طاقة نظيفة.. مستقبل واعد: محطة عدن الشمسية تشعل نور الأمل في هذا الموعد    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    "نوخان شبوة" تُسقط شبكة مخدرات: 60 كيلو حشيش في قبضة الأمن    "طاووس الجنان" و"خادمة صاحب الزمان"...دعوة زفاف لعائلة حوثية تُثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب مافيها(صورة)    الحكومة تطالب بتحرك دولي لوقف تجنيد الحوثي للأطفال تحت غطاء المراكز الصيفية    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    الدوري الاوروبي ... ميلان وليفربول يودعان البطولة    الدوري السعودي ... الشباب يكتسح ابها بخماسية    "لا حل إلا بالحسم العسكري"..مقرب من الرئيس الراحل "علي صالح" يحذر من مخيمات الحوثيين الصيفية ويدعو للحسم    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    انفجار مقذوف من مخلفات الحوثي في 3 أطفال في قعطبة    الحوثيون والبحر الأحمر.. خطر جديد على كابلات الأعماق مميز    مصرع وجرح عدد من العناصر الإرهابية على يد القوات الجنوبية بوادي عومران    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    لجنة الطوارئ بمأرب تباشر مهامها الميدانية لمواجهة مخاطر المنخفض الجوي    انطلاق أعمال الدورة ال33 للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) لأفريقيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة الى 33.970    سقوط 9 مدنيين في الحديدة بسبب الألغام ومخلفات الحرب خلال مارس الماضي مميز    الرئيس: مليشيا الحوثي تستخدم "قميص غزة" لخدمة إيران ودعم الحكومة سيوقف تهديداتها    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    إسقاط طائرة تجسس حوثية في شقرة بمحافظة أبين    تأجيل مباريات الخميس في بطولة كرة السلة لأندية حضرموت    دراسة: اقتصاد العالم سيخسر 20% بسبب التغيرات المناخية    عن العلامة اليماني الذي أسس مدرسة الحديث النبوي في الأندلس - قصص رائعة وتفاصيل مدهشة    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    ترحيل آلاف اليمنيين من السعودية    أضرار مادية وخسائر بشرية بسبب الفيضانات شرقي اليمن وإغلاق مدينة بالكامل    ركلات الترجيح تحمل ريال مدريد لنصف نهائي الأبطال على حساب السيتي    ليلة للتاريخ من لونين.. وخيبة أمل كبيرة لهالاند    أهلي جدة: قرار رابطة الدوري السعودي تعسفي    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    فضيحة قناة الحدث: تستضيف محافظ حضرموت وتكتب تعريفه "أسامة الشرمي"    غرق شاب في مياه خور المكلا وانتشال جثمانه    بن بريك يدعو لتدخل إغاثي لمواجهة كارثة السيول بحضرموت والمهرة    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    ثلاث مساوئ حوثية أكدتها عشرية الإنقلاب    اليمن: الكوارث الطبيعية تُصبح ظاهرة دورية في بعض المحافظات الساحلية، ووزير سابق يدعو لإنشاء صندوق طوارئ    مأساة إنسانية: صاعقة رعدية تُفجع عائلتين في تعز    على رأسهم مهدي المشاط ...ناشطة حوثية تدعو إلى كسر الصمت حول قضية السموم الزراعية في اليمن    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    مفاجأة صادمة ....الفنانة بلقيس فتحي ترغب بالعودة إلى اليمن والعيش فيه    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    10 أشخاص ينزحون من اليمن إلى الفضاء في رواية    نيابة استئناف الامانة تتهم 40 من تجار المبيدات والأسمدة بارتكاب جرائم بيئية وتعريض حياة الناس للمخاطر    خطة تشيع جديدة في صنعاء.. مزارات على أنقاض أماكن تاريخية    وللعيد برامجه التافهة    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تراث الجنوب وفنه يواجه.. لصوصية وخساسة يمنية وجهل وغباء جنوبي    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    تخيل أنك قادر على تناول 4 أطعمة فقط؟.. شابة مصابة بمرض حيّر الأطباء!    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قبلة السياح الأولى ومتنفس العاصمة صنعاء!
