احتفل الصحافيون في جميع أنحاء العالم يوم أمس بالذكرى ال21 ليوم الصحافة العالمي، الذي اتخذ كمناسبة سنوية لتذكير المجتمع الدولي بحقوق الصحافيين والصحافة والكتاب في التعبير الحر ونشر المعلومات وحقائق الأحداث والقضايا بحرية كاملة، دون مصادرة أو تعديل أو تحوير مادامت تتوخى الصدق والحياد الموضوعي خدمةً للرأي العام وتأمين حقه في الحصول على تلك المعلومات والحقائق دونما نقصان أو تحريف. ويعد هذا اليوم مناسبة لتأكيد حق الصحافيين والصحافة في الحماية من أي اضطهاد أو عدوان من أي سلطة كانت لممارستهم وتأديتهم رسالتهم الصحافية المعبرة عن ضمائرهم وقناعاتهم الصحافية. وتأتي هذه المناسبة والصحافيون يواصلون في أنحاء متفرقة من العالم دفع ضريبة كشف الحقيقة، فخلال العام 2010 ذكرت منظمة برس امبليم امبني وهي منظمة غير حكومية ومقرها جنيف في بيان لها أن عدد القتلى بلغ 105 صحافيين خلال ممارستهم عملهم في 33 بلدا، وأوضحت المنظمة أن سنة 2010 كانت أقل سوادا من 2009 التي قتل خلالها 122 صحافيا.. ولفت البيان إلى أن المكسيكوباكستان هما البلدان الأكثر خطورة لوسائل الإعلام, حيث قتل 14 صحافيا في المكسيك في مواجهة عنيفة بين السلطات وعصابات المخدرات ومثلهم في باكستان سقط معظمهم في المناطق الحدودية مع أفغانستان، وارتقت هندوراس إلى المرتبة الثالثة بمقتل تسعة صحافيين، تليها العراق بسبعة صحافيين. وذكرت المنظمة أن الفلبينوروسيا وكولومبيا مازالت تعتبر من البلدان الأكثر خطورة بالنسبة لوسائل الإعلام حيث كانت حصيلة قتلى الصحافيين فيها 15 صحافياً، واحتلت أفغانستان المرتبة الأخيرة بمقتل صحافيين فقط. وحسب المنظمة فقد دفع 529 صحافيا حياتهم ثمناً لمهنتهم خلال الخمس السنوات الماضية، ويعتبر العراق (127 قتيلا) والفلبين (59) والمكسيك (47) وباكستان (38) الدول الأكثر خطورة، وجمعت هذه الدول الأربع أكثر من نصف الصحافيين القتلى في العالم خلال نفس الفترة.. هذا وتمنح في هذه المناسبة عدد من الجوائز الإقليمية والعالمية الخاصة بالعمل الصحفي، ومنها جائزة الصحافة العربية التي تصدر من دولة الإمارات العربية المتحدة، فللسنة العاشرة كشف نادي دبي للصحافة الذي يمثل الأمانة العامة لجائزة الصحافة العربية، برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن أسماء المرشحين الثلاثة الأوائل، خلال حفل توزيع الجوائز في 18 مايو الحالي في فندق جراند حياة دبي، بحضور أكثر من 2000 إعلامي من الوطن العربي والعالم، كما تضم القائمة 32 اسماً من الصحافيين من مختلف أرجاء الوطن العربي، سيتم اعلان اسمائهم لاحقا. وقرر مجلس إدارة الجائزة ولجان التحكيم حجب فئة جائزة أفضل صورة صحافية لهذا العام نظراً لعدم مطابقة الأعمال المشاركة لشروط ومعايير هذه الفئة وحيثياتها. وأوضحت منى بوسمرة نائب مدير الجائزة ان فريق العمل استلم أكثر من 3835 عملاً صحفياً من 19 دولة عربية، إضافة إلى 10 دول أجنبية بها صحف دولية تصدر باللغة العربية. وأضافت “إن نسبة المشاركات الإلكترونية بلغت 14 بالمائة، فيما نجحت المشاركات النسائية ولأول مرة منذ إطلاق الجائزة بالحصول على نسبة 40 