عزيزي القارئ عندما يكون سقف طموحك مرتفعاً جداً عن الواقع المحيط بك.. فهل يعني ذلك أنك ستستسلم للآخرين؟ وتخضع للواقع وتشرب من كأس لست بشاربه أبداً! هل قال لك احدهم : معقول أن فلاناً وعلاناً على خطأ وأنت لوحدك الصح ! إذا ما وجه إليك هذا الكلام فاعلم انه عرض عليك لتشرب من الكأس الذي اجتهدتَ لتجنبه والتفوق على أصحابه؟ وللتوضيح أكثر.. عندما تدخل بكل طموح مجال العمل وكلك طاقة لتسجيل حضورك ووضع بصمتك منذ اليوم الأول فتجد مع مرور الأيام زميلك الذي يأتي متأخراً ولا يقوم بواجباته وانجازه متواضعاً جداً.. يتقدم ويترقى على الدوام و أنت كما يقال محلك سر.. هل سيتوقف طموحك؟ وتُقلل بالتالي من انجازك؟ وتشرب الكأس؟ بالطبع لا فتلك ليست نهاية العالم فلا تهزم نفسك من الداخل فربما قتلت البطل الذي بداخلك وأنت لا تدري. أحياناً يجري الله الحق على لسان شخص غير متوقع منه ذلك البتة.. استمعوا لهذه القصة... مرت طفلة صغيرة مع أمها على شاحنة كانت محشورة في نفق على الطريق.. وفي ذات اللحظة كان رجال الإطفاء والشرطة يحاولون إخراجها من ذلك النفق ولكنهم عجزوا. فقالت الطفلة لأمها : أنا أعرف كيف يمكن أن تخرج هذه الشاحنة من النفق! فاستنكرت الأم ما قالته ابنتها للتو وردت قائلة : معقول كل الاطفائيين والشرطة هنا غير قادرين على فعل شيء وأنت عكسهم قادرة! ولم تعر ابنتها أي اهتمام أو تكلف نفسها على الأقل سماع فكرتها.. فتقدمت الطفلة لضابط الشرطة وقالت : سيدي أفرغوا بعض الهواء من عجلات الشاحنة وستمر! وفعلاً مرت الشاحنة وحُلت المشكلة وعندما استدعى عمدة المدينة الطفلة لتكريمها كانت الأم بجانبها وقت التكريم والتصوير! وأحيانا لا يكتشف الناس الحق إلا بعد مرور سنوات طويلة على صاحب الرأي المنفرد كما حدث مع غاليليو الذي أثبت كروية الأرض ولم يصدقه أحد وسجن حتى مات! وبعد ما يقارب العقود الأربعة من موته اكتشف العالم ان الأرض كروية بالفعل وأن غاليليو كان العاقل الوحيد في هذا العالم ذلك الوقت. والسؤال: هل بالضرورة الانفراد بالرأي أو العناد يكون هو التصرف الصحيح باستمرار؟ التعليق : ربما يكون التعليق إجابة على السؤال أعلاه : عندما تصر على تنفيذ ما تعتقد انه رأي سديد ويصب في مصلحة المجموعة فسوف تكون هناك عقبات بالطبع ويعلم الجميع ذلك، ثق حتى ولو اعتقدت أنك منفرداً بالقرار أو بالرأي أن العقبات مثل الصخرة الكبيرة يراها الضعيف سدًا، ويراها القوي درجة يرتقيها نحو تحقيق أحلامه، فكن قويًا واسترجع قول النبي – صلى الله عليه وسلم: « المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، ولكن قل: قَدّر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان».. فالحياة كما يقولون تجربة و صناعة الذات فكرة تخلق الأمل ، و الأمل لا بد أن يحذوه العمل وبذلك نستطيع أن نكون. وأتذكر هنا نصيحة منحني إياها خبير دنمركي خلاصتها أن أتمسك دائماً برأيي وإن كنت خاطئاً فليس ذلك بالعناد فألاهم من ذلك أن تكون مؤمناً ومقتنعاً بما تقوم به وتقوله حتى تتحول الثقة إلى ثبات.