للمرة الرابعة يقر اتحاد القدم اليمني إيقاف دوري كرة القدم حتى إشعار آخر ثم يقرر استئنافه بذات السيناريو والطريقة مع مراعاة أن يصحب الاستئناف قرارات وعقوبات وجزاءات أيضاً هي الأخرى تحمل صفة«الاستعجالية» وغير المدروسة.. فيقع الاتحاديون في مأزق جديد مع مايتخذه من خطوات فتتراكم المآزق تلك لتشكل بمجموعها أزمة كروية تفوق تعقيداتها الأزمة السياسية حدة وتشعباً وضرراً مباشراً على الكرة اليمنية, وانتكاسة لها محلياً وإقليمياً وآسيوياً..ارتجالية الإيقاف والاستئناف فإيقاف الدوري العام لكرة القدم لأربع مرات على مراحل كان قراراً إيجابياً عندما استضافت بلادنا في مدينتي عدنوأبين فعاليات البطولة الخليجية العشرين.. لكن الإيقافات الثلاثة اللاحقة افتقدت القرارات تلك للصوابية.. مثلها مثل أسلوب وطريقة إعلان إعادة استئناف مباريات الدوري.. إذ أن الإيقاف يخضع للارتجالية ويكتفي اتحاد القدم بإرسال تعميم إلى فروع اتحاداته والإعلام الرياضي يشعرهم بقرار الإيقاف المفاجئ.. ثم يقرر الاتحاديون إعادة استئناف رحلة الدوري بتعميم عبر الفاكس أو الايميل الالكتروني.. وسواءً اجتمع مندوبو الأندية بحق وحقيقة في مبنى اتحاد كرة القدم بصنعاء أم لم يحضروا فإن القرار محسوم سلفاً وليس على مندوبي الأندية سوى استلام مستحقاتهم المالية من المخصص المرصود لهم كبدل سفر للاجتماع الطارىء والبصم والتوقيع على المحضر المعد والذي لم تتم مناقشة محاوره, ولا الإدلاء بالآراء حول أية نقطة, ولايطرح شيء للنقاش.. مندوبون للبصم!! والسذاجة والغباء الذي يقع فيه إداريو الأندية هي أنهم يرسلون مندوبين لايهمهم إيصال رأي أنديتهم بشأن عملية استئناف الدوري أو اعتراضها على استئناف الدوري المفاجئ, دون الالتفات إلى الواقع الذي تمر به الأندية, وكذلك دون الاستماع إلى وجهة نظر الناديين اللذين اتخذ الاتحاد بحقهما قرار التهبيط.. وأمور أخرى يسكت عنها المندوبون ثم تصرخ الإدارات في الصحافة الرياضية وتنتقد قرار اتحاد القدم, فيما مندوبوها قد بصموا بالعشر ووقعوا على الاستئناف دون إبداء أية تحفظات في الاجتماع أو جلسة القات التي ضمتهم مع أعضاء الاتحاد العام لكرة القدم الأسبوع الفائت!! أندية النخبة.. في«حنبة» السؤال هو: هل يمكن أن يستدرك الاتحاد الكروي وأندية الدرجة الأولى الوضع المهترىء الذي يتسيد أحوالها هذه الأيام, جراء الانقطاعات ومسلسل الاستئنافات المفاجئة؟!.. وأسئلة أخرى تبحث عن إجابات تدفع اللاعبين وأنديتهم وأجهزتهم الفنية إلى الاقتناع بأن استئناف الدوري للمرة الرابعة يصب في مصلحة الرياضة والرياضيين وأن الدوري لن يتعرض لتوقف خامس يقضي على كل مايمكن تسميته ببطولة الدوري للأندية النخبة التي تمر هذه الأيام بمحنة مالية وهي فعلاً باتت في«حنبة» بعدما فرض اتحاد القدم عليها استكمال المباريات المتبقية من دوري تتنافس فيه الأندية كل شهرين ثلاثة أسابيع ثم تنقطع مثلها اضطرارياً؟! ثم ألا يتساءل مسئولو اتحاد القدم عن الظروف القاسية للأندية المتنافسة من أجل اللقب من جهة, وتلك التي تبحث عن طوق نجاة لها لتبقى ضمن دوري الأندية المحترفة؟!.. وكيف يمكن للإدارات والأجهزة الفنية من أن تعمل خلال أسبوع واحد على استعادة أعضاء الفريق, ولملمة