السلام علي َّ أذوبُ على كف جنية تعتريني تحلق بي في الأعالي ، وتدخلني بابها السرمدي ، سلام عليها التبسنا ببعضٍ نسينا “أنانا “، نحاسبنا دون ذنب ونغرق فينا نبرئنا ونتوب علينا ، سلام علينا بكينا ببعض وخضنا عباب التماهي ، أنا انت في الشجن اللولبي ، ممر ب «لا باب» يفضي إلى محنة تتآكل بين ثلاثتهم ، أيهم عصَرَ الخمرَ أيهمُ سوف يسقي المدينة أحزانه ؟ وأنا من ضفاف العروس أمررني خلسة في غيابي على جرحها آه ياجرحها خذ سمائي لها ومياهي لها وأضفني لأشيائها إذ تنادي أنوثتها ( أو أمومتها ) : يا صغيريَ نم ، فأظل صغيرا كما كنت في حضنها ، دفَّأتني معارجها وأطاحت بي الرغبات . تعذبني، يا أنا أين أذهب إن خاصمتني حمائمها أين أنحر أشواقي الذاهبات لكعبتها؟ كيف أصنع إن غضبت مقلتاها من القبلات الخفيفات في جيدها ، من بكائي على كتْفها وهي تعلم أن فؤادي َ بكر، وزيتونها محتفٍ برفيفي على زهره ، كيف أصنع من جذوة في أناملها وقصائدَ تسفر في وجهها ، سأقول سلاما لمن جئت أسكن أطيافها وأمزق ثوب غمامتها أتوسدها أتوسلها أتناسل في حزنها أنثني هاطلا من جدائلها . أين أذهب منها إذا سقطت دمعتاها ؟ إذا أسكرتني اختماراتها ؟ وتقول : حرام تضيع عينيك في سفح جنيةٍ لا تراك ولا تشتهي أن تقاسم روحك كعكتها. و تقول : أحس بأنك ذنبي الذي جاءني بغتة وهوى في هواك ، أحسك موالي َ المختبي في ضلوعي َ مذ رعشتين ، تسائلني عن غموض سرائرها ، وأنا في السرائر متقدٌ كالفجيعة حين أرى السهم يخرقني . هي جنية لا اتصاف لها غير جنحٍ يفيض بجنحي ، ومئذنة ٍ في مصلاي منسدل شعرها .. وتريد الغرام بها عربيا كهمسة أنثى لعاشقها في المساااء.