اعتبر رئيس الوزراء سلام فياض أن تبني الرباعية للعناصر التي تضمنها الإعلان الأوروبي الذي صدر في ديسمبر من العام 2009 يشكل أساساً لنجاح العملية السياسية. ودعا فياض، خلال استقباله وفداً برلمانياً أوروبياً في مقر رئاسة الوزراء في مدينة رام الله، أمس الأحد، إلى بناء شراكة استراتيجية بين فلسطين وأوروبا. ووضع رئيس الوزراء الوفد الأوروبي في صورة تطورات الأوضاع في الأرض الفلسطينيةالمحتلة، والجهود التي تقوم بها السلطة الوطنية لتعزيز وتعميق الجاهزية الوطنية لإقامة دولة فلسطين المستقلة. وأكد رئيس الوزراء، خلال اللقاء، أن فرص نجاح جهود إحياء العملية السياسية وتمكينها من تحقيق أهدافها، وخاصة إنهاء الاحتلال عن جميع الأراضي الفلسطينيةالمحتلة منذ عام 1967، يتطلب تدخل المجتمع الدولي بصورة فاعلة لإلزام اسرائيل بالتقيد بمرجعية عملية السلام ووقف انتهاكاتها المستمرة لقواعد القانون الدولي.. واعتبر أن تبني الرباعية للعناصر التي تضمنها الإعلان الأوروبي الذي صدر في ديسمبر من العام 2009 يُشكل أساساً صالحاً وهاماً لتحقيق ذلك، لاسيما تلك العناصر التي تضمن إنهاء الاحتلال الاسرائيلي عن كامل الأرض الفلسطينيةالمحتلة منذ عام 1967، بما فيها تعريف المنطقة المحتلة، ومكانة القدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية، وكذلك رفض التغييرات التي سعت اسرائيل لفرضها على حدود عام 1967، بالإضافة إلى وقف الاستيطان واعتباره يتناقض مع القانون الدولي، ورفض الاجتياحات العسكرية الاسرائيلية لمناطق السلطة الوطنية، ودعوته إلى رفع الحصار عن قطاع غزة دون شروط، وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967. واعتبر فياض أن تحقيق هذا الأمر سيجعل من أوروبا لاعباً سياسياً فاعلاً وشريكاً أساسياً في صنع السلام وتحقيق الاستقرار في المنطقة. من جانبه أكد الوفد الأوروبي موقف دول وشعوب الاتحاد الأوروبي الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني، وخاصة حقه في إقامة دولته المستقلة، كما أشاد بجهود السلطة الوطنية لاستكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية. من جهة أخرى أكد رئيس الوزراء سلام فياض، أن مضمون برنامج السلطة الوطنية يتمثل في تعزيز صمود المواطنين وبقائهم على الأرض في مواجهة المشروع الاستيطاني الاحتلالي. واعتبر، لدى استقباله وفداً من البرلمان الأردني، برئاسة رئيس لجنة فلسطين في البرلمان يحيى السعود، وأعضاء لجنة فلسطين في البرلمان، وبحضور السفير الأردني لدى السلطة الوطنية عواد السرحان أن البقاء مقاومة، وأن المربع الأول لضمان إنهاء الاحتلال وإنجاز أهداف مشروعنا الوطني، وفي مقدمته حق شعبنا في العيش بحرية وكرامة على أرض وطنه وفي كنف دولته المستقلة يتمثل أساساً في توفير مقومات الصمود له. وأشاد فياض بمبادرة البرلمانيين الأردنيين لزيارة فلسطين والإطلاع عن كثب على الأوضاع التي يعاني منها الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال وممارساته، وكذلك الإطلاع على مدى الإصرار الذي يبديه شعبنا من أجل نيل حريته واستقلاله. واعتبر رئيس الوزراء أن وقفة التضامن هذه، إنما تدحض وبالملموس ادعاءات ما يسمى بالتطبيع عبر هذه الزيارات، وقال: ‘إن الشعب الفلسطيني الذي يبدي تصميماً وإرادة كبيرين للخلاص من الاحتلال، إنما هو دوماً بحاجة إلى التضامن العربي مع نضاله وقضيته العادلة'. وأضاف: ‘البعد العربي شكّل دوماً البعد الأهم للقضية الفلسطينية، ويجب المحافظة عليه وصونه، وإنني على ثقة أن القضية الفلسطينية ستبقى قضية إجماع عربي، والحضور العربي في قلب مدينة الخليل المحاصرة بالاستيطان، وفي البلدة القديمة بالقدس إنما يسهم في دحض الادعاءات والسياسة الاسرائيلية الهادفة إلى تهويد هذه المدن'.