قواها وهي تعاني قحطاً وجدباً مالياً, وقصوراً في الاستعداد البدني والجاهزية الفنية والنفسية عقب الاسترخاء الطويل والسلبي الضار باللاعبين؟! فالعوائق المالية تضاعفت, وأجبرت الإدارات والأجهزة الفنية على تسريح معظم المحترفين الأجانب بعد كل انقطاع وتوقف للدوري, كون هذه العملية تتم بدون برنامج زمني محدد التاريخ ومبين الأسباب, ومعلوم يوم استئناف الدوري.. وعليه فإن قرارات اتحاد القدم بالتوقف المفاجئ والمعاودة المفاجئة قد كبدت الأندية خسائر مالية كبيرة, استدعتها لاتخاذ خطوات التخلي عن المحترفين الأجانب, وحتى التخلص من المحترفين اليمنيين الذين يكلفون خزانة النادي هذا أو ذاك الآلاف دونما استثمار قدراته وإمكاناته والمجازفة بلاعبي النادي من الشباب أو من الذين لايزالون يؤمنون بأهمية التضحية من أجل أنديتهم التي نشأوا وترعرعوا فيها رغم قلتهم في زمن الاحتراف.. مطلوب دعم تحفيزي للأندية مانأمله أن يعمل رئيس اتحاد كرة القدم الشيخ أحمد صالح العيسي على تقوية موقف الأندية النخبة التي تريد حقاً أن تتابع خوض المباريات المتبقية لبطولة الدوري من خلال دعمها على الأقل بخمسة ملايين ريال لكل منها لتستطيع دفع رواتب ومخصصات لاعبيها ومدربيها وبعض المحترفين الأجانب الذين يمكن إشراكهم في المرحلة الختامية للدوري.. لأن من شأن هذا الدعم أن يحفز الأندية على استعادة توازنها مالياً لتواجه متطلبات مرحلة الحسم سواءً لنيل اللقب أم للهرب من الهبوط.. وقد يتبادر تساؤل عن قدرة رئيس اتحاد القدم في جلب المبالغ التي قد تربو على خمسين مليون ريال يمني إذا افترضنا منح كل نادٍ مبلغ خمسة ملايين ريال مساعدة ودعم؟!.. والجواب أن الوزارة الرياضية بقيادة الوزير عارف الزوكا يمكنها المبادرة بذلك من خلال أقساط أو الوصول إلى مبلغ مالي يمكنه أن يكون حافزاً للأندية لأن ترمم الشروخ الناجمة عن أزمتها المالية .. هذا إذا كانت الملايين الخمسة كدعم تعد رقماً كبيراً وفوق طاقة الوزارة الرياضية.. فيمكن تحويلها إلى مليونين ونصف بحيث يعطى للأندية أقساطاً أسبوعية .. لتتمكن في الحقيقة والواقع من النهوض والوقوف على قدميها من جديد. ولكي لاتنسحب معظم الأندية من خوض اللقاءات المتبقية ويقع اتحاد الكرة في حرج كبير.. أكبر من حرجه أمام الاتحاد الأسيوي أو الدولي الذي لن يستسيغ فكرة إلغاء الدوري ولن يقتنع أيضاً بلخبطة اتحاد القدم(طفي – لصي) وتوقف ..استئناف... وحتى إشعار آخر الذي يتحول إلى قرار مفاجئ وإلزامي عجيب غريب)!!! التنسيق لتفريغ الملاعب للأندية . إضافة إلى أن بعض الملاعب في المحافظات تحتاج الأندية فيها إلى تنسيق مع جهات أمنية قد تنجح المحاولات في سبيل إعطائها فرصاً لممارسة التمارين وتنفيذ البرنامج الإعدادي لفرقها الكروية ، مايتسبب في إعاقة إجراء المباريات في الواقع على هذه الملاعب ، ولذلك فلا بَّد أن يعمل اتحاد الكرة على إزالة المعوقات أمام الأندية لتمارس التمارين الاستعدادية سواءً أكانت تلعب على ملعبها أم خارج قواعد ناديها في محافظة أخرى .. .