أفادت مصادر فلسطينية أمس الأحد أن نحو 650 متضامناً أجنبياً من مختلف الدول الأوروبية وأميركا سيصلون إلى مطار اللد في الثامن من يوليو الجاري للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بدعوة من أربعين مؤسسة فلسطينية ولجان المقاومة الشعبية والقوى والفصائل الوطنية. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا): إن هذا النشاط الذي يستمر لمدة أسبوع بعنوان “أهلاً وسهلاً في فلسطين” يهدف إلى مناهضة التفرقة العنصرية والتطهير العرقي وتسليط الضوء على الإجراءات التعسفية التي تنفذها إسرائيل والمتمثلة بترحيلهم ومنعهم من الدخول إلى فلسطين في محاولة لثنيهم عن القيام بما يؤمنون به من تضامن مع الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.. واختار المنظمون الثامن من يوليو - تموز لتنفيذ هذا النشاط باعتباره الذي أقرت فيه محكمة لاهاي الدولية عام 2004 بعدم شرعية جدار الفصل والتوسع العنصري. ويشارك المتضامنون في عدة فعاليات وأنشطة تنظمها الفعاليات والقوى الفلسطينية وتشمل استصلاح أراضٍ في المناطق المهددة بالاستيلاء عليها، ومسيرات سلمية مناهضة للاستيطان والجدار، ويزورون محافظات رام الله في 9/7 وبيت لحم في 10/7 والمحافظات الشمالية في 11/7 والخليل ومنطقة الأغوار في 12/7، والنقب في 13/7، والقدس في 15-16/7. من جهة أخرى طالب كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات أمس اللجنة الرباعية الدولية بوضع صيغة تدعو إسرائيل إلى قبول مبدأ الدولتين على حدود عام 1967 وإلى وقف الاستيطان في الأراضي المحتلة ومنها مدينة القدس.. وأعرب عريقات عن الأمل “في قبول اللجنة الرباعية التي تعقد قمتها في واشنطن الأسبوع المقبل مطالب الفلسطينيين” مضيفاً “إننا طلبنا من أعضائها تفهم موقفنا”. وأوضح “أننا ناشدنا اللجنة إلى تفهم موقفنا الخاص بالتوجه للأمم المتحدة للحصول على عضوية بحق متساوي مثل مختلف دول العالم للحصول على الاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967”.. وقال الدكتور عريقات: “إننا لسنا ضد إقامة الدولة الفلسطينية في حال عدم موافقة إسرائيل استئناف المفاوضات على أساس مبدأ الدولتين لحدود عام 1967 مع وقف الاستيطان في الأراضي المحتلة ومنها القدس”. ورأى عدم وجود تعارض بين التوجه للأمم المتحدة للحصول على عضوية لدولة فلسطين فيها والسعي إلى وقف الاستيطان الإسرائيلي وقبول إسرائيل مبدأ الدولتين على حدود عام 1967 من أجل استئناف المفاوضات. وعن إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الليلة الماضية عن رغبة الكثير في العالم عرقلة توجه السلطة للأمم المتحدة وإمكانية إخفاق الجهود الفلسطينية في الحصول على اعتراف أكد عريقات عدم وجود “شيء مضمون في هذه الحياة”. وأضاف: إن مكانة فلسطين كدولة مأخود من القرار 181 الصادر عام 1947 ومن حقنا إثبات هذا الحق عبر الحصول على اعتراف بدولة فلسطين وسنسعى إلى تحقيقه.. وأكد الدكتور عريقات “أن الحديث عن إقامة دولة فلسطينية عبر المفاوضات فقط يعطي انطباعاً بارتباط حق تقرير المصير لشعبنا والاستقلال الفلسطيني بيد إسرائيل وهو أمر غير مقبول، مشدداً على ضرورة عدم إمكانية أن يخضع حق تقرير المصير للشعوب لرغبة الدول التي تشكل سلطة احتلال وهي ما تشكله إسرائيل لنا”. وحول إمكانية تبني اللجنة الرباعية الدولية في اجتماعها المقبل لمرجعية قانونية خاصة بالمفاوضات مع إسرائيل أوضح أن القانون الدولي معنا ومكانة فلسطين كدولة وجدت في عام 1947 في القرار الأممي 181. ورأى المسؤول الفلسطيني أن ما تقوم به إسرائيل من خطوات لمنع الاعتراف الدولي بفلسطين لإدراكها أنه في حال تحقق اعتراف العالم بها على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية فهذا دليل على انتهاء أي فرصة أمامها لفرض الحقائق على الأرض أو الحديث عنها كمناطق متنازع عليها معنا. ونفى أنباء عن وضع مبادرة وافق عليها نتنياهو تشمل صيغة الحدود بين الدولة الفلسطينية وإسرائيل على أساس حدود عام 1967 مقابل موافقة السلطة الفلسطينية على الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية مؤكداً “أنه لم يعرض علينا شيء من هذا القبيل”. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أنباء من مصادر ديبلوماسية أجنبية حول قبول رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مبادرة تشمل حدود عام 1967 كخطوط مع دولة فلسطين مع تبادل لمناطق معها. وزعمت هذه الوسائل أن المبادرة تشمل حل قضية اللاجئين الفلسطينيين داخل حدود الدولة الفلسطينية وليس بعودتهم إلى إسرائيل وهو الأمر الذي جاء كذلك في وثيقة أمريكية سرية لاستئناف المفاوضات بين الجانبين تستند إلى المبادئ ذاتها.. وأشار الدكتور عريقات إلى استمرار اتصالاتنا مع الطرف الأمريكي سواء كانت هنا في المناطق الفلسطينية أو في واشنطن، لافتاً إلى عدم عرض أي مبادرة مثل ما ورد في وسائل الإعلام الإسرائيلية.. وكشف عن جولة اتصالات جديدة مع الإدارة الأمريكية حول المسيرة السلمية مضيفاً “أنه سيتوجه برفقة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إلى واشنطن يوم الأربعاء المقبل لعقد لقاءات مع مسئولين أمريكيين”. ورفض عريقات الحديث عن توقعاته عما سيقوله المسؤولون الأمريكيون المقرر أن يلتقيهم في واشنطن معرباً عن الأمل في دعوة اللجنة الرباعية التي تضم الولاياتالمتحدة إلى إلزام إسرائيل بوقف الاستيطان بما يشمل القدس إضافة لقبولها مبدأ الدولتين. ونفى صحة الأنباء بشأن رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقاء المبعوث الأمريكي ديفيد هيل يوم الأحد، مؤكداً “أن هذه الأنباء عارية عن الصحة والمبعوث الأمريكي لم يطلب لقاء الرئيس”.