يسعى فرع الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي(سهل تهامة) إلى تنفيذ استراتيجية زراعية ضمن خطة متوسطة المدى بهدف حل الكثير من المشاكل التي تواجه المزارع في السهل التهامي وزيادة الإنتاج الزراعي كماً ونوعاً بشقيه النباتي والحيواني، وبما يتناسب مع الأنظمة الزراعية الإنتاجية السائدة في الإقليم (المطري والمروي) في حوار ال”الجمهورية” مع المهندس عبد الله محمد الكبس –مدير عام فرع الهيئة يسلط الضوء على مجمل الأنشطة التي تقوم بها الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي بتهامة فإلى نص الحوار . ^^.. متى بدأ العمل بسهل تهامة؟ بدأ العمل البحثي بسهل تهامة على مراحل واكبت احتياجات الإقليم كاختيار تقنيات أو تطويعها أو حل مشاكل تواجه الإقليم والمزارع على النحو التالي: في عام 1970م بدأ العمل البحثي للبحوث الزراعية في منطقة الجربة(زبيد) ضمن إطار مشروع وادي زبيد. في عام 74م تم تأسيس قسم للأبحاث الزراعية ضمن الهيئة العامة لتطوير تهامة، وفي عام 77م تم تطوير القسم إلى إدارة للأبحاث الزراعية ضمن الهيئة، وفي عام 79م تم إنشاء المحطة الإقليمية لأبحاث تهامة ومقرها منطقة الجربة وفي عام 81م بدأ العمل البحثي بمنطقة سردود والكدن، وفي عام 83م صدر القرار الجمهوري رقم (23)الخاص بإنشاء الهيئة العامة للبحوث الزراعية، وتم دمج المحطة الإقليمية لأبحاث تهامة ضمن إطار الهيكل التنظيمي للهيئة، وفي العام 90م وبعد تحقيق الوحدة المباركة تم دمج إدارة البحوث والإرشاد الزراعي في المحافظات الجنوبية مع الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي، وفي العام 98م صدر القرار الجمهوري رقم(156)الخاص بإعادة وتنظيم الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي وأصبحت الأبحاث في تهامة فرعاً لها ومقرها الرئيسي سردود. دراسات تطوير الإنتاج ^^.. ماهي المهام الرئيسية لفرع الهيئة؟ يمكن استعراض أهم المهام الرئيسية لفرع هيئة البحوث الزراعية بسهل تهامة على النحو التالي: وضع السياسات والخطط والبرامج البحثية بسهل تهامة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة. العمل على دراسة العوامل المحددة للإنتاج الزراعي بشقيه(النباتي والحيواني) ووضع الحلول المناسبة بما يكفل رفع الإنتاجية من وحدة المساحة وزيادة الإنتاج الزراعي في الإقليم. إجراء الدراسات والبحوث التطبيقية والتطويعية لمعالجة المشاكل الزراعية بسهل تهامة. إنتاج البذور والغراس للمحاصيل الزراعية وتوفيرها للجهات ذات العلاقة والعمل على نقل التكنولوجيا الزراعية للمستهدفين بالتنسيق مع الأجهزة الإرشادية في الإقليم بالتنسيق مع المراكز والمعاهد والمؤسسات البحثية المحلية والعربية والدولية لتبادل الخبرات والمعلومات بهدف تطوير الإنتاج الزراعي بسهل تهامة. إعداد وتوثيق وتعميم ونشر نتائج البحوث والدراسات وتبادلها مع المؤسسات والهيئات ذات العلاقة. إطلاق أصناف إنتاجية ^^..ما أبرز إنجازات فرع الهيئة في مجال التحسين الوراثي؟ نستطيع القول إن فرع الهيئة لديه اهتمامات كبيرة وواسعة في مواكبة التنمية الزراعية على مستوى الجمهورية بشكل عام وسهل تهامة بشكل خاص؛ باعتبار تهامة سلة الغذاء للجمهورية اليمنية ومن أهم هذه الإنجازات..