كما تحتاج الفرق إلى عامل الزمن الكافي لتعويض خسارة لاعبيها اللياقة البدنية ورفع جاهزيتهم الفنية واستعادة حساسيتهم في التعامل مع الكرة التي تناقصت كنتيجة طبيعية للإجازة الإجبارية ، والتوقف الاضطراري ، غير المحدود ولا المعلوم أوله من آخره وكون أنديتنا اليمنية لاتزال في المربع الأول من (الغباء) الاحتراف الذي سبقتنا إليه الأندية في دول الخليج والدول العربية ناهيك عن أندية العالم الكروي المتطور في اسيا وقارات أوروبا والأمريكيتين وأفريقيا . التهبيط لحسان والرشيد صحيح وخطأ!! مع أن قرار التهبيط لفريقي الرشيد وحسان اعتمد حسب اتحاد كرة القدم على اللائحة ونظراً لامتناعهما عن اللعب وعدم حضورهما إلى الملعب ودون إحاطة الاتحاد بسبب قاهر في الجولتين التاسعة عشرة والعشرين أمام فريقي اتحاد إب والعروبة بالنسبة للأخضر الحالمي، وأمام وحدة صنعاء وشباب البيضاء اللذين حضرا وغاب حسان أبين .. ورغم أن القرار الصارم والقاسي بتهبيط فريقي الرشيد الحالمي وحسان أبين له مسوغاته القانونية إلاَّ أن اتحاد القدم خلال الجولتين لم يتخذ أيه خطوة من شأنها لفت نظر الفريقين إلى خطورة انسحابهما أو غيابهما ، وإعلام إدارتيهما بعدم قبول المسوغات والأعذار والمبررات التي ذكرتها إدارتا الفريقين .. مما دفعهما إلى التمادي والغياب المتكرر الذي أحرج اتحاد القدم، وبدوره ارتجل بعض مسئولية الكبار إيقاف المسابقة الكروية دون الحصول على تأييد وموافقة أعضاء اتحاد القدم أو إجراء اجتماع طارىء للوصول إلى قرار يأخذ في الاعتبار مبررات الناديين حسان والرشيد ، ويلتفت إلى الأوضاع المالية لكليهما ، ويسهم في تخفيف الأزمة المالية للناديين ، أو إعطائهما إنذاراً نهائياً قبل إقرار تهبيطهما في جلسة مقيل!! والاتحاديون مخالفون أيضاً لسنا ندافع عن الذين يخالفون اللوائح المنظمة أو يخترقون قوانين البطولة ، لكننا نوضح ماكان ينبغي أن يقوم به اتحاد القدم باعتباره الهيئة الإدارية التي يناط بها تنفيذ تلك البنود في اللائحة بصورة صحيحة للارتقاء بالرياضة وأن لايتحول اتحاد القدم إلى هيئة أو لجنة لتسيير النشاط الرياضي بدون التزام بقانون أو لائحة، فتهمل ذلك كله ، وتتخذ قرارات عشوائية تضر الرياضة أكثر مما تفيدها .. وترتجل القرارات بمزاجية وتعسف ، ثم تطالب الإدارات للأندية بالتزام اللائحة وقوانين كرة القدم الخاصة بتنظيم بطولة دوري الدرجة الأولى .. تساؤلات إجابتها لدى الاتحاد وإذا افترضنا أن اتحاد القدم لن يتراجع عن قراره بتهبيط حسان أبين ورشيد تعز .. فكيف سيعالج تداعيات هذه الخطوة حيث سيتبقى 12 فريقاً يستكملون مباريات إياب دوري النخبة ، ومنها ماسيلتقي في الجولات القادمة حسب الجدول فريقي حسان وأبين .. فهل ستحتسب النتيجة تلقائياً 3/صفر وثلاث نقاط وتضاف إلى رصيد الفرق الأخرى أهدافاً ونقاطاً أم لا؟! وهل سيتم تنزيل جميع المباريات للفريقين ، وتبعاً لذلك ستلغى نتائج الفوز للفرق المنافسة ونقاط التعادل والأهداف أيضاً وسترسم خارطة جديدة للترتيب العام للأندية الاثني عشرة ؟! لأن الهابطين قد يتجاوزوا الأربعة الأندية !! وماذا بشأن الهبوط إذا حدثت عملية الغربلة والإزالة لنتائج حسان والرشيد.. وبخاصة أن هذه المباريات ستكون حاسمة وستتأثر بعض الأندية التي حققت الفوز على هذين الفريقين سواء فرق المقدمة أم الوسط أم التي تقبع في ذيل الترتيب ؟! إن تداعيات تهبيط حسان والرشيد قد تكون (مصائب قوم عند قوم فوائد) ....