بالتعاون مع الصالون الأدبي أقام نادي القصة فرع تعز يوم الخميس الماضي قراءة نقدية لرواية «رماد أنثى» للكاتبة ندى شعلان ..قدمها الدكتور الناقد عبده المحمودي.
الجدير بالذكر أن الرواية صدرت عن دار مدبولي للطباعة والنشر والتوزيع بالقاهرة، وتأتي الرواية (...)
سألملم الخطى التي بعثرتها وبعثرتني واستعيد وعيي الذي سقط سهواً في غيبوبة الفرح .
يا الله كم هو مفجع أن أتلقف جريدة يتوسد صدرها خبر رحيلك وأنت حاضر في كل شيء إلا الحزن ...
بابتسامة الاهية الحضور وقبلة ما زالت طازجة على الجباه لم يجف عطرها..
أيها (...)
يوماً ما أحسن شاعر فقال:
سوء حظي أنالني منك هجراً
فعلى الحظ لا عليك العتابُ
ولأن حظي دائماً سيئ، كنت أشك أنه نائم متوانٍ في إحدى مغارات قريتنا البغيضة، وحلمت أني ذات يوم أهبط ودياناً، أتسلق صخوراً، وأكتسح غابات أشواك ثم أعبر جسوراً لأصل إليه فؤيقظه (...)
(كفاي )
كنت قد غسلت كفي جيداً قبل الغداء بالماء والصابون كما تعلمت في المدرسة، ولأن أمي كانت لا تأبه لهذه الأشياء أصرت على معاقبتي دوماً كوني أسرف بالماء دون مبالاة، فأنا لا أغسل كفي إلا في الحمام، ودائماً ينزلق قالب الصابون منهما متدحرجاً إلى مرحاض (...)
"ييي.." "وييي.." "هيي.." "يا.." "لحظة.."
حك رأسه بأطراف أصابعه بشكل دائري، ثم نفخ نفساً عميقاً بعد أن فشل في تهدئة تلاميذ الصف الذي دخله لأول مرة ليكون مدرساً لمادة اللغة الإنجليزية.
كان الأمر أشبه بمشفى للأمراض النفسية، ضم عدداً من المجانين رقصوا (...)
عندما قرر - كما زعم - استيقظ شيء ما في أعماقه، رفع سماعة الهاتف ليخبرها الحقيقة ولكن بصورة مزيفة أيضاً، من بين مئات الكلمات ثلاث جمل غير مفيدة اختصر بها سنوات من الانتظار الطويل :-
«أتمنى لك حياة سعيدة، دعينا نصبح أصدقاء فقط، دون وعود أو (...)
بلل العصفور منقاره بماء النهر، فرد جناحيه ، صفق بهما الهواء، حلق متأبطاً فرحة، متقلباً في الفراغ.
عنكبوت عجوز ما زالت تنسج خيوطاً على جذع شجرة ، وهناك تقبع فراشة ، تتقافز بين أزهار البنفسج بشغب ، هذا العالم جزء من ذاكرته السوداء ، يرقب كل ذلك بصمت (...)
في الليل، الظلام الكثيف يلتهم كل شيء، الأشياء الألوان وحتى الملامح. في ازدحم بأشجار السدر، كان الطريق الضيق مكتظاً بالمفاجات، ووسط الغسق لابد من أن ينبثق شيء.
شبح في هيئة إنسان ارتدى قميصاً ابيض اللون، أما سرواله فله لون الليل الداكن، بدا كأن نصفه (...)
تتعانق عقارب الساعات ، كل الساعات في وقت واحد ، ويبقى صامتاً مبتسماً ، معلقاً بين خمس دقائق.
ظن أنها لا محالة آتية ، تلك الدقائق التي سيعلن فيها كينونته وسيرتمي باكياً منكسراً بين أحضان حبيبته . تمر ستون دقيقة ، دون أن تأتي لحظة فرح واحدة تمر (...)
في مكان قصي افترشت غيمة وإكليل ورد ، فكان لديها صيف خاص وعصافير كثيرة. مدت أناملها تتلمس الصيف .. عانقت الهواء الرطب واحتضنت بعينيها حلمها الضيق ، كان جميلاً كالحلم لكنه حقيقة اللحظة.
الحقيقة الوحيدة التي تشعر بها الآن ، كل الأصوات، الألوان، (...)
في ذلك اليوم الذي كان شديد الكآبة والضجر، شعرت أني بحاجة ماسة لأكون بقرب شخص أثق به.
كانت تدور في نفسي وحشة هائلة وقد أحرق الهواء المثلج رئتي، لكنني وجدت نفسي أمام الهاتف، رفعت السماعة ورحت أعبث بأصابعي على الأزرار، في الجانب الآخر وعلى سماعة الهاتف (...)
يوماً أحسن شاعر فقال:
سوء حظي أنالني منك هجراً
فعلى الحظ لا عليك العتابُ
ولأن حظي دائماً سيء ، كنت أشك أنه نائم متوانٍ في إحدى مغارات قريتنا البغيضة، وحلمت أني ذات يوم اهبط ودياناً، أتسلق صخوراً، وأكتسح غابات أشواك ثم أعبر جسوراً لأصل إليه فأيقظه من (...)
ذلك اليوم الذي كان شديد الكآبة والضجر.. شعرت أني بحاجة ماسة لأكون بقرب شخص أثق به.
كانت تدور في نفسي وحشة هائلة وقد أحرق الهواء المثلج رئتي.. لكنني وجدت نفسي أمام الهاتف، ورفعت السماعة ورحت أعبث بأصابعي على الأزرار في الجانب الآخر وعلى سماعة (...)
في المطار، وعلى شباك التذاكر مددت يدا مرتعشةً بجواز سفرٍ متهرئ, كانت الخطوط الخجلة تزحف أعلى جبهتي ، وتحتل جزءاً سحيقا أسفل عيني.
قبل أعوام وفي نفس المكان وقف زوجي إلى جواري مبتسما ببلاهة، قابضا في راحة يده اليسرى معصمها المذهب الناعم ، فمنذ شهرٍ (...)
كانت محاولة طفولية ليرقات قصيدة سرعان ماقتلتها أيدي النور.. دسستها بين أوراق إحدى الكتب في مكتبة والدي.. بعد الانتهاء من كتابتها مباشرة.. وحرصاً مني أن لايطلع عليها أحد حتى والدي الذي قرر اليوم الإسراف في القراءة فاختار ذلك الكتاب بالذات ليطالعه.. (...)
كفيَّ
كنت قد غسلت كفيَّ جيداً قبل الغداء بالماء والصابون كما تعلمت في المدرسة.. ولأن أمي كانت لاتأبه لهذه الاشياء أصرت على معاقبتي دوماً كوني أسرف بالماء دون مبالاة، فأنا لا أغسل كفيَّ إلا في الحمام،ودائماً ينزلق قالب الصابون منها متدحرجاً إلى (...)
كان المجلس يضج بالضحكات المفعمة برائحة أنثوية..
يتصاعد الدخان بنكهة التفاح الأخضر المستفزة مختلطاً
برائحة البخور”العدني”والعطور الفرنسية المختلفة الروائح
والأصناف ..يتبعثر بين الشفاة المرسومة الأحمر, القرنفلي الوردي وألوان أخرى استثنائية..
معدات” (...)
لقد قررت أن أنسى هكذا استقبل
يوماً جديداً طوى ماضياً اعتبره أسود
قال ذلك.. وجهه يفيض بشراً
عيناه تبرقان بالأمل وهو يتطلع بعيداً
بعيداً
ربما حدثت أشياء كثيرة.. في نفسه
حياته لم يحسب حسابها مطلقاً
لكنه الآن أيقن أنها كانت مجرد أشياء
عابرة.. لم يذكرها (...)
لم أدر.. عندما وطأت قدماك مدينتي..
ماذا امتطيت لتصل إليها..؟! لكنك أخيراً وصلت..
نسجت من روحي أولى كلماتي إليك، ثم
بسطتها على أوراقي المهترئة، وتساءلت
حينها هل حقاً «....»؟!
أي جنون ارتكبت وأية حماقة اقترفت
وأنا أشد الرحال إليك، أي ذنب أنجبت
وأنا (...)
مع خيوط الليل ..
بدأت تتلاشى أحزانه شيئاً فشيئاً..
حتى أضاءت ابتسامته المصطنعة وجهه
البائس الكئيب .
وحينما وقف أمام المرآة ، كان يبدو
شخصاً آخر ، لم يعرف نفسه.
تساءل ما الذي أصابه ، كيف أصبح
لونه باهتاً وعيناه ذابلتين ؟!
مكا كل هذه التجاعيد المرسومة (...)
ينهمر المطر مصحوباً بقطع من الجليد،
وقصف الرعد ما زال يصم الآذان، كل
الآذان، إلا أذنيها..
تلك الواقفة بين الحقول، تمتد ذراعاها
حاضنة الفرات ودجلة.. شموخاً لم
تعهده امرأة من قبل.
لن تبكي، أو تصرخ، وتولول.
ما زال الوقت صديقاً عزيزاً.
هي وحدها من يملك (...)
«1»
يجيء صوتك البعيد فيأسرني، ينتزعني من قلقي ومخاوفي ودواري..يمر بي على زوابع من الهزائم والكوارث والخيبات ويوقفني في مهب الجرح.. وأحاول أن أطير كفراشة صنعتها يوماً فيحرقني ضؤوك، جنوني الذي بدأ لحظة أن جمعني القدر بك، مازال يجرفني بقوة إليك.. (...)
أمام المرآة تحركت يمنياً شمالاً أماماً وخلفاً..أصلحت آخر زر لعباءتها، تفننت كثيراً في إصلاح طرحة رأسها دار العطر كثعبان حول عنقها خصرها وحتى ساقيها، وضعت القليل من المساحيق المثيرة على وجهها وحول عينيها وبحركة سريعة التقطت حقيبتها الصغيرة ثم مشت على (...)
في الليل.. الظلام الكثيف يلتهم كل شيء، الأشياء الألوان وحتى الملامح..
في مكان ما أزدحم بأشجار السدر.. كان الطريق الضيق مكتظاً بالمفاجآت.. ووسط الغسق لا بد وأن ينبثق شيئ.. شبحٌ في هيئة إنسان ارتدى قميصاً أبيض اللون.. أما سرواله فله لون الليل الداكن.. (...)