إن المتابع للأحداث الجارية في وطننا الحبيب قد لا يعي حجم المؤامرة على اليمن، وعلى الوطن العربي بأكمله وخاصة في ظل وجود قنوات مضللة، لا تتحرى المصداقية والمهنية في نقل الصورة الحقيقية لما يجري هنا أوهناك، فينبهر المشاهد وتسلب مداركه، كون هذه الحرب الدعائية توجه بشكل أساسي لأساليب الدعاية والإقناع والقوانين، التي تتحكم بعملية الإدراك والمعرفة والدافعية.. فتصبح الحرب إعلامية أكثر مماهي حرب مواجهة جيش مع جيش آخر.. إن المتابع لقناة "الجزيرة" ودورها العدائي ضد الوطن العربي بداية من العراق وماتعرض له من حرب ظالمة نفسية عسكرية، تمهيداً لغزوه واحتلاله، ولم تغب عن مخيلتي الكم الهائل من الأكاذيب التي بثتها هذه القناة، وهاهي اليوم تنخر في جسد الوطن العربي وتفرق بين أبنائه وتهول الأحداث وتأزم الأوضاع وتلفق الصور بامتياز.. لماذا كل هذا الحقد الدفين من قبل قناة الجزيرة وابنتها الصغيرة “سهيل”؟ والقنوات الشيعية الأخرى هذه الحملة المسعورة التي تمشي ولا تدري إلى أين تنهش كل من تقابله، تهاجم الأطفال والآمنين، هذه القناة أفشلها الله سبحانه وتعالى في اليمن، يمن الحكمة والإيمان، مدد الإسلام والمسلمين التي تسعى هذه القناة وغيرها لزرع الحقد في قلوب أهل اليمن الأرق قلوباً والألين أفئدة، تريد أن يتقاتل أبناء اليمن لكي تقضي على مدد الإسلام من هذه الأرض الطيبة، التي نالت دعوات خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم، وقوله: (إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن) هذا النفس الروحاني الذي نفس على أهل اليمن ما بهم من جهد وبلاء وحقد وكراهية، كانت قد بثته هذه الأفعى، فسقط قناعها في اليمن، وكذلك حمى الله اليمن من شحنة أسلحة هائلة، كانت قادمة لتوزع في أوساط اليمنيين، مستغلة هذا الطرف الخطير لكي يتقاتل أبناء اليمن، وكانت معدة لتصل إلى اليمن قبل يوم الجمعة، التي أسموها جمعة الزحف، فبقي الحق وأهله ورحلت قناة الجزيرة مهزومة ذليلة من اليمن، ورحلت شحنة الأسلحة ورحل الشر المحدق باليمن بإذن الله تعالى رحل المشروع التآمري، الذي تآزرت في حبكة وإعداده ثلاث قوى (المشترك الجزيرة سهيل) و(يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) واكتشف أهل اليمن برجاله ونسائه وأطفاله من الذي يؤجج الحرب والفتنة في اليمن، وعلى الرغم من هذه الفضيحة لهذه القنوات إلا أنه بقيت قلة قليلة يدافعون ويبررون ويريدون أن يحجبوا ضوء الشمس بأيديهم، ويدافعون عن الجزيرة لأنها معهم لذلك أردنا تنويرهم ببعض المعلومات عن الحرب الدعائية (النفسية) وأساليب إعدادها. الحرب النفسية (الدعائية) الحرب النفسية: يقصد بها استخدام الدعاية الإعلامية وغيرها من الأساليب للتأثير في إرادة وعواطف واتجاهات وعقائد وسلوك جماعات معينة. والحرب النفسية ليست قاصرة على وقت الحرب، أو الطوارىء، ولكنها سلاح يستخدم في السلم والحرب معاً، فهي جزء أساسي من الحرب الشاملة ولذلك فهي تشن قبل الحرب وفي أثنائها وفي أعقابها. والحرب النفسية لا تخضع لرقابة القانون ولا للتقاليد الحربية فهي مستمرة وبعيدة المدى ولها آثار بعيدة النور. فالحرب التقليدية نعرف فيها العدو نلاقيه وجهاً لوجه في ساحة القتال، أما الحرب النفسية فإن العدو يختفي وراء الدين والصحافة أو الإذاعة أو الفكاهات. أساليب الحرب الدعائية (النفسية) فهي لها عدة أساليب وطرق تتسلل من خلالها إلى نفسية المشاهد ومنها: 1 بث الإشاعات الكاذبة ومانسمعه اليوم من فحيح قناة الجزيرة، ونعيق قناة سهيل، مايؤكد تلك الأساليب الرخيصة. 2 النيل من الروح المعنوية سواءً للفرد أو للجند أو للجماهير المؤيدة. 3 التقليل من الاستعداد النفسي لتحمل المواجهة والثبات على المبادىء. 