يحكى أن الهرمزان الوزير الفارسي جاء يبحث عن أمير المؤمنين الخليفة عمر بن الخطاب، فوجده نائما تحت شجرة عليه قميص مرقع بلا حراسة، فهزّ الهرمزان رأسه وقال: حكمت فعدلت فأمنت فنمت. ونظم حافظ إبراهيم هذه الكلمات على نحو: فقال قولة حق أصبحت مثلا - وأصبح الجيل بعد الجيل يرويها أمنت لما أقمت العدل بينهمُ - فنمتَ نوم قرير العين هانيها وقال عمر: والله لو عثرت بغلة في ضفاف دجلة لخشيت أن يسألني الله عنها: لِمَ لم تصلح الطريق لها يا عمر؟ ويحكى أنه ذهب بثوبه المرقعّ لفتح بيت المقدس. وقال له بعض قواده لو لبست يا أمير المؤمنين لباسا جميلا إعزازا للإسلام. فقال: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله. وشكا إليه قبطي من مصر ابن أميرها، محمد بن عمرو بن العاص، يقول القبطي: سابقته بفرسي يا أمير المؤمنين فسبقته فضربني وقال أتسبقني وأنا ابن الأكرمين؟ فدعا عمر محمدا وبطحه وجلده وقال: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟ وجاءه رجل وقال يا أمير المؤمنين لو أوصيت بالخلافة لابنك عبد الله فإنه أهلٌ لها. فقال عمر: كذبت قاتلك الله اُشهد الله على مقتك، كيف أوصي بالخلافة إليه وفي المسلمين من هو خير منه؟ [email protected]