شبام المحويت..
نشر في الجمهورية يوم 14 - 05 - 2011

شبام مدينة جميلة تحتضن زوارها وتجذبهم للعودة إليها مراراً وتكرراً وذلك لطيب هوائها ولجمالها الفريد الذي يجمع بين عبق التاريخ وبين جمال الحاضر، لايزال التراث اليمني الأصيل هو ما يميز هذه المدينة ..عندما تقصد مدينة شبام ينتابك شعور بالسعادة وسط جمال الطبيعة الذي يأسرك ويتجه بك نحو عالم من الإحساس المرهف لسحر التراث الذي يبرز في طياته تاريخاً مشرقاً صنعه اليمانيون القدماء فالتجارب الإنسانية سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية تكتنز المخزونات التراثية المادية والمعنوية التي تمثل ذاكرة الشعوب بامتياز.
شبام كوكبان مدينة تعشق زائريها وتمنحهم غراماً من نوع خاص تجدها ليلاً نائمة بأحضان جبل كوكبان الذي يضفي عليها جمالاً طبيعياً وهو يرسل لها ذبذبات على موجات الشوق والإبداع الإلهي ليجعلها فاتنة تغازل القلوب والأفئدة دون استئذان على أوتار الغنج والأحاسيس المرهفة، لا سيما عندما تكشف مفاتنها السبئية والحميرية ينتابك شعور بالعشق والغرام لهذه المدينة التي كافأها قاطنوها ومحليوها بسهام من اللامبالاة “الجمهورية” أعدت هذا الملف الذي يفرد صفحاته لدرة شبام كوكبان ومقوماتها السياحية.. شبام كوكبان واحدة من المدن ذات التاريخ العريق وهي بوابة المحويت الشرقية يعود تاريخها إلى ما قبل القرن السابع قبل الميلاد وأول ظهور لها حسب المؤرخين كأن في نقش النصر الموسوم ( ب res3945) والذي دونه “كرب آل وتر بن ذمار على مكرب سبأ في القرن السابع قبل الميلاد، إلى جانب “مدينة السوداء في الحوف ووادي ضهر وغيرها، وبعد أن هزم هذا المكرب ملك مملكة نشن ضم شبام كوكبان إلى مملكة سبأ، وبعدها بدأ السبئيون يتجهون إلى الاستيطان في قيعان الهضبة الوسطى خاصة قاع البون وقاع الرحبة وصنعاء وقاع سهمان وقاع جهران، وأقيمت في تلك القيعان وأطرافها العديد من المدن السبئية. ومدينة شبام واحدة من المدن التي استوطنها السبئيون لتوسيع رقعة الدولة السبئية وتثبيت أركانها وتأمين حدودها وانتقلت إلى هذه المدينة بعض العشائر السبئية نسبة إلى سبأ القبيلة وليس سبأ الدولة وقد وصلت هذه المدينة مستوى متقدما من الرقي الثقافي والديني تمثل في النحت الصخري لتشكل فيها غرف تم استخدامها كمقابر وتنتشر هذه المقابر على صخور جبل ذخار المواجهة لمدينة شبام.
