظر أن المنتجات الغذائية باتت تتصدر هذه المنتجات، وبشكل مقلق حيث لم يعد مستغرباً أن يجد المرء شفرات الحلاقة في قناني المشروبات الغازية والعصائر، ولا أن يجد السموم المسرطنة في بعض العصائر، ولكن الأفدح من ذلك أن تصل السوق اليمنية منتجات غذائية، وملابس، وغيرها من المنتجات الأجنبية بدون هوية حيث لا يوجد ما يشير على غلافها إلى بلد المنشأ، أو مكوناتها، أو غير ذلك من البيانات التي تحتم الضرورة وجودها، وبذلك تنفتح أمام الذهن عشرات الأسئلة، وترتسم علامات الاستفهام حول ماهية هذه المنتجات، ومصدرها، وكيفية وصولها إلى المواطن اليمني، وأسباب غياب الجهات الرقابية عن هذا الوباء.. هذه الأسباب دفعت باتجاه البحث في موضوع الغذاء، ومسيرته، وكانت الصدمة أننا بلغنا مرحلة خطرة تمثلت في الوفرة التي يقدمها الاستعماريون الجدد المتمثلة في المنتجات المعدلة وراثياً، ويمكنك ملاحظة التفاح الأميركي ، والثوم الصيني، والمنتجات الأخرى المعلبة في كافة محلات السوبر ماركت التي تكاثرت كما تتكاثر البعوض.
ما هي الأغذية المعدلة وراثياً؟
في العموم يطلق مصطلح Genetically modified organisms أو الاسم المختصر الشائع GMO على أي كائن تم تعديله وراثيًا، ولكن يكثر ذكره مع الأغذية المعدلة الوراثية؛ لأنها الأقرب إلى عامة الناس. والأهم بالنسبة لهم؛ وعليه فالأغذية المعدلة وراثيا هي الأطعمة المشتقة من الكائنات المعدلة وراثياً، وقد أدخلت بعض التغييرات إلى الحمض النووي للكائنات المعدلة وراثيا عن طريق الهندسة الوراثية، على عكس الكائنات الغذائية المماثلة التي تم تعديلها من أسلافها البرية من خلال التربية الانتقائية [تربية النبات وتربية الحيوان] أو تربية الطفرات.
وقد طرحت الأغذية المعدلة وراثياً لأول مرة في السوق في وقت مبكر في العام 1990، وعادة ما تكون الأغذية المعدلة وراثياً منتجات نباتية معدلة وراثياً.. فول الصويا والذرة والكانولا، وزيت بذور القطن، ولكن المنتجات الحيوانية قد تم تطويرها، فعلى سبيل المثال، في عام 2006 تم تعديل خنزير هندسياً لإنتاج الأحماض الدهنية [أوميغا 3] من خلال التعبير عن الجينات والذي يكون إنتاجه مثيراً للجدل، كما توصل الباحثون إلى تطوير سلالة معدلة وراثياً من الخنازير التي تكون قدرتها على امتصاص الفوسفور المصنع أكثر كفاءة؛ ونتيجة لذلك انخفض محتوى الفوسفور من السماد بمقدار 60 %، وبذلك يمكن أن يكون المنتج الغذائي مهجناً فعلى سبيل المثال، يمكن أن تهجن الفراولة بخنزير، أو بحمار!!
نماذج الأغذية المعدلة
كان محصول الطماطم أول ما نما تجارياً في الأغذية المعدلة وراثياً في محاصيل الغذاء بأكملها، وسميت Flavr Savr والتي تم تعديلها؛ لكي تنضج دون أن تلين، من قبل شركة كاليفورنيا Calgene أخذت Calgene زمام المبادرة للحصول على موافقة هيئة الأغذية الأميركية لصدوره في عام 1994.
