انفجرت قنبلة في طريق مزدحم بالقدس يوم أمس الأربعاء مما أدى إلى مقتل امرأة وإصابة 30 بجروح, وحمّلت الشرطة ناشطين فلسطينيين مسؤولية الانفجار.. وهذا هو أول انفجار من نوعه في المدينة في سبع سنوات, ولم يرد على الفور إعلان بالمسؤولية عن الانفجار الذي قالت الشرطة الاسرائيلية إنه “هجوم انتحاري” فلسطيني. وقالت السلطات الاسرائيلية إن القنبلة كانت مخبأة في حقيبة قرب موقف حافلات بالقرب من قاعة المؤتمرات الرئيسية بالقدس ومحطة حافلات مركزية في الجزء الغربي اليهودي من المدينة. وفي ذروة الانتفاضة الفلسطينية التي بدأت في عام 2000 لكنها هدأت في السنوات الأخيرة نفذ ناشطون عشرات التفجيرات التي كانت في أغلب الأحيان قاتلة في القدس. وهز الانفجار - الذي تزامن مع تصاعد العنف على امتداد حدود اسرائيل وغزة - وسط مدينة القدس بعد ظهر يوم الأربعاء. وهرعت عشرات من سيارات الإسعاف إلى موقع الانفجار لنقل المصابين إلى المستشفيات، حيث إن الشرطة طوقت مكان الانفجار وطلبت من الإسرائيليين الابتعاد وإخلاء المكان تحسباً لوجود عبوات ناسفة أخرى لم تنفجر، وقد تضررت العديد من الحافلات بسبب الانفجار. وأوضحت الأنباء أن الشرطة قامت بعمليات تمشيط واسعة بحثاً عن منفذ محتمل للانفجار. وأضافت أن التفجير جاء في خضم اجتماع ترأسه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لمطبخه الأمني والسياسي لتقييم الأوضاع على الحدود الجنوبية مع قطاع غزة، مذكراً أن التفجير هو الأول منذ سنوات عديدة وأن أية جهة لم تتبنه. وقال وزير الأمن الداخلي اسحق اهارونوفيتش للقناة الثانية بالتلفزيون الاسرائيلي “نعتقد أن القنبلة كانت تزن بين كيلوجرام وكيلوجرامين.. وانفجرت في حقيبة صغيرة على الرصيف المجاور لموقف الحافلات”. إلى ذلك أعلنت شرطة الاحتلال الاسرائيلي ان التحقيق الأولي بالانفجار الذي وقع في مدينة القدس أمس الأربعاء تشير إلى أنه ناجم عن تفجير عبوة ناسفة في محطة الحافلات المركزية في المدينة. ونقلت إذاعة الاحتلال الاسرائيلي عن الناطق باسم الشرطة قوله: “ان الانفجار ربما نجم عن عبوة ناسفة وضعت في حقيبة وفجرت بالقرب من حافلة الأمر الذي أوقع نحو 30 جريحاً من بينهم أربعة في حالة خطرة. وقالت الإذاعة: “ان طوقاً أمنياً فرض على مكان الانفجار فيما جرى إخلاء مباني وزارة الخارجية الاسرائيلية إضافة إلى البنك المركزي القريبين من مكان الانفجار”.. وأغلقت شرطة الاحتلال مدخل مدينة القدس وشرعت في عمليات تفتيش واسعة النطاق, حيث اعتقل عدد من المواطنين العرب والفلسطينيين للتحقيق معهم.. ووفق صحيفة (هاآرتس) فقد انفجرت العبوة الناسفة بالقرب من حافلتين كانتا تقفان في محطة الحافلات المركزية الأمر الذي أوقع هذا العدد الكبير من الجرحى نقلتهم سيارات الإسعاف إلى مستشفيات القدس.. من جانب آخر هدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس الأربعاء من ان اسرائيل “سترد بالمثل” على الهجمات التي تتعرض لها من قطاع غزة.. وتوعد نتانياهو في حديث له أمام الكنيست الاسرائيلي أن اسرائيل ستقوم “بالدفاع بقوة وحزم عن مواطنيها” أمام الزيادة الملحوظة في الهجمات الصاروخية من غزة وسقوط صاروخين في مدينة بئر السبع بجنوب اسرائيل الأربعاء. ونقل بيان صادر عن مكتب نتانياهو قوله: “قد يتطلب الأمر أن نرد على الضربات بالمثل وان يستغرق ذلك وقتاً, لكننا مصممون بحزم على ضرب قدرة العناصر المسلحة على إيذاء مواطنينا”. وحذّر نتانياهو من انه “لا توجد دولة يمكن ان تسكت عن هجمات صاروخية متواصلة ضد مدنها ومواطنيها، وبالطبع فإن دولة اسرائيل لن تقبل ذلك”. من جهة أخرى دان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن العطية بشدة الغارات الوحشية الاسرائيلية المتواصلة التي يشنها الجيش الاسرائيلي على قطاع غزة والتي راح ضحيتها عدد من القتلى والمصابين من الأبرياء الفلسطينيين. واعتبر الأمين العام لمجلس التعاون أن مواصلة سلطات الاحتلال الاسرائيلي عدوانها البشع ضد الشعب الفلسطيني الأعزل إلا من عدالة قضيته يؤكد أن الكيان الصهيوني يستخف بالقوانين الدولية لاسيما القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف ذات الصلة بهذا الشأن، داعياً الأسرة الدولية وخاصة مجلس الأمن إلى التحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات الخطيرة، وتوفير الحماية للمدنين العزّل. وخلص العطية إلى مناشدة كافة القوى الفلسطينية للعمل على تعزيز وحدتها الوطنية باعتبارها صمام الأمان الذي يفشل الممارسات الاسرائيلية التعسفية ضد الشعب الفلسطيني, مؤكداً موقف دول مجلس التعاون المبدئي والثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بما في ذلك حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. كما أعربت منظمة المؤتمر الإسلامي أمس الأربعاء عن إدانتها العدوان الذي شنته قوات الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة وحملت اسرائيل تبعات مثل هذه الجرائم.. واعتبر الأمين العام للمنظمة أكمل الدين أوغلي في تصريح له ان هذا العدوان جريمة بشعة تشكل تصعيداً خطيراً وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.. ودعا أوغلي مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة واللجنة الرباعية الدولية إلى تحمل مسؤولياتهم لوقف هذا التصعيد العسكري الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني مع إلزام اسرائيل باحترام القانون الدولي.