تاريخ مشرق للمدينة
مدينة شبام كانت قديماً تسمى »يحبس» وهو اسم حميري من نسل أقيال حمير وسميت شبام نسبة لشبام بن عبدالله بن جشم بن حاشد الذي سكنها وتختبئ مدينة شبام خلف سورها الحصين الذي يرجع بناؤه للقرن التاسع الميلادي والذي وصفه قطب الدين النهرواني أثناء فتح الوالي العثماني سنان باشا التركي للمدينة في مطلع القرن السادس عشر الميلادي بأنه سور من الطين الشديد كالحديد وقد كانت تتخلل السور أربع بوابات تم هدمها من قبل القوات العثمانية ولم يعد باقياً منها سوى باب المدينة، وإلى جانب التاريخ العريق لمدينة شبام فإنه مازالت شبام تضم عدداً من المعالم الإسلامية القديمة كالمساجد والأضرحة والأبنية القديمة التي تعود للعصور الوسطى وتربط شبام بكوكبان طريق قديمة مازالت موجودة وتسمى حالياً عقبة كوكبان، وقد تم استخدام هذا الطريق في العصور الوسطى وهي طريق منحوتة في الصخور، وكانت تلك الطريق تغلق من أعلى الجبل أثناء الحروب بواسطة سقاطات حجرية، وبذلك لا يمكن الصعود إلى حصن كوكبان؛ لأنه محاط بتحصينات طبيعية صعبة المرتقى. وتتميز منازل مدينة شبام كوكبان بطابعها المعماري الفريد والذي يعكس براعة اليمنيين في الهندسة المعمارية وتشكل البيوت لوحات معمارية وزخرفية رائعة في التناسق والجمال.
الجامع الكبير بشبام
يقع الجامع وسط مدينة شبام كوكبان بُني في القرن الثالث الهجري وينسب بناؤه للأمير اليعفري أسعد بن أبي يعفر “282 331” هجرية وتأتي أهمية الجامع لقدم بنائه، إضافة إلى تخطيط هذا الجامع على نمط الجوامع الأولى التي انتشرت في معظم أرجاء العالم الإسلامي، وهو ذو الصحن المكشوف وتحيط به أربعة أروقة، أكبرها رواق القبلة وتوجد سمات مشتركة بين زخرفة مصندقات الجامع وبين زخرفة مصندقات الرواق الشمالي للجامع الكبير بصنعاء.
دراسة أثرية
ولما يحظى به الجامع قام الصندوق الاجتماعي للتنمية بإعادة ترميمه حيث يقول أخصائي الآثار القديمة، رئيس الفريق الأثري بجامع شبام المهندس حسين العيدروس: نتيجة لما تعرض له جامع شبام كوكبان من إهمال كبير ولفترة زمنية طويلة وكانت نتائج هذا الإهمال وخيمة ولكون هذا الجامع يُعد معلماً أثرياً نادراً فقد قام الصندوق الاجتماعي للتنمية بتقديم التمويل المالي لهذا المشروع وأوكلت إلينا مهمة الإشراف على تنفيذ جزء من توثيق الآثار قبل البدء بأعمال الترميم والصيانة وذلك بحفر مجسات اختبارية أثرية، إلى جانب التوثيق الأثري المعماري في الجامع ومحيطه الخارجي وقد حددت بعض الأهداف العلمية من وراء ذلك، منها التعرف على المراحل الأولى لبناء وتأسيس الجامع ومعرفة التوسعات التي طرأت عليه منذ تأسيسه والمراحل التي مر بها ومعرفة العلاقة بين الجامع ومحيطه، لاسيما وأن ثمة مؤشرات تدل على أن المنطقة قد استوطنت ولعبت دورا مهما قبل الإٍسلام والشواهد المعمارية والفنية وكذلك النقوش القديمة.
بالإضافة إلى معرفة أساليب وأنماط البناء والمواد المستخدمة ومصادرها سواءً في الجامع أو محيطه والتعرف على أسباب ومصادر الضرر التي تعرض لها الجامع ومازال يتعرض لها والتأكد من احتمال إنشاء الجامع على أنقاض مبانٍ قديمة وربما مبان هامة تعود لمرحلة ما قبل الإسلام لما للموقع من مميزات طبوغرافية من دلالات على أهميته فهو مركز المدينة وكذلك فإن مواد بناء الجامع والمباني المجاورة كالحجارة الكبيرة وأساليب تشكيلها يدل دلالة واضحة على أنها معادة الاستخدام من مبانٍ مرحلة ما قبل الإسلام بالفعل، كما أن مهمة الفريق توثيق المواد الأثرية والقطع الفنية والنقوش المسندية في الجامع ومحيطه كونها مصدراً هاماً من مصادر كتابة التاريخ.
