عقد أمس في العاصمة الباكستانية إسلام آباد اجتماع بين مسئولين من باكستانوأفغانستان والولايات المتحدة لمناقشة الموقف الأمني على الحدود الباكستانية الأفغانية بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامه بن لادن.. حضر الاجتماع المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستانوباكستان مارك جروسمان ووكيل وزارة الخارجية الباكستاني سلمان بشير و نائب وزير الخارجية الأفغاني جاويد لودين. وقال جروسمان في مؤتمر صحفي في إسلام آباد إن مقتل بن لادن في بلدة آبت آباد علي بعد نحو 60 كيلومتراً من إسلام أباد عاد بالنفع علي الدول الثلاث لأن تنظيم القاعدة كان يهدد الديمقراطيات الإقليمية.. وأضاف مع ذلك “نحن نريد أن نمارس مزيداً من الدبلوماسية مع جهود المصالحة (مع طالبان) في أفغانستان”. وقال بشير إن بلاد سوف تستمر في التعاون مع المجتمع الدولي لإنهاء الصراع في أفغانستان.. ويأتي هذه الاجتماع بعد خمسة أسابيع من إلغاء اجتماع مماثل كان من المقرر عقده في بروكسل بسبب التوترات بين إسلام آباد وواشنطن بسبب القبض على أحد العملاء بوكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) لاتهامه بقتل شخصين في مدينة لاهور بشرق باكستان. من جانبها أعلنت أسبانيا أمس الثلاثاء أنها ستعزز إجراءات الأمن حول سفاراتها في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل وأفغانستانوباكستان في أعقاب مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على يد قوات خاصة أميركية.. وقال وزير الداخلية الأسباني ألفريدو بيريس روبالكابا إن مدريد تنصح أيضاً عمال الإغاثة الأسبان والشركات العاملة في تلك المناطق بزيادة إجراءات الأمن الخاصة بها.. من ناحية أخرى، نصحت وزارة الخارجية الأسبانية المواطنين الأسبان بعدم السفر إلى باكستان، محذرة من أن هناك “خطورة مرتفعة من عمليات إرهابية وعنف طائفي” في البلاد. وقال روبالكابا إنه من غير المرجح أن يخلق الظهور الحتمي لقيادة جديدة لتنظيم القاعدة مخاطر إضافية بالنسبة لأسبانيا.. واستطرد الوزير قائلا إن وفاة بن لادن يمكن أن تؤدي إلى عمليات انتقامية و”الأسابيع والشهور المقبلة يمكن أن تكون دقيقة” بالنسبة للمصالح الأسبانية في الخارج. إلى ذلك توقع وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله أن تتراجع مخاطر الهجمات الإرهابية في أعقاب مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن فيسترفيله قوله: “بالطبع يجب أن نبقى متيقظين إزاء إمكانية حدوث ردود فعل مضادة, ولكني أعتقد أن توقف مثل هذا الإرهابي عن عمله يعني زيادة درجة الأمن”.. ولم يعقّب فيسترفيله بشكل مباشر على إمكانية زيادة درجة المخاطر على جنود بلاده المتمركزين في أفغانستان في أعقاب مقتل بن لادن, واكتفى بالقول: “لم نذهب إلى أفغانستان وراء إرهابي معين ولكن لأننا لم نرغب في السماح بأن تكون أفغانستان منطقة تقهقر للإرهاب الدولي”. ورأى الوزير الألماني أن غياب “مثل بن لادن من الممكن أن يعني تقدماً كبيراً في العملية السياسية”.