غزة - وكالات نفى ديوان رئيس الحكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس حصول اختراق في المفاوضات الجارية مع حركة (حماس) للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى بين الجانبين. ونقلت صحيفة (يديعوت احرنوت) الاسرائيلية في موقعها الالكتروني أمس بيان الديوان تأكيده “وجود مفاوضات تجري لإعادة الجندي الاسرائيلي المختطف في قطاع غزة جلعاد شاليط” مضيفاً إنه “لم يحرز أي اختراق في هذه المفاوضات حتى الآن”. وبينت ان هذا البيان يأتي بعد تصريحات أطلقها السفير المصري الأسبق في اسرائيل محمد بسيوني التي أكد فيها ان اتفاقاً لتبادل الأسرى بين اسرائيل و(حماس) قد يجري الإعلان عنه خلال ساعات. ونقلت الصحيفة عن مصادر اسرائيلية في (الحملة من أجل جلعاد شاليط) قولها “انها لا تملك أية معلومات عن قرب التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى مع حركة (حماس)”. من جهة أخرى نقلت صحيفة (المصريون) المصرية عن السفير السابق بسيوني القول: “ان الساعات المقبلة قد تشهد إعلاناً رسمياً عن التوصل لاتفاق لتبادل الأسرى بين اسرائيل والفلسطينيين بموجبه سيطلق سراح شاليط مقابل الإفراج عن ألف أسير فلسطيني”. ورأى بسيوني أن الوقت أصبح ملائماً للتوصل لاتفاق بشأن هذه الصفقة خاصة بعد عقد اتفاق المصالحة الفلسطينية التي كانت تراهن اسرائيل على عدم إتمامه, متوقعاً إجراء التوقيع على الصفقة خلال الساعات القليلة القادمة. وأعرب عن اعتقاده أن رئيس الهيئة الأمنية والسياسية بوزارة الجيش الاسرائيلية عاموس جلعاد وصل إلى القاهرة يوم أمس لإجراء مفاوضات مع المسؤولين لتفعيل وساطتهم بصفقة تبادل الأسرى. وأوضح بسيوني “ان جلعاد حمل معه موافقة الحكومة الاسرائيلية على الإفراج عن جميع الأسرى الذين يطالب الفلسطينيون بإطلاق سراحهم”. من جهة أخرى اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي قياديين اثنين في حركتي (فتح) و(حماس) في الضفة الغربية. واعتقلت القوات الاسرائيية القيادي البارز في حركة (فتح) حسام خضر وعضو المجلس التشريعي عن حركة (حماس) عبدالرحمن زيدان إضافة إلى غسان ذوقان المحاضر في جامعة النجاح وياسر بدرساوي الناشط في حقوق اللاجئين. وقال غسان خضر شقيق حسام إن قوات الاحتلال الاسرائيلي حاصرت منزل خضر فجر أمس قبل ان يقوم نحو 50 جندياً باقتحامه. وأضاف خضر لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان القوات الاسرائيلية فتشت المنزل بواسطة الكلاب وقامت بمصادرة جهاز الكمبيوتر الخاص بشقيقه. وأشار إلى أن عملية الاقتحام الهمجية أثارت حالة من الرعب والخوف بين أبناء خضر الذين استيقظوا من النوم ووجدوا الجيش الاسرائيلي فوق رؤوسهم. وقال تيسير نصر الله عضو المجلس الوطني الفلسطيني ان عملية الاعتقال هذه جاءت لتستهدف قادة من الحركتين إنما تهدف إلى العبث بالأوراق الداخلية الفلسطينية. وأضاف نصر الله في تصريح مماثل ل (كونا) ان اسرائيل تريد إحباط اتفاق المصالحة عبر اعتقالاتها قادة (فتح) و(حماس) وتحاول إرباك الساحة الفلسطينية. وأشار إلى أن خضر اعتقل لمدة ست سنوات خلال الانتفاضة الثانية وأفرج عنه قبل ثلاثة أعوام. واستنكر مركز إحرار لدرسات الأسرى وحقوق الإنسان حملات الاعتقال اليومية والمستمرة التي تطال رموز ونواب الشعب الفلسطيني من مختلف المناطق الفلسطينية. وقال المركز في بيان له ان الاعتقالات الاسرائيلية مركزة على النخب الوطنية وتطال شرائح هامة من الشعب الفلسطيني. وكانت القوات الاسرائيلية استهدفت قبل أيام اعتقال قادة حركة (الجهاد الاسلامي) في مدينة جنين, وأغلقت مؤسسات خيرية واحتجزت ثلاثة نواب من حركة (حماس) على حاجز (الكونتينر) جنوبالضفة الغربية. من جانب آخر أعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي أمس أنه نصب مؤخراً منظومة جديدة مضادة للقذائف والصواريخ في محيط بلدة (اسديروت) القريبة من قطاع غزة. ونقلت الإذاعة الاسرائيلية العامة أمس عن مصدر في هذا الجيش لم تذكر اسمه القول: “إن نصب هذه المنظومة الجديدة قرب (اسديروت) جاء لاعتراض الصواريخ التي قد تطلق نحو البلدة من القطاع”. وشدد المصدر على ان “هذه الخطوة التي قام بها الجيش تأتي في إطار ما أكد أنه عمليات التغيير الدوري لمكان نصب هذه المنظومة الدفاعية في جنوب اسرائيل”. وتقع بلدة (اسديروت) هذه إلى الشرق من الحدود مع قطاع غزة ويمكن رؤيتها بوضوح من بلدة (بيت حانون) الفلسطينية شمال شرق القطاع وهي تعد أولى البلدات في اسرائيل والتي تعرضت لسقوط صواريخ فلسطينية. وفي مارس الماضي نصب جيش الاحتلال الاسرائيلي بطاريتين من هذه المنظومة التي هي جزء مما أسماه “منظومة القبة الحديدية” التي وضع بطاريات منها بالقرب من مدينتي (عسقلان) و(بئر السبع) جنوبي اسرائيل. وأعلن هذا الجيش “ان هذه المنظومة نجحت في اعتراض ثمانية صواريخ من طراز (غراد) أطلقت على المدينتين خلال جولة المواجهة الأخيرة التي حدثت على حدود القطاع بداية شهر ابريل الماضي”. وتبلغ الكلفة الحقيقية لكل عملية اعتراض صاروخ فلسطيني نحو 40 ألف دولار, ما يعد ثمناً باهظاً مقارنة مع ثمن الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة والتي تقدّر تكاليف الواحد منها بضع مئات من الدولارات. وفي منتصف شهر ابريل الماضي كشف جيش الاحتلال عن أنه يستعد للتزود بست بطاريات أخرى ضمن منظومة (القبة الحديدية) المضادة للقذائف الصاروخية بعد نجاح المنظومة في التصدي للصواريخ الفلسطينية. وفي اسرائيل تبذل محاولات حثيثة لإظهار حالة من الرضا نحو أداء بطاريتي (القبة الحديدية) خاصة بعد التصعيد العسكري الأخير في قطاع غزةوجنوب اسرائيل بعدما تمكنت البطاريتان من اعتراض 8 صواريخ (غراد) تم اطلاقها من القطاع.