الجامع بُني على أنقاض قديمة
وحول النتائج التي توصل إليها الفريق الأثري قال العيدروس: خلال فترة زمنية غير متواصلة تم حفر عدد “18” مجساً أثرياً معمارياً، بالإضافة إلى توثيق السوق القديم والبوابة الشرقية للمدينة ومن خلال المجسات اتضح مايلي: إن الجامع بالفعل بني على أنقاض مبانٍ قديمة تعود لمرحلة ماقبل الإسلام وقد تم الكشف عن جزء من أرضية مبلطة ببلاطات حجرية على عمق “ 3.5م” تقريباً عند حفر أحد المجسات في صحن الجامع وقد تم أخذ عينات من الكربون هي آخر الطبقات الأثرية والتي مازلنا ننتظر النتائج أن جميع أساسات الجامع في كل الاتجاهات قد وضعت على أرضية صخرية من الحجر الرملي وأن جميع هذه الأساسات المدفونة ليست مبطنة من الجهتين بأية مادة لاحمة كالقضاض مثلاً، ولكن وضعت بعض الكسر الصغيرة من الحجارة “شلف” في الفراغات فيما بين حجارة البناء ولذلك تسربت المياه عبرها إلى داخل ردميات أرضية الجامع مما أدى إلى انتشار الرطوبة بشكل كبير أسفل أرضية الجامع؛ ولذلك ظهرت أعراض واضحة على الجدران والأعمدة وتحللت بعض الأحجار الكلسية الصغيرة وخرجت عن مواضعها وبالتالي حدث هبوط في الجدران الرئيسية والفرعية ومالت بعض الأعمدة والجدران بشكل واضح باتجاه الغرب.
نتائج مبهرة
ويواصل العيدروس عن نتائج دراسة الفريق الأثرية لجامع شبام كوكبان بقوله: أكدت المجسّات المختارة التباين الواضح في أساليب البناء في جميع أروقة الجامع وخارجه وتشابه أسلوب بناء بعض الأساسات من الخارج وخاصة الواجهة الشرقية من أسلوب البناء في عصر الدولة السبئية كما هو الحال في معبد أوام مأرب على سبيل المثال، كما أوضحت المجسّات تفاصيل التطورات والاستحداثات المعمارية على الجامع في جميع اتجاهاته، ولعل مرور الجامع قبل التوسعة الكبيرة له في عهد الدولة اليعفرية بثلاث مراحل أساسية لرفع مناسيب وأرضيات الجامع من الداخل، وربما كان ذلك بسبب استمرار الرطوبة في الجامع وأظهرت النتائج أيضاً أن استخدام بعض مواد البناء الرئيسية كالقضاض مثلاً قد ظهر في مراحل البناء القديمة بالجامع لتسوية الأرضيات وقد ظهر في ثلاث أرضيات على مراحل مختلفة بالرواق الجنوبي للجامع فقط كان أقدمها على عمق 60سم كما أكدتها المجسات ولم يظهر في رواق القبلة ولا الأروقة الجانبية كأرضيات واضحة، ولكن ظهر في الطبقات العليا كقطع مكسرة جُلبت لردم ورفع منسوب الأرض لاحقاً وبالتحديد في المرحلة قبل الأخيرة للاستحداثات التي سبقت تبليط الجامع وظهر الصحن على عمق أقل بكثير من الرواق ويدل على أن نواة الجامع كانت تشمل الرواق الجنوبي وأن التوسعات حدثت في الاتجاه الشمالي في مرحلة الدولة اليعفرية وأكدت المجسّات أن ثمة قناة كبيرة لتصريف المياه تمر أسفل صحن الجامع والرواق الشرقي كانت هي التي يتم من خلالها تصريف مياه الأمطار من وسط الصحن واتضح أن أسباب الضرر الذي لحق بالجامع كان نتيجة إهمال وتغيير مجاري التصريف بالجامع ولم يكن التغيير بشكل مدروس.
