مشكلات اجتماعية عديدة تعترض كل من يحاول أن يلج على استحياء شديد عالم الثقافة الجنسية ومعرفة بعض خفاياه، كون ذلك من وجهة نظر المجتمع من المحظورات الواجب بقاؤها طي الكتمان.. وهذا ما يجعل العلاقة الجنسية قبل الزواج عالماً مغلفا بالغموض والأسرار والمخاوف. ظل “عصام” طيلة عام ونصف بعد زواجه يعاني قصورا جنسيا يتمثل في عدم الانتصاب والإثارة الكاملة.. الحيرة تملكته من هذا القصور الذي أثر بصورة سلبية على علاقته الزوجية. الخجل وقف حجر عثرة في طريق علاجه.. والنتيجة كانت الطلاق، وحالة نفسية تسللت إليه وتمكنت منه! الزوجة ضحية العلاقة الحميمية والخاصة جداً بين الزوج “و.م”والزوجة “ن.ص” لم تكن أبداً كما يرتبان لها ويتمنيانها، بل العكس من ذلك ما حصل.. آلام وأوجاع مبرحة كانت تفسد متعة هذه العلاقة والسبب مفاهيم مغلوطة ظلت مسيطرة على الزوج حول الفحولة وأنها لا تتجلى إلا بمقدار الألم الكبير الذي تشعر به الزوجة، نتج عنه مضاعفات حولت هذه العلاقة إلى كابوس مرعب للزوجة المسكينة، وبالرغم من أنها حاولت مراراً وتكراراً أن تفهم الزوج ضرورة مراعاة حالتها الصحية المتدهورة وعرضها على طبيب أو طبية اختصاصية ولكن دون فائدة.. لأن ذلك ومن وجهة نظر الزوج الفحل “عيب”؟! ستة أشهر صعبة بشير، تعايش مع القلق المتزايد خاصة مع اقتراب موعد زفافه استسلم لحالة الخوف من ليلة الدخلة.. وإمكانية تعرضه لانتكاسة جنسية تضعه في موقف محرج أمام أهله وأصدقائه.. هذا بالإضافة إلى اعتياده ممارسة العادة السرية الشائعة جداً بين أقرانه من الشباب والتي بالمقابل ستضعف قدرته الجنسية. وبالفعل فكل ما أقلقه حدث يوم زفافه.. وانتكاسته حصلت واستمرت ستة أشهر طويلة ثقيلة جداً بالنسبة إليه عاشها داخل غرفة نومه أسيراً لحيطانها الموحشة وأفكاره الموجسة القلقة، التي قادته إلى طريق أبواب المشعوذين والمدعين كذباً العلاج بالقرآن حتى قبل أن يعرض نفسه على طبيب مختص يشخص حالته تشخيصاً دقيقاً ويصف له علاجاً نافعاً وكل ذلك ناتج عن خوفه من اكتشاف أمره. انتكاسة متعة امرأة في الثانية والثلاثين من عمرها.. تتمتع بقدر عال من الجمال.. تزوجت زوجها الأول وعاشت معه مدة ست سنوات وبعد وفاة الزوج بأشهر قليلة تزوجت من آخر مدة شهرين.. انفصلا بعدها كونهما اختلفا حول مسائل مادية، إلا أنها تصف حياتها الجنسية مع الزوج الثاني بكثير من الارتياح.. وتؤكد أنها لم تهنأ بممارسة جنسية ممتعة ومكتملة إلا معه وهذا عائد لظروف الزوج الأول الصحية وإصابته بانتكاسات جنسية ظلت مصاحبة له ويتعايش معها ويقبل بها كأمر محتوم حتى وفاته. الخوف بالمرصاد أخرى في السابعة والعشرين.. الزواج أمنيتها غير أن الخوف من واقع سمعت عنه أشياء وخبايا جعلها تؤجل الفكرة حتى حين.. وسرعان ما تعاودها فكرة الزواج مجدداً وهذا شيء طبيعي وغريزي فهي مثل غيرها تمتلك مشاعر وأحاسيس ورغبات عاطفية وجنسية وتبحث عن زوج يتعامل معها بصورة راقية.. زوج يقدر ويؤمن بضرورة اكتمال العلاقة بينهما جنسياً وقبل ذلك عاطفياً. صدمة عنيفة “أحمد” 22عاماً قروي.. جاء به أهله إلى عيادة طبيب اختصاصي في الأمراض الجنسية وهو في حالة لاوعي ناتجة عن صدمة عنيفة تعرض لها ليلة دخلته، والسبب أن أحمد وبعد إلحاح شديد داوم أربعة أعوام على والده بتزويجه تحقق له ما أراد ومن الفتاة التي اختارها هو بنت عمه بعد انقضاء مراسيم الزواج دخل إلى غرفة نومه.. أطفأ الضوء واقترب ببطء شديد من عروسه وبهمجية تعامل معها كي يبرهن للحشد الكبير من أهله وأقاربه المنتظرين خارج الغرفة أنه رجل بيض وجوههم بسرعة.. وعكس ذلك ماحدث.. رفضته العروس وامتنعت عنه ليالي عدة. تخطي القصور في الوعي سلوى القدسي.. محامية متخصصة في القضايا الاجتماعية وناشطة في اتحاد نساء اليمنتعز.. سألناها عما إذا كان هناك حالات انفصال سببها الرئيسي المشاكل الجنسية عند أحد الزوجين فأجابت: في الغالب لا تفصح الزوجة أو الزوج عن السبب الحقيقي لرفع دعوى الطلاق من الطرف الآخر.. خاصة إذا كان السبب مشكلة جنسية تتمثل في قصور أو عجز ولعل الدافع من وجهة نظري هو قصور في وعي المجتمع ورفضه تخطي حاجز العيب المتوارث بصورة تقليدية بحته.. بعيداً عن تعاليم ديننا القيمة التي واجهت مثل هذه المشكلات بتحضر مثير للدهشة، ومن الظلم انتهاء علاقة بين زوجين تحرجا من عرض مشكلتهما على طبيب مختص بعيداً عن تدخل الأهل والمجتمع.. لذا فالمشكلة في وعي المجتمع وهذا الوعي يمكن أن نرتقي به من خلال الفهم الكامل لهذه العلاقة دينياً وعلمياً.