4 إضعاف روح الإصرار والحماس والتصميم والعزم والإرادة القوية عن طريق خلق القصص، التي تؤثر على المشاهد غير الواعي وتزييف الأنباء وتحريضها والمبالغة في سرد بعض الحقائق وتجسيمها واستغلال الأحداث الجارية والأمور العارضة. فالحرب النفسية بعيدة المدى تتضمن نشرة الأنباء بطريقة مستمرة بهدف مساعدة من هم في الميدان لتحقيق أهدافهم المنحرفة. وهناك الحرب النفسية التكتيكية التي تصوب ضد الجيوش في الحروب بين الدول في مياديين القتال وقواعده ومعسكراته وكذلك ضد المدنيين ومن أساليبها. استخدام المنشورات والملصقات والقنوات والإذاعات وحملات الهمس. عمليات التخريب التي تثير الذعر وتحطيم معنويات القنوات المقاتلة. والهدف من الحرب مهما كان نوعها هو هزيمة الخصم فما هي الهزيمة؟. الهزيمة: حالة نفسية مؤداها الاقتناع بعدم جدوى المقاومة، أي الاستسلام والحرب النفسية أكثر خطورة من الحرب العسكرية، لأنها تستخدم وسائل متعددة وتوجه تأثيرها إلى أعصاب الناس ومعنوياتهم ووجدانهم، ووفق ذلك كله فإنها تكون مقنعة، بحيث لا يتنبه الناس إلى أهدافها، ومن ثم لا يحتاطون لها. مجالات الحرب الدعائية (النفسية) توجه على المستوى العالمي أو الدولي إلى إقناع الرأي العام وتضليله، وعزل العدو عن أصدقائه وجلب التأييد والمساعدة العسكرية والاقتصادية والفنية من جانب الأصدقاء. على المستوى القومي والعربي وذلك لشغل العرب في معارك جانبية، وخلق أزمات وصراعات داخلية واستغلال هذه الأحداث وتصعيدها. على المستوى الداخلي من خلال إثارة الشغب ضد نظام الحكم الوطني وضد سياسة الدولة. إثارة الفتن والنعرات الطائفية والمناطقية والقبلية والحزبية وغيرها. محاولة زعزعة ثقة الشعب بقيادته. محاولة النيل من ثقة الشعب في قواته المسلحة. محاولة طمس معالم البسالة والوطنية والنضال والبطولات للقوات المسلحة. إشاعة الفرقة والانقسام بين الشعب وحكومته وبين القادة والجنود، وبين الأغلبية من السكان والأقليات وبين الأحزاب والطوائف وبين النساء والرجال. وتؤدي هذه التفرقة إلى تمزيق الجبهة الداخلية واستنفاد الطاقات في الصراعات والخصومات. إضعاف إيمان الآخر (العدو) بعقيدته وأفكاره ومبادئه القومية والوطنية، وإثارة الشك في نفسه وفي شرعية قضيته وموقفه وزعزعة الأمل في الاستمرار والنصر وعلى ذلك فإنه يتخاذل ويسهل إقناعه بالهزيمة. محاولة كسب جميع العناصر المعزولة في المجتمع المستهدف أو الدولة إلى صالحه. مبادئ الدعاية وطرقها تخضع أساليب الدعاية والإقناع إلى القوانين العامة التي تحكم عملية الإدراك المعرفة الدافعية. فالإنسان يستجيب لأساليب الدعاية كما يستجيب لأساليب الإقناع الأخرى، وليست اللغة من الأساليب القوية في الإقناع، ولكن الاعتماد على دوافع الفرد للاستجابة للإيحاء. الإيحاء: يقصد به غرس أفكار في عقلية الفرد تحقق رغباته وحاجاته، فيجد فرصة للقبول والازدهار بين هؤلاء الأفراد. ويعمل اختصاصي الدعاية على خلق جو من التوتر وعدم الاتزان في المجال (السيكولوجي)لدى الفرد وبعد ذلك يقوم بعملية الإيحاء المطلوبة، ومن خلال الإذاعة والقنوات والصحافة والمناقشات والمحاضرات والندوات لخلق حاجات الفرد ورغباته يبدأ الإيحاء والتأثير على المتابع من خلال. المواقف الغامضة غير المعروفة، وهذه تجدي فيها أساليب الإيحاء أكثر من الأمور الواضحة الجلية فيصبح الإيحاء أكثر قبولاً.. وينجح الإيحاء عندما يستخدم العبارات، التي تهز أوتار أو مشاعر الناس، وهو ما استخدمته قناة الجزيرة في اليمن من خلال بث تلك الصور المؤلمة، والتي صدمت كثيراً من المشاهدين، وأفزعت الأطفال وأبكت النساء صور تعذيب سجناء في السجون العراقية وادعت زوراً وبهتاناً أنها في السجن المركزي بصنعاء بحيث وجهت تلك المشاهد إلى مشاعر الناس صور تعذيب أبناء العراق الوطنيين على أيدي عملاء الاحتلال ومرتزقته، الذي سهل لهم تلك المهمة إلى جانب فضائح أخرى لقناة الجزيرة في اليمن التي أدركها معظم اليمنيين. التكرار حيث يعتمد اختصاصي الدعاية على التكرار حتى يهيئ قبول الجماعة لما سيوحي به، ولكي يوقف النشاط العقلي ويجمده على قبول مقترحاته ومواضيعه. أساليب الدعاية الناجحة جذب انتباه الجماعة (المشاهد المتابع) إشباع حاجات المشاهد الشعورية واللاشعورية التكرار أي إعادة الموضوع وتكراره بجميع الوسائل الممكنة وهذا ما تمارسه قناة سهيل. التبسيط. قانون قوة الأغلبية حيث يحب الفرد أن يجاري الأغلبية التي ينتمي إليها وهم بهذه الأفعال يريدون أن يصوروا أنفسهم أغلبية بوسائلهم الدعائية لذلك يريدون إشعار المتابع لهم أن هذا الرأي هو الرأي الذي قبلته غالبية الشعب. ومن هنا كانت ضرورة تسجيل موافقة الشعب أو جزء منه وتضخيمه وتأييده لموضوع الدعاية التي تبثها لتشوش عقول الناس.