أكد رئيس الوزراء اللبناني المكلف نجيب ميقاتي أمس سعيه إلى تشكيل حكومة تضم كافة الأطراف السياسية. وبيّن ميقاتي في كلمة ألقاها من مقر مجلس النواب في نهاية الاستشارات النيابية التي أجراها على مدى يومين لتشكيل الحكومة “ان القواسم المشتركة بين اللبنانيين أكثر من نقاط الاختلاف”. مشيراً إلى أن “نقاط الاختلاف تحل بالحوار طالما الإيجابيات أكثر بكثير من السلبيات”. ولفت في السياق ذاته إلى أنه سيُطلع الرئيس اللبناني ميشال سليمان اليوم على نتيجة الاستشارات النيابية, آملاً في ان يوفق والرئيس سليمان في تشكيل “حكومة منسجمة تستطيع العمل الحقيقي من أجل لبنان”. ورداً على سؤال حول ما إذا كانت شروط (تيار المستقبل) النيابية تعجيزية للمشاركة في الحكومة خاصة بعد مطالبته بأن يتضمن البيان الوزاري تأكيداً بعدم فك ارتباط لبنان بالمحكمة الدولية, ذكر ميقاتي ان “شروط تيار المستقبل ليست تعجيزية”. وأوضح “اننا أمام رأيين مختلفين, ولا يمكن ان ألتزم مع هذا الطرف أو ذاك, إلا أنني ألتزم بتقريب وجهات النظر بين الأطراف تحت غطاء عربي”. وحول شكل الحكومة المرتقبة قال رئيس الوزراء اللبناني المكلف: “يجب على الحكومة ان تضم شرائح الكتل والأحزاب السياسية, وسأسعى بكل جهد لإشراك الجميع”. معرباً عن الآمل بألا تكون هناك “مقاطعة مسبقة للمشاركة في الحكومة”. وكانت قوى 14 آذار قد ربطت مشاركتها في الحكومة الجديدة بموقف ميقاتي من المحكمة الدولية. من جهه أخرى أكد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة نجيب ميقاتي خلال استقباله السفيرة الأمريكية لدى لبنان مورا كونيللي يرافقها القائم بأعمال السفارة توماس دوتن «أهمية العلاقات الثنائية بين لبنانوالولاياتالمتحدةالأمريكية»، وعرض رؤيته ل «تطورات الأوضاع في لبنان وظروف ترشحه لرئاسة الحكومة وتكليفه من قبل النواب». بدورها، استوضحت السفيرة الأمريكية الرئيس ميقاتي عن تصوره لمسار الأوضاع في لبنان لاسيما بعد تكليفه تشكيل الحكومة الجديدة، ووعدت بنقل وجهة نظره إلى الإدارة الأمريكية في خلال زيارتها واشنطن خلال أيام. وقد أصدرت السفارة الأمريكية في بيروت بياناً أعلنت فيه ان السفيرة كونيللي اجتمعت مع الرئيس ميقاتي وناقشا التطوّرات السياسية الأخيرة في لبنان وأكّدا «سويّة أهمية العلاقة القوية بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةولبنان». كما أكّدت كونيللي لميقاتي أن الولاياتالمتحدة «تأمل بأن تمضي عملية تشكيل الحكومة إلى الأمام، كقرار لبناني حصريّ بعيد من الإكراه والترهيب والتهديد بالعنف، من داخل لبنان وخارجه». وأعادت السفيرة الأمريكية «التأكيد أن الولاياتالمتحدة تلتزم بدعم سيادة لبنان واستقراره واستقلاله» وأعربت عن «دعم الولاياتالمتحدة المستمرّ للمحكمة الخاصة بلبنان باعتبارها جزءاً حيوياً لوضع حدّ لحصانة العنف السياسي في لبنان». وفي أول تعليق رسمي سوري على ما جرى في لبنان وتسمية نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة اللبنانية وتكليفه بتشكيل الحكومة، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم: إن سوريا تتمنى تشكيل حكومة وحدة وطنية تنضم إليها كل الأطراف اللبنانية.. ووصف المعلم ما جرى في لبنان بأنه كان «عملية تتفق مع الأجواء الدستورية اللبنانية, ونحن نحترم خيارات الشعب اللبناني» وشدد على أن «سوريا جاهزة للتعاون مع الحكومة التي يرأسها نجيب ميقاتي وأن تنفذ كل الاتفاقيات التي وقّعت بين الجانبين إلى المستوى الذي يطمح إليه الشعبان السوري واللبناني. نحن نحترم سيادة واستقرار لبنان ونريد بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل».