«1» يجيء صوتك البعيد فيأسرني، ينتزعني من قلقي ومخاوفي ودواري..يمر بي على زوابع من الهزائم والكوارث والخيبات ويوقفني في مهب الجرح.. وأحاول أن أطير كفراشة صنعتها يوماً فيحرقني ضؤوك، جنوني الذي بدأ لحظة أن جمعني القدر بك، مازال يجرفني بقوة إليك.. ادمنتك وكفى.. «2» كل شيء فيك يكسرني يبعثرني الف قطعة وقطعة..لم اختر طريقي لكني اليوم عرفت حقاً أن القدر كان يتربص بي ويطاردني حتى حين التقيتك. كنت لي المفاجآت وكل الأمنيات فلم استطع إلا أن أجهش بالبكاء فأكفكف دمعي وأنا أوقف عجلة الزمن عند صورتك التي اختزلتها في ذاكرتي وقلبي..لم أصرخ في وجه القدر الذي ظلمني كثيراً وآذاني أكثر وأنا أسمع صوتك الذي احببت..هاأنا أستنشقك في غيبتك اللحظة وحضورك الأبدي فيتساءل كلي.. ماشكل الحياة دونك، ماقيمتي إن لم تكن أنت معي..؟! أجر آلامي التي ضيعتني وخبأتني وأحرقتني بك.. وأسافر وحدي أنا أنت، حظي العاثر وعادات قبيلتنا. «3» وقت الغداء..كنت في صحني..لكني أرفض أن أتغداك اليوم..فأصوم ماتبقى لي من عمري الهارب بك، علني أفطر عندما تمنحني عيداً آخر، ضياعاً آخر، ونهايات شتى. «4» أدهشتني كلماتك وأنا المتطرفة، المتناقضة مع نفسي.. هل يمكن أن تنساك مدينتي؟! سيمر الزمان وصوتك مازال يخدرني يربكني فأتوحد معك في فرحي ثم في حزني المتدحرج حتى الظلمة فإلى أي حد سأذهب بك معك، وإلى أين ستأخذني احتمالاتي إلى زمن لن يبقى لي منه إلا الصور المعلقة على جدران ذاكرتي المتعبة بك، اسلك إليك طرقاً متشعبة فتسحبني الرمال أكثر نحو عمقك. عبثاً احاول فقد بدأ العد التنازلي لفراقنا الأول والأخير. من مجموعة قصصية ستصدر قريباً للقاصة بنفس الأسم