مجسّات أثرية
وقال العيدروس: لقد أمدتنا تلك المجسَّات التي تم حفرها في جامع شبام كوكبان ومحيطه بمعلومات هامة للغاية في الجانب التاريخي، منها أن المساحة التي تم بناء أساسات الجامع عليها عبارة عن أرض صخرية من نوع الصخور الجيرية المتحولة غير الصلبة جداً بحيث يمكن أن تتشبع بالرطوبة وتتمدد ومن ثم تتفتت في الفترات الرطبة التي تكثر فيها الأمطار ثم يمكن أن تنكمش في الفترات الجافة مما يسبب حركة بسيطة يمكن أن تؤثر على البناء وذلك مخلخلة القطع الصغيرة التي تثبت الأساسات والتي توضع بين الحجارة والصفوف والتي تسمى “الشلف” ويساعد على ذلك من الداخل تفكك وعدم تماسك الردميات الكثيرة التي تم بها تسوية مساحة الجامع والتي تكون أكثر عمقاً في الجهة الشرقية نظراً للانحدار الطبيعي للمنطقة.
ضريح الأمير شمس الدين
ومما يميز شبام هو احتفاظها بعدة آثار منها ضريح الأمير شمس الدين وهو الابن الثاني للإمام شرف الدين وقد شارك مع والده في حروب كثيرة ودخل في نزاع وخلافات مع أبيه وأخيه المطهر على الاستئثار بالسلطة مما أضعف شوكة حكم الإمام شرف الدين، بل وأدى إلى انهيار هذا الحكم بعد ذلك ويقع ضريح الإمام شمس الدين في الناحية الجنوبية الشرقية لمدينة شبام كوكبان والضريح عبارة عن بناء مربع الشكل تعلوه قبة طول ضلعه من الداخل “5.10” متر شيد بالأحجار السمكية الصلدة ويتوسط جداره الجنوبي مدخل أبعاده “1.50*1.20 متر” يعلوه عتب حجري عليه نص كتابي محفور بخط النسخ يقرأ “لا إله إلا الله محمد رسول الله” ويعلو العتب نافذة صغيرة وعلى يمين ويسار النافذة كتابات محفورة في الجانب الأيمن “ بسم الله الرحمن الرحيم” وتغطي السقف قبة نصف كروية ترتكز على حنايا ركنية بارزة من الداخل ويحتوي الجانب الجنوبي لساحة القبة من الداخل على تابوت خشبي تحيط به مصاطب مرتفعة أقيمت حول القبور.
زخارف فنية وجمالية
تزين واجهات الأعمدة في داخل قبة الضريح زخارف نباتية محفورة على الجص ويدور حول إطار المحراب شريط كتابي بخط النسخ يقرأ “ بسم الله الرحمن الرحيم هو الله لاإله إلا هو عالم الغيب والشهادة.....” وينتهي “ وهو العزيز الحكيم” ويعلو شريط المحراب عقد مدبب تزينه كتابات غير واضحة تتوسطه زخرفة جصية مكونه من دائرة هندسية بداخلها كتابات مكررة أما الحنايا الركنية، معظمها زخارف جصية محفورة نفذت بمهارة عالية حيث غطيت إطارات الحنايا الركنية بزخرفة هندسية على شكل مربعات، كما زخرفت بزخارف نباتية على شكل مراوح تخيلية للتابوت الخشبي من جوانبه الأربعة زخرفة كتابية نفذت على أرضية أهمها على الواجهة الشمالية تتضمن اسم وألقاب صاحب التابوت وعلى جانب التابوت توجد أربعة قبور عليها شواهد من حجر البلق.