وأنتجت الذرة الرفيعة، والبطاطا، والبرتقال، والقطن، والباباي، وقصب السكر، والأرز، التبغ، بالإضافة إلى العديد من الكائنات الدقيقة المعدلة وراثياً التي تستخدم عادة كمصادر للإنزيمات لتصنيع مجموعة متنوعة من الأطعمة المصنعة، وخصوصاً السكر، والجبن، والحليب، والفطريات التي تحسن درجة نقاء عصير الفاكهة.
ولعل من المخاطر الخفية، ما يمكن أن يثيره البعض بشأن القطن المعدل وراثياً؛ باعتبار أن المواطن اليمني قلما يتعامل مع القطن حيث يفضل الملابس الخفيفة أو الجلدية بحسب ظروف الطقس، غير أن ما لا يفطن له البعض أن القطن يمثل المصدر الرئيسي للزيوت النباتية والأعلاف المستخدمة في تغذية الحيوانات، وبالتالي فإنه جزء أساسي من منظومة الغذاء البشري. ويقدر أرباب الصناعة الأميركية أن 75 % من جميع الأطعمة المصنعة في الولايات المتحدة الأميركية تحتوي على مكونات معدله وراثياً
العالم يرفض المنتجات المعدلة
في أغسطس 2003، قطعت زامبيا تدفق الأغذية المعدلة وراثياً (ومعظمها من الذرة) من برنامج الأمم المتحدة البرنامج العالمي للأغذية، غير أنه في ديسمبر 2005 غيرت الحكومة الزامبية رأيها في مواجهة المجاعة، وسمحت باستيراد الذرة المعدل وراثيا، ومع ذلك، فإن وزير الزراعة الزامبي مونديا سيكاتانا أصر على أن الحظر على الذرة المعدل وراثيا لا يزال، قائلا “نحن لا نريد الأغذية المعدلة وراثياً، وأملنا هو أن نستمر جميعا في إنتاج الأغذية غير المعدلة وراثيا”.
وأوضح الدكتور سعيد بريطل، نائب رئيس الجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك، أن الأبحاث العلمية أثبتت أن مدخلات الإنتاج المعدلة وراثيا، تفقد التربة الكثير من المواد العضوية اللازمة للنمو، خاصة مادة الفوسفات. وأضاف: إن التجارب بينت أيضا أن البذور المعدلة وراثيا، يمكن أن تكون مدخلا لتصدير الآفات بهدف تقويض الإنتاج الزراعي العربي كشكل جديد من أشكال الحرب الاقتصادية.
القضاء على الجوع
أما القول بأن هذه المنتجات سوف تحل مشكلة الأمن الغذائي في الوطن العربي، فتلك كذبة أخرى، حيث لم يثبت إلى الآن أن بإمكانهم تقديم نبات واحد مقاوم للملوحة، أو مقاوم للجفاف، أو مقاوم للأمراض محصنا غذائيا، وتم التصريح به بالفعل، وبالتالي فكل ما يقال وعود زائفة محاولة هنا، ومحاولة هناك لغرض التسويق التجاري لا أكثر ولا أقل، بل إن الشاهد يأتي من عقر دار المروجين، حيث قالت وكالة أكشن أيد التي يوجد مقرها في بريطانيا والمعروفة بمعارضتها للمحاصيل المعدلة جينيا، إن بذور تلك المحاصيل مناسبة أكثر لاحتياجات أصحاب المزارع التجارية الضخمة دونما دليل حاسم على أنها تنتج قدرا أكبر، أو أنها تحتاج إلى قدر أقل من الأسمدة الكيماوية.
وأشار تقرير لهذه الوكالة إلى أن تلك المحاصيل لن تلبي احتياجات المزارعين الفقراء، ويمكن أن تسبب لهم حالة من عدم الأمن الغذائي بدفعهم إلى المزيد من الاقتراض مع تزايد اعتمادهم على البذور والكيماويات الغالية الثمن. وقالت الدراسة إن أقل من 1 % من الأبحاث الخاصة بالمحاصيل المعدلة جينيا موجهة للمزارعين الفقراء. واعتبر التقرير أن الأبحاث في أفريقيا -على سبيل المثال- تركز على محاصيل التصدير مثل الزهور، والفواكه، والتبغ التي تزرع في مساحات كبيرة بكينيا، وجنوب أفريقيا وزيمبابوي.
