لوّح رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي بإجراء انتخابات عامة مبكرة في البلاد في حال عدم تقدم الأداء على المستويين الحكومي والسياسي، مشيراً إلى أن المجلس سيستجوب رئيس مفوضية الانتخابات وعدداً من مفوضيها قريباً حول أداء المفوضية. وأكد رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي أن العراق سيشهد سلسلة من العمليات الانتخابية بسبب الأوضاع غير المستقرة في العلاقات السياسية. وأشار إلى أن انتخابات الأقضيه والنواحي باتت قريبة، وكذلك انتخابات مجالس المحافظات، وستكون هناك انتخابات عامة مبكرة في حالة عدم حصول تقدم في الأداء على المستوى الحكومي والسياسي. وأضاف خلال اجتماع في بغداد أمس مع وفد من الأممالمتحدة خوسيه ماريا مستشار شؤون الانتخابات: “إن محور كل هذه الانتخابات هي المفوضية” مشيراً إلى أن مجلس النواب بدأ مراجعة أدائها، وسيتم استجواب رئيس المفوضية وعدد من المفوضين خلال الأيام المقبلة. وشدد على حاجة العراق إلى مفوضية ترقى إلى المعايير الدولية وتحظى برضا الشعب العراقي، ويتولى إدارتها أناس بعيدون من التحزب السياسي، مؤكداً أن دور الأممالمتحدة سيكون مهماً جداً في دعم العملية الديمقراطية في العراق. من جهته أكد خوسيه ماريا استعداد الأممالمتحدة لتقديم كل أنواع الدعم لإنجاح العملية الديمقراطية في العراق، وأنه يتفق تماماً مع النجيفي حول اختيار مفوضين بعيدين من التحزب الساسي. يذكر أن أعضاء مفوضي الانتخابات العراقية قد تسلموا مناصبهم على أسس طائفية وحزبية على غرار ما هو معمول به في توزيع المناصب الرئاسية العليا ووزارات الحكومة. ووضع مجلس النواب أخيراً استراتيجية عمل متكاملة وخطط لإنجاز وتشريع القوانين ضمن الدورة التشريعية البرلمانية بعدما قامت لجنة برلمانية مكلفة بالنظر في المطالب المشتركة للمواطنين في كل المحافظات إثر تفجر الاحتجاجات منذ ستة أسابيع قد سلمت رئيس الوزراء نوري المالكي الخميس توصيات موحدة خرجت بها فرق نيابية قضت عشرة أيام في المحافظات التي تمثلها وتعرفت إلى مطالب المحتجين، والتقت المجالس المحلية لتقويم المعوقات والأسباب التي أدت إلى عدم تنفيذ هذه المطالب. تتضمن هذه التوصيات التي جاءت في تقرير موحد 23 فقرة تدور حول المطالبة بتوفير الطاقة الكهربائية وتوفير مفردات البطاقة التموينية وحلّ أزمة السكن وتحسين الخدمات البلدية ومعالجة اشكالية العلاقة بين الحكومة الاتحادية والمحافظات وتوفير وتوزيع عادل للمنتجات النفطية وتفعيل الإصلاح الاقتصادي وتطوير نظام الضمان الاجتماعي والرعايا الاجتماعية ووضع برنامج عملي وزمني للقضاء على البطالة والحد من الفقر واتخاذ إجراءات عملية لمكافحة الفساد المالي والإداري في كل مؤسسات الدولة وإدامة وتفعيل مشروع المصالحة الوطنية والحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي وإطلاق سراح المعتقلين الذين لم تثبت إدانتهم, إضافة إلى ضمان حرية التعبير عن الرأي والتظاهر وحماية حقوق الإعلاميين والإسراع في إجراء انتخابات مجالس الأقضية والنواحي وإجراء انتخابات مبكرة لمجالس المحافظات. من جانبه قال المالكي إن فترة المائة يوم التي حددها أخيراً لعمل الوزارات لن تنجز كل الإصلاحات المطلوبة منها، لكنه سيجري بعدها تقويم عمل الوزراء والمسؤولين الآخرين قبل تغيير الفاشلين منهم. من جانب آخر أكد الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي علي العلاق أن بعض الكتل السياسية والأحزاب طالبت بإجراء حوارات وتفاهمات لتشكيل حكومة أغلبية. وقال العلاق لصحيفة “الصباح” الحكومية الصادرة يوم أمس الأربعاء إن “هذه الجهات لها الرغبة في تحقيق ذلك وتدعم هذا التوجه, لكن قضية تشكيل حكومة أغلبية مازالت مبكرة وليس لها علاقة بمهلة ال100 يوم ومن الممكن أن تكون قبل الموعد المحدد أو بعده”. وكان رئيس الحكومة نوري المالكي قد أمهل أعضاء حكومته في 28 فبراير الماضي 100 يوم لتحسين أداء وزاراتهم على أن يتم تقويم عمل الحكومة والوزارات كلاً على حدة لمعرفة نجاحها أو فشلها بعد المهلة. من جهة أخرى قررت السلطات الأمنية العراقية أمس الأربعاء رفع حظر التجول المفروض على سير المركبات والدراجات في محافظة الأنبار. وبحسب مصدر أمني عراق فإن قرار رفع الحظر جاء بعد زوال التهديدات الأمنية التي شهدتها المحافظة مساء الثلاثاء. وقال نائب رئيس مجلس المحافظة /سعدون الشعلان/ أمس إن حظر التجول اتخذ على خلفية معلومات استخبارية حذّرت من احتمال وقوع هجمات بسيارات مفخخة. على نفس السياق بدأت السلطات الأمنية العراقية في وقت مبكر صباح أمس الأربعاء تطبيق إجراءات حظر التجوال على المركبات في أرجاء مدينة الأنبار ل “ضرورات أمنية”. وقال الناطق باسم محافظة الأنبار محمد فتحي إن “قوات من الجيش والشرطة العراقية تنتشر الآن في شوارع المحافظة وحتى إشعار آخر في إطار خطة للحد من عمليات الانفجارات وأعمال العنف”. إلى ذلك نجا مدير مكتب وزير التخطيط العراقي صفوان هاشم الحديثي من محاولة اغتيال بعبوة ناسفة انفجرت قرب منزله غرب العاصمة بغداد. وذكر مصدر في الشرطة العراقية أن عبوة ناسفة انفجرت قرب منزل المدير في منطقة العامرية غرب بغداد الليلة الماضية مما أسفر عن إلحاق أضرار مادية فقط من دون وقوع خسائر بشرية. وفي محافظة بابل التي تبعد 100 كم جنوب بغداد قال مصدر أمني عراقي إن عبوة ناسفة انفجرت الليلة الماضية في منطقة عبد ويس بناحية جرف الصخر35 كم شمال غرب الحلة ما أسفر عن مقتل أحد عناصر قوات الصحوة, كما انفجرت عبوة ناسفة ثانية على بعد 50 متراً من مكان الانفجار الأول ما أسفر عن جرح أحد عناصر الصحوة. من جانب آخر أعلن مصدر في وزارة الداخلية عن مصرع أحد منتسبي مجلس محافظة بغداد بانفجار عبوة ناسفه لاصقة بسيارته قرب جامع النداء شمال العاصمة العراقية الليلة الماضية.