يوماً أحسن شاعر فقال: سوء حظي أنالني منك هجراً فعلى الحظ لا عليك العتابُ ولأن حظي دائماً سيء ، كنت أشك أنه نائم متوانٍ في إحدى مغارات قريتنا البغيضة، وحلمت أني ذات يوم اهبط ودياناً، أتسلق صخوراً، وأكتسح غابات أشواك ثم أعبر جسوراً لأصل إليه فأيقظه من سباته، كعادتي أصل متأخرة بعد أن تفارق الحياة روحه السيئة ، حينها فقط يصير لا حظ لي أصلاً، ولما كان الحب نور الله ،وكان صوتي لا يكفي لأكون فينوس أو عشتاراً حمقاء ، كنت أنا وصوتي نحفر العمر خنادق لسيل حزن سرمدي. مذ زمن مثقل بالحب، مضحك بالألم حد البكاء، ارتعشت شفتاي ناطقةً باسمه، فذابت حروفه شهداً بفمي ، واختلطت بدمي، وصار القلب واجفاً، مهللاً، سابحاً ومرفرفاً بجلال حضوره، لتزهر بأصابعي زنابقه مخطوطة عشق أزلي الاستحالة، بعدها بحثت طويلاً عن حضن يجمع ماتبعثر مني، أفقد وعيي فيه وأبكي كحضن صديقتي التي شملت روحي بوجهها الطهور في المنام، ففاجأني الصحو بفاجعة انتظاري وغيابه لأدرك أن وجهي مازال مصلوباً على مرآته بعينين مجدبتين إلا من بقايا لمعان دمعه. نحيب: في غفلة السلو أنبت الفجر بنفسجه على أنامل العشب سلبت مني رذاذك ، ووراء المجرات رحت أتعكز جرحي ، أرقص في حضرة الوهم دونك ، أسافر ملء حقائبي ضحكاتك، أتحسس العيد باحثة عن رغيف قلب جديد أهديك إياه فتصنع به شطائر ضياع إضافي ، تمشط بحوافر الغدر شعري، وترسلني طفلة ضالة نحو معابد الشغف. وهياكل الحنين، أمر بكل المعابر والطرقات الموحشة، أدندن بعرش «الفضول» مستعيرة ظمأه ساكبة روحي بين يديك فيرتل خافقي خائناً: “هيهات أن أنساك إلا إذا تزندقت نفسي، وقلبي كفر” ياسيد الوقت، ياحزني العظيم، بشحة العمر قلّي كم احتاج لنسيانك؟. ليتني قبل أن أقع في حبك حكت وطناً مضيئاً لك ولقلبي ونسائك.... تأريخ/ ذات برق شق ال“أنا” لتولد “هي” مكتملة في فصوله......