ولذلك فالقول بأن المنتجات المعدلة وراثياً ستحل مشكلة الأمن الغذائي، ليس صحيحاً بالمطلق؛ لأن الجوع مصنوع، والندرة في حقيقتها خرافة لأجل استغلال العالم الثالث، واحتلاله، وهذا ما يقوله بعض المفكرين حتى من غير بلدان العالم الثالث، فهذا فرانسيس مورلاييه، وجوزيف كولنز ألفا كتاباً ترجم إلى العربية في عام 1983، تحت عنوان: صناعة الجوع، خرافة الندرة وكتاباً آخر في عام 1980 ترجم إلى العربية بعنوان: خرافات عن الجوع في العالم فقال:(الخرافة الأولى: يجوع الناس بسبب الندرة، يوجد الجوع في مقابل الوفرة، وهنا يكمن الانتهاك، فالأرض تنتج الآن أكثر مما يكفي لتغذية كل مخلوق بشري، سواء كان على مستوى الكون، أو على مستوى كل بلد...).
انتشار المنتجات المعدلة وراثياً
انتشار هذه المنتجات المعدلة وراثياً يشبه الغزو البربري الاستعماري، وهو يطال العالم الثالث برمته، وبالتأكيد فاليمن جزء من هذا العالم، وفي دراسات موثقة ثبت أن جماعة السلام الأخضر في منطقة الخليج أجرت بحثاً عن المنتجات المنتشرة في المتاجر الكبرى في الخليج، وبالتحديد في الكويت ، والإمارات، وقطر حيث جرى تحليلها في بعض المعامل بسويسرا، وكانت المفاجأة الكبرى أن 40 % من المنتجات التي تم سحبها من على الأرفف في هذه الدول كانت مهندسة وراثيا تحتوي على ذرة مهندسة وراثيا، ويأكله أهل الخليج، ولا يعلمون مثل هذه الأمور، كما تم ضبط نوع من الأرز لم يصرح باستخدامه في العالم كله موجود في منطقة الخليج وفي نسبة أكبر كان موجودا في الإمارات 80 % من الأرز من تحليلات جماعة السلام الأخضر كان موجودا في الإمارات، أما دولة قطر فقد أصدرت قراراً بعدم السماح بتسويق المنتجات إلا بعد أن يوضع عليها إعلان يقول إنها مهندسة وراثيا..، وهناك تقرير للجين ووتش وجد أنه في سلالة ذرة اسمها ستارلينغ دخلت إلى مصر بطريقة غير شرعية، هناك تقرير آخر من منظمة غران لنبات الكانولا مهندس وراثيا دخل هذه الأسواق، ويبقى السؤال: ما هي حقيقة الوضع في السوق اليمنية؟ برغم ما أشرنا إليه في بداية هذه السطور، فإن السؤال يظل ملحاً على الجهات المعنية لتقول للرأي العام الحقيقة بدون مواربة، فلسنا بحاجة إلى إصابات الملايين بالأمراض نتيجة المعلبات المعدلة!.
الأمراض والمخاطر
أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن المنتجات المعدلة وراثياً تسبب الكثير من الأمراض، وأهمها الحساسية خصوصاً لدى الأطفال، السرطان، كما أن هرمون النمو البقري المعدل في الحليب، يجعل البنات الصغار يبلغن حتى في سن الثامنة! وقد نشرت دراسة كبيرة تظهر أن حوالي ثلث المنتجات الغذائية والمشروبات المنتشرة المصنوعة من 55 نوعا نباتيا، خاصة الذرة مليئة بالزئبق، بالإضافة إلى ذلك فقد ثبت أن غلوتامات الصوديوم الموجودة في هذه المنتجات تنهك، وتدمر تماماً الدماغ، وهي من السموم العصبية، وتدمر الكبد وهي موجودة في عشرات آلاف الأغذية المصنعة والمغلفة...في كل مكان، وخصوصاً في الأندومي، ورقائق الشيبس.
