مبروك لحيدر الفائز بمليون ريال، بإمكانك أن تفوز مثله، اتصل برقم (...) يرن.. مبروك لقد دخلت السحب على المليون احتفظ بتوازنك لحين موعد السحب.. يرن.. ادخل السحب على 200.000 ريال، وضاعف فرصتك للفوز أسبوعياً.. يرن.. يتنهد.. قال (مغتاظاً ): ياأهل الرنة رأسي تصدع.. سكوت.. سكوت.. رد (صديقه): تسكت أنت. أنا، أم هم من يسعون وراء الكاسب. مادمت متضايقاً من رسائلهم فاقفل تلفونك وارتاح. ولكني أريد تلفوني مفتوحاً فقد تأتيني مكالمة أو رسالة مهمة.. يرن: ( إذا أردت أن تعيش هادئاً بدون مشاكل مع زوجتك فاتصل بالرقم(...) ب10ريال).. ارتسمت ابتسامة صغيرة على وجهه.. قال: رسالة ظريفة ومفيدة، وافقت مابنفسي.. انظر.. نظر صديقه.. قال (غير مكترث): عن أسرار، ومفاتيح السعادة الزوجية.. ضحك على الناس. سأتصل.. ضرب على الرقم، وانتظر. شكراً على اتصالك.. هل تريد أن تواصل، أم أنك ستكتفي؟.. رد (محتاراً): أكتفي بماذا؟ بالاتصال بنا. ولكني اتصلت عطفاً على... (مقاطعاً).. نعم.. نعم، نعرف فهل تريد أن تعرف كيف تعيش سعيداً مع زوجتك؟ من أجل ذلك اتصلت. إذن فالدقيقة بخمسمائة ريال. والمائة. لفتح الخط (ضاحكاً): أم أنك تريد أن تعرف ما لن تجده عند غيرنا بمائة ريال فقط.. هيا أمامك 15ثانية.. انظر إلى ساعتك وقرر. انتهى الوقت.. فماذا قلت؟ لا شعورياً موافق. واحد.. اثنين.. ثلاثة. اسم زوجتك وتاريخ ميلادها باليوم والشهر والسنة. وماذا يعنيك اسمها وتاريخ ميلادها. أما الاسم فذلك سر لا نبوح به، وأما تاريخ ميلادها فمن أجل أن نحدد برجها.. الاسم والبرج مفتاح السعادة الزوجية لك.. أمامك ثلاثين ثانية، فكر مع الموسيقى الهادئة.. انتهى الوقت.. فما اسم وتاريخ ميلاد زوجتك؟ لا ترد (ضاحكاً): خائف أن لا تقول اسمها وتاريخ ميلادها.. سرك في بئر عميق، لاتخف.. هيا قل.. لم ترد: مبروك مبروك.. لماذا تبحث عن السعادة الزوجية عندنا من القلائل أنت.. واحد من عشرة آلاف، من يخافون من زوجاتهم الخوف المطلق.. لا تسمع لا ترى لا تتكلم أنت مواطن صالح خارج البيت وداخل البيت.. أيها السعيد تحياتي لزوجتك (ضاحكاً).. فرحان بهذه المفاجأة، لن تسمعها من غيرنا. كيف.. كيف؟! وستزداد فرحتك، لم تكلفك غير ثلاثة آلاف ريال سقط التلفون.. قال صديقه: سقط تلفونك من السعادة أم من... لا لا أكيد من السعادة.. هيا قل ياصديقي لا أسرار بيننا.. ساد الصمت للحظات، وعين صديقة عليه.. انفجر ضاحكاً.. وقال: سقط خوفاً من مرتك، الفاتورة. احمر وجهه خجلاً.. رن.. نظر إلى التلفون بغيظ مكتوم، ونظر الآخر إليه بضحك مكتوم.. حالتان متناقضتان في مكان، وزمان واحد.. دقائق لم تصل إلى الثلاثين حتى كانت جلستهما قد عادت إلى طبيعتها، أراد أن ينسى.. رن.. قال صديقه (مبتسماً): قد تكون رسالة مهمة. دعنا منها. فلماذا لا تقفل التلفون وترتاح؟ أشعر بالقلق إذا أقفلته.. دعه يرن، فما هي آخر نكتة؟ رن.. قال (دهشاً): هذه نغمة جديدة.. لابد من قراءة الرسالة: ( إذا كنت تريد أن تعرف كيف تكتفي بمرتبك إلى آخر الشهر، بل وتوفر، فاتصل على رقم (...) بألف ريال) أطلق ضحكة مدوية، لا تأتي إلا من غم وحزن شديدين.. قال لصديقه المندهش في مكانه: حيلة ثانية لنهب نقودنا.. رد صديقه (مستعجلاً): أي حيلة.. رد (مقاطعاً): - كيف تكتفي بمرتبك إلى آخر الشهر (ضاحكاً) وتوفر، (يتنهد): وبألف ريال. ومن الذي لايريد.. هيا اتصل. بألف ريال والمؤمن. (مقاطعاً) لا تخلط الأوراق مع بعضها.. ألف ريال مقابل... هيا اتصل.. آه من المرتب.. هيا اتصل. اتصل من تلفونك. تعرف، استنفدت وحداته. تدفع ألف ريال نقداً. دين عندي إلى آخر الشهر.. تأمل صديقه هنية.. أطرق ليداري ابتسامة عريضة.. ثم قال (مطرقاً): وتقسم على ذلك. سأدفع، وأقسم. ناوله التلفون.. ضغط على الأرقام سمع: - (ضاحكاً) آسف ياعزيزي خسرت الألف لأنك مغفل مرتين. (ضاحكاً) لماذا لاترد؟ لا عليك، أنا متعود أنا أرد: مغفل لأنك صدقت أن عندي حلاً للراتب، ومغفل لأنك لا تعرف ماهو الحل لمشكلة الراتب.. مع السلامة وشكراً على الألف يامغفل.. سقط التلفون، وأطلق ضحكة مدوية.. ثم قال: ماأشبه الليلة بالبارحة.. رن.. قال صديقه (مغتاظاً): أقفل التلفون. تلفوني وأنا حر فيه، ومن أجل خاطرك لن أقرأ الرسالة.. رن.. دعه.. يرن.. رن.. سكوت.. الرحمة.. بم.. التقط التلفون.. قال: نغمة جديدة. ألم تتعظ من النغمات الجديدة. لُدغت مرة، وأنا مرة.. وهذه ياتصيب، ياتخيب.. يقرأ: (إذا كنت تريد الأخبار أول بأول، وحال وقوعها فاتصل على رقم (...) وسنرسلها مجاناً.. أجب من فضلك بنعم، أم لا) رفع رأسه، وقعت عينه على عين صديقه المنتظرة.. قال: نعم أم لا.. هز رأسه متعجباً.. ناوله التلفون.. قرأ للحظات.. رفع رأسه.. قال: حيلة أخرى.. لا.. بم.. دعه.. يرن.. بم بم.. دعنا نرى: - اتصل، وستحصل على تخفيض 50 % من قيمة المكالمات شريطة أن تقرأ الرسالة لحظة وصولها.. انفرجت أسارير وجهه من الفرح لم ينتظر، حتى يخبر صديقه.. نعم.. ثواني فقط.. بم.. قرأ: مقتل خمسين عراقياً.. بم، قتال في الصومال.. بم، أفغانستان.. بم، مقتل.. لم يكمل قراءة الرسالة، كانت عينه على شظايا التلفون، تناثرت هنا وهناك.