سوق يفوح بعبق التاريخ
يقع السوق القديم في وسط مدينة شبام بجانب الجامع الكبير بالمدينة، كما كان سائداً في تخطيط المدن الإسلامية الأولى مثل الكوفة والبصرة والفسطاط وسامراء ويتكون السوق من مجموعة من المحلات الصغيرة المفتوحة على جانبي الشوارع الضيقة للسوق، وكان يخصص لكل صناعة أو سلعة جانب معلوم من السوق العام ويضم السوق القديم حالياً ما يزيد عن “160” محلاً تجارياً موزعة على عدة أجزاء وممرات أهمها سوق المعطارة وسوق الحبوب وسوق الزبيب وسوق الخضرة وبعض هذه المحلات شارفت على التصدع بسبب إهمالها.
السمسرة ودار الحكومة
مازالت مدينة شبام تحتفظ بالعديد من المعالم الأثرية منها دار الجمرك “السمسرة” والتي تقع بالقرب من الجامع الكبير على بعد “100” متر وتطل على ساحة سوق المدينة وهي عبارة عن بناية مكونة من ثلاثة أدوار ويتوسطها بوابتها الرئيسية وتنسب هذه السمسرة إلى السيدة الشريفة آمنة بنت عبدالقادر ضمن الأعمال الخيرية التي أوقفتها لمدينة شبام على وجه الخصوص.
ومن المعالم أيضاً دار الحكومة والتي كانت قديماً مقراً للحكم وتقع على يسار الداخل من الباب الرئيسي لمدينة شبام كوكبان وتتكون من ثلاثة طوابق الطابق الأول هو أصل المبنى القديم والمدخل الرئيسي يتوسط واجهة المبنى المطلة على الشارع يعلوه عقد حجري نصف دائري، أعلى العقد لوح من الرخام نقشت عليه كتابة عن طريق الحفر الغائر بخط النسخ الذي نفذ بأسلوب متقن وفني يمثل النص التأسيسي للمبنى على هيئة أبيات شعرية.
الحمام القديم
يقع الحمام في الجهة الشمالية لسور المدينة ويحتل مساحة صغيرة لذلك نجح المعمار اليمني في تصميمه على هيئة مستويات عديدة حتى تستوعب مساحته الصغيرة الصالات المكونة للحمام وهي الصالة الباردة والصالة الدافئة والصالة الساخنة، بالإضافة إلى صالة خلع الملابس وهو مشابه لطراز الحمامات الرومانية ويحتوي الحمام على قبة تغطي المساحة التي تلي البوابة الرئيسية ويعود تاريخه إلى فترة حكم الدولة اليعفرية وهو الحمام الوحيد في المدينة.
النظافة والصرف الصحي
مدينة شبام جميلة كونها ما زالت تحتفظ بمفاتنها الطبيعية، لكن لا يزال هناك قصور واضح في النظافة والصرف الصحي رغم تنفيذ عدة حملات للنظافة، لكن كل حملة تنتهي بانتهاء مدتها، ويعود الأمر إلى ما كان عليه، بالإضافة إلى مساحة تبلغ حوالي سبعة أمتار من الطريق الرئيسي غير مسفلتة تتسبب في حوادث مرورية وهذه المساحة بالقرب من مبنى المجلس المحلي للمديرية، ومع ذلك لم يوله المجلس المحلي للمديرية أي اهتمام.. هذه المخالفات تشوه الوجه الحضاري للمدينة الجميلة التي تبحث حثيثاً عمن يهتم بها وتنادي هل من مجيب!؟
منتزه ظفران
ونحب أن ننوه إلى الدور الذي قام به مكتب السياحة بالمحافظة من خلال متابعة المجلس المحلي بالمحافظة ومجلس الترويج السياحي حيث تم تنفيذ منتزه ظفران السياحي الذي يطل على مدينة شبام وحمامات في البساتين والذي طور الخدمات السياحية بالمدينة ويأمل السياح المحليون والأجانب أن تتطور الخدمات السياحية؛ كون شبام تعد متنفساً طبيعياً مفتوحاً للعاصمة صنعاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.