الهدف الحقيقي وراء المنتجات المعدلة
إن الهدف من وراء ترويج وإغراق الأسواق بهذه المنتجات المعدلة أكثر من واضح وهو بصراحة خدمة المشروع الإمبريالي الصهيوني للسيطرة على العالم، وبالأدلة نثبت ذلك، ففي عام 2002 ظهرت تقارير تشير لمشروع يطلق عليه مشروع الشلوع وهذا المشروع [إسرائيلي] ظهر عام 2002 وهذا المشروع ينص على توظيف الهندسة الوراثية في استخراج عمل كائنات ممرضة وتوزيعها على الوطن العربي.. وفي سبتمبر 2003، ذكرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن كيان العدو الصهيوني يعد النموذج الأوضح في تصدير الآفات والبذور الفاسدة بطرق مباشرة إلى دول كمصر والأردن وغيرهما من الدول التي ترتبط معها بعلاقات مباشرة، أو عبر الشركات الكبرى متعددة الجنسيات.
والأدهى من ذلك، ما نشرته صحيفة [فرانكفورتر الجماينة] الألمانية على لسان رئيس كيان العدو الصهيوني الإرهابي شمعون بيريز، والذي قال بوضوح في مقابلة نشرتها مترجمة صحيفة السياسية في صفحتها السادسة عشرة بعددها رقم20855، الصادر في الأحد بتاريخ 31 يناير 2010، إن الكيان الصهيوني يعد العدة لتنفيذ مخطط إجرامي خلال عشرين عاماً سيمكنه من امتلاك زمام المبادرة في المنطقة حيث سيصبح الشعار المرفوع آنذاك الغذاء مقابل السلام..!!، وهاكم حرفياً ما جاء في المقابلة، حيث سألته الصحيفة بالقول:
أين ترى “إسرائيل” والشرق الأوسط بعد 20 عاماً. هل سيتحقق “الشرق الأوسط الجديد” الذي تتحدثون عنه؟
فأجاب الإرهابي بيريز قائلاً: إن لم يحدث شيء جوهري، فسيكون الشرق الأوسط جزء مخيف من العالم، كان عدد العرب في الشرقين (الأوسط والأدنى) سنة 1989، 150 مليون نسمة، وهم اليوم أكثر من 400 مليون نسمة، وهذا يعني أنهم تضاعفوا ثلاث مرات، [انتبهوا المطلوب تخفيض السكان عبر وصفة مالتوس بالحروب والأمراض] هناك جوع وفقر وبطالة؛ لذا يجب على العالم بكامله أن يسعى لإنتاج الغذاء مقابل السلام....!!! من أجل أن يكون هناك مستقبل آخر؛ لأنه حتى وإن توصلنا إلى سلام مع الفلسطينيين، وفشلنا اقتصادياً، فسيكون لذلك تداعيات سياسية.
والمؤسف أن هذا الكلام الخطير، مر على الجميع، مرور الكرام، وكأن الأمر لا يعنيهم، ولا يهمهم سوى المناكفات السياسية الداخلية، وأخبار الملاحم الحزبية، ولتذهب الناس إلى الجحيم.