إطلاق وتعميم العديد من الأصناف لمختلف المحاصيل الزراعية التي تمتاز بملاءمتها لظروف سهل تهامة سواء منها الحقلية أو البستانية. إطلاق صنفين لمحصول الذرة الرفيعة هما رماع”1” ورماع”2”ويمتاز الصنفان بإنتاجيتهما العالية ومقاومتهما لحشرة الهاموش. وفي محصول الدخن تم إطلاق وتعميم سبعة أصناف هي(كدن 1و2و3و4و5)، مركب زبيد، دخن تهامة..وتمتاز جميعها بالإنتاجية العالية والتأقلم مع البيئات المختلفة. وفي محصول الذرة الشامية تم إطلاق وتعميم أربعة أصناف (تهامة 1 و2و3) وسيتي لاجوس (7931)وجميعها تمتاز بإنتاجية عالية. وفي محصول القطن تم إطلاق وتعميم الصنف (اكالا إس جي 2) وفي محصول السمسم تم إطلاق وتعميم صنف سمسم أبيض (سردود)(1) وفي محصول اللوبيا(الدجرة) تم إطلاق وتعميم صنفين هما (سردود “2”وسهام”1”) وفي إنتاج المانجو تم إطلاق وتعميم تسعة أصناف هي (سردود”5”و11و108و21و13و36و18و7، وتوتابيوري “سمكة” وجميعها تمتاز بإنتاجية عالية، منها اثنان من الاصناف الأمريكية المشهورة عالمياً بأصناف فلوريدا. أيضاً تم التوجيه بعد إجراء الدراسات بزراعة ثلاث أصناف من محاصيل الأعلاف، وصنفين لكل من الجوافة، الشمام، الحبحب، الخيار، التبغ، وصنف واحد من الباميا. تجارب بحثية ^^.. ماهي المخرجات الإنتاجية الجديدة التي تم التوصل إليها مؤخراً؟ خلال الفترة الأخيرة وخاصة الموسمين الماضيين تم إنتاج (13)تقنية منها على سبيل المثال خمسة أصناف من محصول المانجو ذات مواصفات عالمية وإنتاجية عالية من حيث الكم أو الكيف، وخمسة أصناف من محصول الدخن، نذكر منها ما يسمى بصنف كدن (1)والذي يمتاز بإنتاجية عالية من الحبوب مقارنة بالأصناف المحلية سواء كان دخنا خبتيا أو دخنا مكاويا اللذين لا يتجاوز إنتاجية الهكتار منهما في حدود (200300)كجم /هكتار في حين الأصناف المحسنة من هيئة البحوث إنتاجياتها تتجاوز (2.5 3) طن هكتار أي إن هناك قفزة نوعية من حيث الكم. وصنفان جديدان من أصناف الذرة الرفيعة هما رماع (1)ورماع(2) ويمتازان بمقاومتهما لحشرة الهاموش وهذه تعتبر أحد المخارج الهامة التي يمكن أن يستفيد منها المزارع؛ لأنه من خلال تجاربنا البحثية توصلنا إلى إطلاق أصناف الذرة اليمنية الرفيعة وخاصة في سهل تهامة تمتاز بأنها ثنائية الغرض من حيث الإنتاجية العالية للحبوب وأيضاً الأعلاف، ومعظم الأصناف التي تم إدخالها من المراكز الدولية وخاصة مركز (اكرسات في الهند) والذي يهتم بشكل كبير في أبحاث الذرة الرفيعة وتأكد بأن أصنافنا تفوقت على كثير من هذه الأصناف ...وخلال زيارتنا مؤخراً لمركز أبحاث الهند الدولي (اكرسات) وجدنا أن أصنافنا اليمنية تزرع لديهم وبشكل متفوق جداً في عمل أصنافهم المنتشرة هناك ..هذا من ناحية، الناحية الأخرى أن هذه الأصناف تتحمل الجفاف إلى حد كبير حيث والمتعارف عليه بأنها من المحاصيل التي غالباً ما تزرع على مياه الأمطار وهذا يؤكد تفوق الخبرات المتراكمة لدى مزارعي سهل تهامة.. وأيضاً من ضمن المخرجات التي تم التوصل إليها صنف جديد من أصناف الذرة الشامية ويمتاز ببذوره البيضاء والإنتاجية العالية جداً وتم التركيز عليه بشكل محدد في المناطق الشمالية لسهل تهامة وبالذات منطقة وادي مور.. وبالمقابل فقد تم اختبار هذه الأصناف من حيث النوعية والجودة أو مدى قبول المزارعين والمستهلكين لهذه المحاصيل إلى جانب تطبيق التقنيات بوادي زبيد، ورماع، وسهام، وسردود...