هناك قلة من الناس لا تدرك كيف تبني التعاون بين بعضها البعض لأنهم قد تعودوا على البعد عن ما يرغب في لغة الحوار الفعال . والعنصر الفاعل في هذه اللغة هي “ المصارحة “ والمصارحة تعني المكاشفة بما تعنيه من أسلوب حضاري راقي لمن يحاول أن يرقى إليه فن التعامل مع الآخرين وفهم الزملاء في العمل.. ولأنه أيضاً يقطع مداخل الشيطان وتلاعباته على بني آدم في تهويل الأمور وتضخيمها بما يوسع الهوة بينه وبين الآخرين ، وكل ذلك قد بني على عنصر واحد وهو عنصر ( سوء الظن ) بما يحويه من أفكار وبالتالي سيؤثر على السلوك للقيام بعمل خاطئ تجاه الآخرين سؤال : لماذا نحن لا نأخذ بعنصر المبادرة ونصارح الآخرين بما يجول في خواطرنا تجاههم بما لا يسيء إليهم؟ واختيار الوقت المناسب للمصارحة؟ ومن ثم نبدأ الحديث بالإيجابيات التي يقوم بها الشخص المعني ونحاول جاهدين القيام بالثناء على تلك الإيجابيات وأن نخص في ذكرها الإخوة التي تربطنا بهم صفة الزمالة وأن نحاول انتقاء التعابير والألفاظ المحببة للنفوس وغير المحرجة قبل الدخول في طرح ما يجول في مخيلتنا من استفسارات والتي غالباً ما تكون وهمية بنسبة 70 % ، وحاول تذكيره بعبارة بأنه “ لولا شعوري بأنك أخ عزيز وأكن لك كل احترام وتقدير لما استدعيتك للاستفسار عن هذا الموضوع وهكذا ...! وأبدي له في نفس الوقت أنك لا ترغب بقطع هذه العلاقة بل إنك ترغب في ترسيخها وتعزيزها . ومن خلال ذلك تأكد أنه سيأخذ هذا التصرف بشكل ايجابي وسيحترمك ، كما لا بد أن تؤكد عليه أيضاً أنك لم تقم بهذا الأمر إلا لأنك تكن له كل التقدير والمحبة ، وبذلك سينتهي الإشكال الوهمي الذي بناه الشيطان من نسيج الخيال بينك وبين الشخص الآخر ، ولا تنسى أن تحسن الظن بالله أولا وبالآخرين وأن ما يقومون به ليس بالضروري أن يكون مقصوداً بل بشكل عفوي وعفوي جداً يحتاج الطرف الآخر لتبصيره .