بالمائة من إجمالي المشاركات مع ارتفاع بنسبة 8 بالمائة عن العام الماضي”. وبالنسبة لفئات الجائزة فقد أشارت بوسمرة إلى أن فئة الصحافة العربية للشباب احتلت المرتبة الأولى بين الفئات من ناحية حجم المشاركات للعام التالي بواقع 21 بالمائة، وفي المرتبة الثانية حلت فئة الصحافة التخصصية بنسبة 18 بالمائة تلتها في المرتبة الثالثة فئة الصحافة الاستقصائية وفئة الحوار الصحافي بنسبة 10 بالمائة لكل منهما. وتضم لجان التحكيم نحو 60 محكماً إعلامياً وأكاديمياً بواقع 5 إلى 8 محكمين لكل فئة من الفئات الصحفية ال11 من مختلف أرجاء الوطن العربي حيث لا يتم الكشف عن أسمائهم إلا بعد اختتام حفل توزيع الجوائز. أما جائزة منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) المعروفة باسم جائزة “غيليرمو كانو” العالمية لحرية الصحافة في العالم، ستسلم لأحمد زيد أبادي، بناءً على اختيار هيئة تحكيم دولية مكونة من 12 شخصا من العاملين فى مجال الإعلام، تقديراً لشجاعته الفائقة ومقاومته والتزامه بحرية التعبير والديمقراطية وحقوق الإنسان والتسامح والتواضع، حيث يمضي حكماً بالسجن لمدة ست سنوات صدر بحقه على إثر الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الإيرانية في 2009، حيث كان بين عشرات الصحافيين الإيرانيين الذين اعتقلوا على إثر هذه الانتخابات بتهمة التآمر على قلب نظام الحكم عن طريق “ثورة هادئة” وحظر عليه مدى الحياة مزاولة مهنة الصحافة. وأحمد أبادي ليس أول صحافي ينال جائزة اليونسكو وهو سجين، فالكثيرون من أصل 14 فائزا سابقا بالجائزة أمضوا فترات سجن خلف القضبان بسبب أعمالهم، وجرى اغتيال اثنين منهم ومنحوا الجائزة بعد موتهم ونجا ثلاثة من محاولات الاغتيال.. ومن الجوائز العالمية للصحافة جائزة بيوليتزر الأميركية للصحافة، والتي تمنح لتكريم الإنجازات في مجالي الصحافة والفنون والآداب، وحازت على الجائزة كل من صحيفتي “نيويورك تايمز” و”لوس انجليس تايمز” حيث فاز الصحافيان كليفورد ليفي وإيلين بيري من الصحيفة ذاتها في فئة “تحقيق دولي” لسلسلة من المقالات “ذات طابع إنساني” حول النظام القضائي في روسيا. أما الجائزة الثانية التي حصدتها الصحيفة، فكانت من نصيب ديفيد ليونهارد في فئة “تعليقات” لمقالاته حول المسائل الاقتصادية والميزانية الفدرالية وإصلاح نظام الصحة العامة، واكتفت صحيفة “واشنطن بوست” بجائزة واحدة هذه السنة ذهبت إلى المصورين كارول غوزي ونيكي كان وريكي كاريوتي في فئة “الصورة الراهنة”. وكانت “واشنطن بوست” قد حازت العام الماضي أربع جوائز بوليتزر، وحصدت “لوس انجليس تايمز” جائزة “الخدمة العامة” المهمة لمقالات حول فساد موظفين في مدينة بيل الصغيرة في كاليفورنيا، وفازت الصحيفة كذلك بجائزة في التصوير. وعلى صعيد المواقع الإخبارية عبر الانترنت فاز مراسلان من “بروبوبليكا” هما جيسي إيسينغر وجايك برنشتاين في فئة “تحقيق وطني” لمقالات عن بعض الممارسات في وول ستريت ساهمت في الأزمة المالية، بينما فازت صحيفة “شيكاغو صن-تايمز” في فئة “تحقيق محلي” على مقالات حول العنف في شيكاغو وضحاياه وقانون الصمت الذي يعم المدينة.