عبر مساحة الوطن يتشكل وعي جديد يعطي للزمن معناه وينفذ إلى جوهر الأشياء فماذا عن ثنائية الوطن والمواطنة كما يراها الأديب والناقد الأكاديمي أ. د. أحمد العزي صغير, الوطن باعتقادي هو الإحساس بالانتماء إلى الجغرافيا وهي الأرض اليمنية والبشر الذين يعيشون عليها متصلون بتاريخ عظيم وحضارة عريقة هي إرث الآباء والأجداد.. هذا الانتماء له مفردات تشكل متطلبات التعبير عنه في السراء والضراء، في السر والعلن وهي مفردات كبيرة.. وهناك معطيات تشكل قيمة الوطن أولها الشعور الحقيقي بمسئولية الإنسان تجاه وطنه، حين يجسد المرء شعوره بالانتماء للوطن يكون أدرك مسئوليته تجاهه.. ويضيف: المسئولية تجاه الوطن بها تتحقق ثنائية الوطن والمواطنة كأعظم وأروع الجدليات على الأرض متى ما حدث هذا الإحساس المتبادل بين الشعور بالانتماء والمسئولية، بين حقوق المواطنة ومسئولياتها وهذا شيء جميل متصل بشعور جميل. فيما نعيشه اليوم خلط بين الوطن والمواطنة فالمعطيات لا أرى فيها تجسيداً لتلك الثنائية إذ يحتاج الشارع اليمني المحتقن إلى إدراك وتجسيداً معنى الوطن والمواطنة وتجسيد الثنائية ومتى ما استطعنا ان نجعل منها بوصلة تؤشر نحو التغيير الذي يحتاجه الشعب بكل فئاته وشرائحه وقطاعاته. الوطن كقيمة فئة الشباب تستوعب الوطن كقيمة ومتى ما استطاع تجسيدها ستكون هناك انفراجة لكل الأزمات لأن مسئوليته أكبر من التعبير عن مطالب فئة فهناك مطالب وطن ومخاوف شعب تقتضي المسئولية الوطنية أن يتجنب الناس ما يخشونه جميعاً.. الولاء الوطن نعم الولاء الوطني هو شعور تراكمي، إنه سلوك يتنامى في وجدان وفكر الإنسان عبر مراحل متطورة ومختلفة، ولا يمكن تحقق الولاء مالم تتحقق ثنائية الوطن والانتماء، والشعور بالانتماء فيما يعنيه هو أن يشعر الإنسان بأن منفعته على جغرافية وطنه متبادلة بين الجغرافيا والمرء باعتباره متساوياً مع أبناء وطنه في الحقوق والواجبات ومتى شعر المواطن بأن مصلحته قائمة على هذا الوطن وتتحقق بسلاسة وينعم بها في أمن وسلام فإن الانتماء يتطور إلى الجغرافيا وامتدادها إلى الأمة. الانتماء إلى ماهو أكبر التربية والتعليم تبدأ في الأسرة فيتحقق الانتماء للأسرة ثم في المدرسة انتماء أكبر هو انتماء أكبر هو انتماء للشعب والوطن ولماذا يتطور الانتماء إلى ماهو أكبر؟ أي الأمة والمجتمع الإنساني ذلك أن انتماءه للبيت مرتبط بالمصلحة التي تحققها البيت للفرد فهو يجد فيها منفعته ومعه ينمو الانتماء للوطن والشعب ونظمه وقوانينه وقبل ذلك لثقافته وعادات مجتمعه وتقاليده التي تحقق للمواطن منفعته كما تحقق منفعة الوطن. ^.. ماهي المفردة الأبرز لتعزيز الولاء الوطني؟ المفردة هذه هي الانتماء والمسئولية، وهي هدف دائم لكل مؤسسات الدولة والمجتمع حتى تتعزز قناعات الإنسان بأن كينونته ومنفعته موجودة على أرضه وفي وطنه دون انعزال عن أمته أو انغلاق عن المجتمع الإنساني وذلك يقوم على مكونات فكرية تجعل انتماء الإنسان لوطنه وحضارته محركاً لسلوكه تجاه ما ينفع وطنه ويعود عليه كمواطن بالنفع من خلال خلق مناخ للتعاون مع الآخرين كشعوب وأمم.. متى ما شعر الإنسان بأنه جزء من هذه المكونات سيكون شعوره الوطني حقيقياً غير مخدوش بولاءات ضيقة ينطلق منها معتمداً على مفردات أخرى.