تخصص علمي فريد .. جمع بين الإبداع وإعمال الخيال والذوق الرفيع ، وخريجوه من الفتيات خاصة ينتظرن استيعاب المجتمع لأهميته لم أخطط ولم أرسم اتجاهي التخصصي والتعليمي من قبل لأني لم أكن أتصور أن هذا القسم سيكون متاحاً لنا خصوصاً وأنا فتاة. فكما هو متعارف عليه في مجتمعنا بأن مثل هذه التخصصات هي حكر على الذكور ، فقسم الديكور ( عمارة داخلية ) من أحدث الأقسام التطبيقية في المعهد التقني بالحصب ، ونادراً ما تتواجد الفتيات في تخصص عملي نادر كهذا. لاقى قسم الديكور – رغم فترة ظهوره القصيرة – إقبالاً كبيراً من الفتيات ، وهو أمر ليس بمستغرب إذا أدركنا أن أساس هذا القسم في برامجه ومناهجه يقوم على الإبداع وإعمال الخيال ، والرقة والذوق الرفيع ، وهي صفات تتحلى بها الفتيات بكل تأكيد. وبالرغم من تفوق فتيات عديدات في القسم ووجود كفاءات وإبداعات من الطلاب والطالبات على حد سواء في مجال العمارة الداخلية والخارجية إلا إننا – كخريجين – انصدمنا عند تخرجنا من المعهد لأننا لم نجد مجالاً أو سبيلاً لتطبيق مجموعة المعارف والمهارات المكتسبة. يرجع السبب – ربما – لعدم استيعاب سوق العمل المحلي للأهمية التي يتصف بها هذا القسم والتخصص النادر ، والمهارات الإبداعية التي تميز هؤلاء الخريجين ، حتى وهم يحملون شهادات التفوق والامتياز ، والبعض منهم لم يكن ليجد أمامه سوى التعاقد مع ذات المعهد الذي تخرج منه للعمل ونيل الوظيفة ، دون أن يتم تطبيق المهارات التي تعلموها ، والسبب كما ذكرت عدم الاستيعاب الواعي لأهمية هذا التخصص. وأتساءل هنا .. هل أصبح لزاماً على كل خريج أن يعود إلى ذات المعهد الذي تخرج منه ليدرس فيه خريجين جدد ليصبحوا فيما بعد معلمين جدد ، ونكرر الحلقة المفرغة التي ندور في إطارها كل عام ؟ أم أن هناك مهمة لنا لإحداث نقلة وثورة في عالم التصاميم الهندسية ، وفي الأسواق المحلية التي تحترم بطابعها المميز الزائر إليها من داخل وخارج الوطن ، خصوصاً وأن العالم أصبح ينافس بعضه بعضاً في فن الديزاين والتصاميم الهندسية والإبداعية للديكور . استيعاب أهمية هذا التخصص الفريد يحتاج منا كخريجين أولاً إلى ترسيخ ثقافة التجديد والتحديث ومواكبة التطور التسويقي في السوق المحلية. بالإضافة إلى أهمية إعطاء هندسة الديكور في المنازل اهتماماً كافياً لما له من أهمية في معالجة المشاكل الأسرية والنفسية والعصبية كما أكدت ذلك الأبحاث العلمية التي أشارت إلى إن هناك عدة آثار ومعان ودلالات للألوان ، ونوعية الإضاءة في المنزل ، والمؤثرات الصدفية والأشكال الهندسية على طبيعة الإنسان وتحديد سلوكه. ومن هنا تنبع أهمية التخصص ، إبداعاً ، وتفرداً ، وحاجة نفسية وأسرية.