وتحققنا من أن الناتج من هذه الأصناف مطابق إلى حد كبير للأصناف المحلية وبنفس الجودة وفي قابلية كبيرة جداً...وهذا طبعاً يعتبر رافدا كبيرا لزيادة إنتاجية وحدة المساحة وأيضاً الإسهام في زيادة الدخل القومي للبلد ولو كانت بصورة غير مباشرة، ناهيك عن العمليات الزراعية الأخرى المتكاملة التي تم التركيز عليها كحزمة التقنيات البحثية التي تم إخراجها بما يضمن استفادة المزارع منها. سلالات حيوانية ^^.. ماذا عن الدراسات التي قمتم بتنفيذها في المجالين الزراعي والحيواني؟ دراسات عديدة قام فرع الهيئة بتنفيذها سواءً اقتصادية أو اجتماعية، وأبرزها تنفيذ دراسة اقتصادية لإنتاجية القطن متوسط التيلة صنف (اكالا إس جي 2) وتنفيذ دراسة اقتصادية لإنتاجية الموز، وتنفيذ دراسة اقتصادية لحصر آفات نحل العسل، وتنفيذ دراسة حول توصيف وتصنيف أصناف النخيل، وتنفيذ دراسة حول اقتصاديات إنتاج المانجو، وتنفيذ مسح لتوصيف وتصنيف سلالات الماعز بسهل تهامة وتنفيذ مسح الغذاء والتغذية المحلية بسهل تهامة تحت ظروف الزراعة المطرية والمروية وتنفيذ دراسة الطرق السائدة لدى المربين للثروة الحيوانية في تهامة لتحديد الصفات الإنتاجية والتناسلية لسلالات الأبقار المحلية. وفي مجال الإنتاج الحيواني تم تعميم بعض التقنيات أهمها: إطلاق وتعميم تقنية الكفاءة الغذائية للثروة الحيوانية لزيادة وزن العجول باستخدام آلة تقطيع الأعلاف، وكذا إطلاق وتعميم تقنية استخدام مستخلص بذور أشجار(المريمرة) الحراجية في مكافحة القمل على الأغنام بسهل تهامة، وأيضاً إطلاق وتعميم تقنية تزيد من كفاءة تغذية الثروة الحيوانية باستخدام المخاليط العلفية(القطنية * ذرة رفيعة) ^^.. ماهي التقنية المتبعة لديكم في مجال إدارة التربة والمياه؟ تقنية برمجة ري الذرة الشامية (صنف سيتي لاجوس 7931) وتمتاز بخفض كمية مياه الري وخفض التكاليف وبالتالي زيادة العائد الصافي. تقنية الري التسميدي على محصول الموز وتمتاز بترشيد استخدام السماد والمياه انخفاض تكاليف الري إلى (50%) تقنية تحسين كفاءة الري السطحي الموز وتمتاز بترشيد استخدام المياه بمعدل يصل إلى حوالي (52%) مقارنة بطريقة المزارع. وقاية من الآفات الزراعي ^^.. معروف أن المبيدات لها مخاطر كبيرة على المحاصيل الزراعية ما هي التقنية المتبعة في مجال وقاية المزروعات؟ الجميع يعرف أن المبيدات لها مخاطر كبيرة وقد تؤثر على الإنسان والحيوان والتربة وتم التركيز مؤخراً على استخدام بعض البدائل الممكن اتباعها في الحد من انتشار الآفات الزراعية المختلفة فمثلاً هناك تقنية الزراعة المبكرة لمحصود السمسم وتمتاز بحماية المحصول من الإصابة بحشرة ذبابة الانتفاخ ودودة القرون. وهناك المكافحة الكيماوية للأعشاب على محصول البصل، والمكافحة الكيماوية للنمل الأبيض “الأرضة” على محصول الذرة الشامية، والمكافحة الكيماوية للنمل الأبيض “الأرضة” على محصول الفلفل الحار “ البسباس” وهناك مكافحة آفات التربة باستخدام التعقيم الشمسي. حقول إرشادية ^^.. كيف تقيم مستوى التنسيق بين الهيئة والجهات ذات العلاقة؟ التنسيق لدينا يتم مع كثير من الجهات سواء الإرشادية أو إكثار البذور أو الجامعات والمعاهد الزراعية، فهناك فيما يتعلق بإنتاج البذور المحسنة والخاصة بزراعة الأراضي المطرية فقد تم التنسيق مع الإرشاد الزراعي وأيضاً مع الإخوة في إكثار البذور ومنظمات دولية مدعومة من قبل الفرنسيين. وتم التجربة على بعض أصناف الدخن والذرة الرفيعة في منطقة وادي سهام وفي مناطق من حجة والمحويت وحققنا نجاحا كبيرا جداً وملموسا وطبعاً نحن نعمل في إطار فرع الهيئة بالتنسيق الكبير مع الإخوة في الإرشاد الزراعي، فلا توجد بحوث بدون إرشاد وبدون إكثار ..