عندما عادت بعثة فريق الصقر لكرة اليد من مكةالمكرمة إلى مطار صنعاء بدأت حكاية «العفش المدهش» التي تذكرنا برحلة السبع المدهش في ثمانين يوماً حول العالم. القصة التراجيديا والكوميديا في آن معاً حدثت في مطار صنعاء، فالبعثة الصقراوية كانت تنتظرها مفاجأة عجيبة غريبة، إذ باتت مساء الثلاثاء كله تحت الإقامة الجبرية في قاعة الاستقبال بالمطار وكل أعضائها بهم لوعة وحنين وشوق عارم إلى الالتئام مع عفشهم الذي ضل العنوان إليهم، وظل يتجول في طائرة أخرى حول العالم حتى كتابتنا قصته الخيالية هذه. غادر المسافرون، وخلت قاعة الانتظار من المسافرين القادمين إلى مطار صنعاء إلا من بعثة فريق الصقر لكرة اليد، التي مازالت تأمل في أن يتحدث إليهم أحد مسئولي الشحن الجوي أو مسئول في خدمات نقل العفش، وراحوا يسألون الكبار والصغار من أصحاب الكرفتات والتلفونات والهنجمة في المطار عن أسباب تأخير وصول الشحن ،الذي من المفترض والبديهي أن يرافقهم مع الطائرة التي قدموا عليها من السعودية إلى مطار صنعاء الدولي .. لكن الجميع مشغولون عنهم. لكم أن تتصوروا بعثة رياضية يمنية ذهبت إلى السعودية لتشارك في بطولة آسيوية ومحفل رياضي دولي, يُفرض عليها في مطار صنعاء الإقامة الجبرية من السابعة والنصف ليلاً حتى أزفت ساعة رحيل يوم الثلاثاء, ولايعلمون عن شحنهم شيئاً, ففقدوا حتى الأمل في استعادته ، حيث لم يصلهم من مسئولي خدمة الشحن في الخطوط الجوية اليمنية مايزيح عنهم الإحباط والطفش وآثار ذلك معنوياً على نفسياتهم. والأدهى أن الإهمال المتعمد والبرود واللامبالاة التي قوبلوا بها من المسئولين المعنيين كان سلوكاً اعتيادياً كأن شيئاً لم يكن !! بقيت البعثة تنتظر أحداً من المهنجمين والمهندمين في المطار لعله يجيب عن السؤال الحائر: أين هو العفش التابع لبعثة نادي الصقر لكرة اليد؟! ولم تأتِ الإجابة إلا في الأنفاس الأخيرة ليوم الثلاثاء أن العفش طلع بالغلط في طائرة أخرى!!.. ولاحظوا كلمة طلع بالغلط.. وكأن العفش هو الذي ضل العنوان, وليس الخطأ من صنع الآدميين, الذين أكدوا أن العفش في أمان, وأن على أعضاء البعثة أن يطمأنوا ويغادروا صالة الإقامة الجبرية إلى منازلهم في تعز, وسيعود إليهم (العفش المدهش) بعد أن يكمل جولته بطائرة خاصة!!. حتى كتابة هذه القصة المدهشة لم يعد عفش بعثة الصقر.. والسؤال هو: إذا كان المطار وخدمة الخطوط الجوية عنوان النجاح وانعكاساً لثقافة البلدان, وتحضّر شعوبها, فلماذا لايتعاطى مسئولوه مع مثل هذه الأمور بنوع من الاحترام والحكمة بدلاً من التهميش والتطفيش اللذين ظهرا في تعاملهم مع بعثة الصقر لكرة اليد التي مثلت الجمهورية اليمنية رياضياً, فما بالكم بالآخرين؟! نرجو أن تكون الرسالة قد بلغت المسئولين ونتمنى ل«عفش الصقر المدهش» العودة بسلامة الله وحفظه إلى أرض الوطن.