ما العمل؟
إن مواجهة الأخطار التي تترتب على هذه المنتجات، واستهلاكها في البلاد العربية، وخصوصاً في بلادنا الحبيبة تتطلب العمل السريع، والجاد في الاتجاه الصحيح، ويبدأ من خلال الكشف عن مكونات المنتجات المتوفرة في الأسواق، ووقف التهريب والسيطرة التامة على المنافذ البحرية والجوية والبرية، وإلزام الشركات بوضع بطاقة تعريف بالهندسة الوراثية للمنتجات وإن كانت بشكل جزئي، وتدريب وتأهيل ضباط الأمن في منافذ البلاد، فقد ثبت بالدليل القاطع أن مسافرين عدة نقلوا أشجاراً[شتلات] من خارج اليمن إلى داخلها عبر الطيران، ولم يعترضهم أحد، ولم تخضع تلك الشتلات للفحص الطبي في المطار..فكيف سيمكن للجندي والضابط غير الملم بمخاطر الهندسة الوراثية من اعتراض واكتشاف مخاطر حفنة من البذور المعدلة وراثياً في جيب أحد المسافرين إلى اليمن!؟
وكذلك فإننا لسنا بأقل أو أكثر من الآخرين، فقد طالب علماء بريطانيون بتشديد الفحوص التي يتعين اتباعها لتحديد مدى سلامة الأغذية المصنعة من محاصيل معدلة وراثيا قبل بيعها للمستهلكين، وقال تقرير صادر عن الجمعية الملكية البريطانية لكبار العلماء: إن ثمة حاجة لإدخال تحسينات في الفحوصات، وبخاصة عند إضافة منتجات معدلة وراثيا إلى ألبان الأطفال في المستقبل.
وإذا كان هذا الفحص ضرورياً، وخطوة أولى في سبيل ضمان السلامة العامة، فإن دولاً ذات إمكانيات ضخمة كقطر، ما زالت في الشهر الحالي تفاوض ألمانيا على تجهيز مختبر متخصص بالموضوع، فكيف سيكون الحال باليمن خصوصاً، وأن الهيئة العامة للمقاييس والمواصفات قد اعتمدت شركتين أجنبيتين للتعامل مع المواصفات في بلد المنشأ، ولا علاقة لهذه الهيئة، أو غيرها بالفحص في المنافذ البحرية اليمنية...أم أن للمسؤولين المعنيين رأياً آخر؟! نتمنى أن يفيدونا بدلاً من إغلاق هواتفهم..!!
الصحة العالمية والتناقض
ولابد من الإشارة هنا إلى أن البعض سيتحجج بتقارير المنظمات العالمية حول الموضوع، وعلى رأسها الصحة، حيث انتهى تقرير لمنظمة الصحة العالمية إلى أن الأغذية المعدلة وراثياً يمكن أن تساهم في تحسين صحة البشر ورفع معدلات التنمية في البلاد الفقيرة، بشرط التأكد من سلامتها قبل زراعتها على نطاق واسع، أو تسويقها للمستهلكين، لكنها لم توضح كيف يمكن التأكد من سلامتها قبل زراعتها، وهي تأتي إلى البلدان النامية عبر شركات أجنبية احتكارية! وهذه المغالطة الأولى، أما المغالطة الثانية، فتأتي متضمنة في تنبيه التقرير ذاته إلى أن بعض الجينات التي تستخدم في هذه الأغذية لم تكن موجودةً من قبل في سلاسل الغذاء، مما قد يؤدي إلى تغييرات في التركيب الوراثي للمحاصيل الموجودة فعلياً. ومن ثمّ شدد التقرير على أهمية أن تخضع الأغذية المعدلة وراثياً لاختبارات سلامة صارمة قبل زراعتها على نطاق واسع، وتسويقها للمستهلكين، وأهمية تصميم برامج للرقابة طويلة المدى للاكتشاف المبكر لأي آثار سلبية..!!، وكأنك يا بو زيد ما غزيت كما يقال، فالتقرير يقول بعبارة مغلفة: إن المنتجات المعدلة تحتوي على جينات غير مألوفة للجنس البشري، وهي تلك الجينات التي حقنت بها البذور الزراعية وبالتالي فإن الجسم سيرفضها؛ مما يجعله عرضة للهزيمة في معركة مقاومتها، وبإيجاز فالمنظمة العالمية تكذب ذاتها بذاتها فتقول إن هذه المحاصيل ضارة، ويجب مراقبتها، ولكنها، أي المنظمة، تسير في موجة الرأسمالية، تماماً كما فعلت في وباء أنفلونزا الخنازير، حيث اعترفت بأنها كانت ضحية للتضليل من شركات الأدوية..أرجوكم..أعيدوا قراءة الفقرة أعلاه..!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.