طالبت باكستانالولاياتالمتحدة الأميركية تقديم اعتذار رسمي وتوضيحات بشأن الغارة الصاروخية التي شنتها طائرات تجسس أميركية دون طيار يوم أمس على اجتماع لمجلس زعماء القبائل في منطقة وزيرستان القبلية والتي أسفرت عن سقوط 44 قتيلاً من الأبرياء بينهم مدنيون وزعماء قبائل ورجال أمن. وأوضحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الباكستانية تهمينة جنجوعة في بيان لها أمس أن حكومة بلادها تدين بشدة الغارة التي أوقعت عدداً كبيراً من الضحايا, مشيرة إلى أن وكيل وزارة الخارجية الباكستانية سلمان بشير نقل هذه الإدانة إلى السفير الأميركي لدى باكستان كامرون مونتر وطلب منه تقديم اعتذار وتوضيحات حول استهداف مدنيين أبرياء. من جهة أخرى ذكرت مصادر رسمية في إسلام أباد أن سفير باكستان لدى واشنطن حسين حقاني سجل كذلك احتجاجاً شديد اللهجة لدى الخارجية الأميركية في واشنطن وطلب تقديم اعتذار وتوضيحات. كما وردت الإدانة للهجوم من قبل الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس الوزراء سيد يوسف رضا جيلاني وزعماء الأحزاب السياسية الباكستانية ضد الغارة التي أسقطت العشرات من المدنيين الأبرياء. وكان رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال إشفاق برويز كياني قد وصف الغارة بالعدوان ضد الشعب الباكستاني وخروج عن الهدف المشترك لمكافحة الإرهاب. من جانب آخر رفعت السلطات الباكستانية مستوى التأهب الأمني في العاصمة الاتحادية إسلام أباد وغيرها من المدن الرئيسية لدوافع أمنية. وقال وزير الداخلية الباكستاني رحمن ملك عقب الاجتماع الذي ترأسه الليلة الماضية مع كبار المسئولين الأمنيين لمراجعة الوضع الأمني في البلاد أن هناك مخاوف لاستغلال الإرهابيين الوضع الراهن في البلاد لتنفيذ هجمات إرهابية في العاصمة وغيرها من المدن الرئيسية. وذكرت مصادر وزارة الداخلية أنه تقرر في الاجتماع الاستعانة بالقوات شبه العسكرية لدعم قوات الشرطة في حماية أمن المدن والمناطق الحساسة. يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه المدن الباكستانية سلسلة من المسيرات الاحتجاجية ضد قرار الإفراج عن عميل المخابرات الأمريكية ريموند دايفس. كما قتل خمسة مسلحين من عناصر حركة طالبان وأصيب آخرون في اشتباكات شرسة مع قوات الأمن الباكستانية في منطقة وادي سوات شمال غربي باكستان. وذكرت مصادر أمنية باكستانية أن الاشتباكات وقعت صباح أمس في بلدة ماتا عندما هاجم المسلحون قوات الأمن التي كانت تشن حملة تمشيط ضدهم, مشيرة إلى أن قوات الأمن تصدت لهجوم المسلحين وأسقطت خمسة قتلى في صفوفهم وصادرت كمية كبيرة من الأسلحة والمتفجرات من أحد مخابئهم السرية في المنطقة. كما أصيب أربعة جنود من رجال القوات المسلحة الباكستانية بجروح في هجوم تفجيري استهدف قافلة عسكرية كانت تسير صباح أمس في مقاطعة خيبر القبلية المحاذية للحدود الأفغانية. وذكرت مصادر عسكرية باكستانية أن الانفجار وقع في بلدة قمبر آباد عندما فجر المسلحون عبوة ناسفة مزروعة على قارعة الطريق أثناء مرور القافلة العسكرية بالقرب منها. وأضافت أن قوات الأمن طوقت موقع الانفجار وأنها تشن حالياً حملة تمشيط واسعة للبحث عن المسلحين بينما تم نقل المصابين إلى المستشفى.