والعلاقة بيننا قوية وهناك ما يسمى بحلقة العمل الربعية التي تعقد ما بين الأبحاث والإرشاد الزراعي بصورة دورية، وهناك أيضاً أيام حقلية يتم تنفيذها في حقول المزارعين. الإنتاج الحيواني مهمل ^^.. لماذا لم يخص الإنتاج الحيواني بالاهتمام الذي يستحقه؟ للأسف الشديد لم يحض الإنتاج الحيواني بالاهتمام الكافي؛ باعتباره يمثل النصف الآخر في الإنتاج الزراعي، إلا أن هناك بعض التقنيات الفنية في إطار الإنتاج الحيواني، ولدينا برنامج مستقبلي لتربية الثروة الحيوانية وفي هذا المجال تم تأهيل عدد من الكوادر العاملة لدينا للدراسات العليا وإن شاء الله حين تخرجهم سيتم رفد ودعم برامج التربية للثروة الحيوانية لتحسين السلالات المحلية الموجودة والتوجه حالياً التركيز على أبحاث الأبقار وبشكل أساسي ورئيسي باعتبار أن هناك مركزا متخصصا على مستوى الجمهورية وهو مركز أبحاث السلالات الحيوانية بمحافظة لحج. المعامل البحثية ^^.. ما هي المعوقات التي تواجه فرع الهيئة؟ المعوقات متعددة وفي حالة حلها أعتقد أننا سوف نحقق كامل الأهداف المرجوة وأهم هذه المعوقات عدم إيصال التيار الكهربائي للوحدات السكنية الموجودة لدينا والتي أصبحت المباني جاهزة منذ عامين.. عدم شراء أراضي الجربة من الملاك وبالتحديد ما يسمى بالمحطة الفرعية للبحوث الزراعية بمنطقة الجربة قد تحد من أنشطتنا الموجودة في هذه المنطقة.. عدم تحديد الأصول في الأبحاث وعدم الاهتمام بالمعامل البحثية الموجودة من حيث دعمها بالأجهزة الحديثة وتدريب الكوادر، ورفدها بالمحاليل الكيمائية اللازمة لذلك تغيب الكثير من التخصصات الموجودة والتي يتطلب العمل البحثي التركيز عليها.. انتقال كثير من الكوادر بسهل تهامة وعدم توفير البديل وهذه تمثل لنا مشكلة كبيرة، ونتمنى أن تحقق جميع العوامل اللازمة لتأمين الاستقرار النفسي للباحثين ورفدهم بكوادر مرجعية عن الإدارة العامة للهيئة. ^^.. ماهي الاتجاهات المستقبلية للبحوث الزراعية بتهامة؟ يسعى فرع الهيئة إلى عمل إستراتيجية زراعية ضمن خطة متوسطة المدى "خمس سنوات" تهدف إلى حل الكثير من المشاكل التي تواجه المزارع في الإقليم، وزيادة الإنتاج الزراعي كماً ونوعاً بشقيه النباتي والحيواني، وبما يتناسب مع أنظمة الري الزراعية والإنتاجية السائدة في الإقليم.. وأبرز هذه الاتجاهات: التركيز على البحوث النوعية في مجال المحاصيل الحقلية والبستانية تحت النظامين الإنتاجيين المروي والمطري، إلى جانب رفع إنتاجية الحبوب في وحدة المساحة ضمن مشروع نقل حزم التقنيات البحثية للمحاصيل الرئيسية السائدة في سهل تهامة “دخن، ذرة رفيعة، ذرة شامية”. ترشيد استخدام مياه الري ورفع كفاءة استخدامها للحفاظ على المياه الجوفية. التركيز على أبحاث إدارة المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية بسهل تهامة. التركيز على الأصول الوراثية النباتية للمحاصيل الحقلية والبستانية المختلفة للحفاظ عليها وكذا الاستفادة منها كمصادر وراثية في برامج التربية المستقبلية. التركيز على تطوير بحوث الثروة الحيوانية وصحة الحيوان ونحل العسل.
