قال الجيش الباكستاني إن رئيس جهاز المخابرات الباكستاني توجّه إلى واشنطن يوم أمس الأربعاء لإجراء محادثات لم يتم الإعداد لها مسبقاً بعد أيام من تعليق الولاياتالمتحدة ثلث المساعدات العسكرية بسبب تزايد التوترات بين البلدين. ولم يتسن على الفور الحصول على تفاصيل بشأن زيارة اللفتنانت جنرال أحمد شجاع باشا التي تستغرق يوماً لكنها تأتي في وقت يتعرض فيه جهاز المخابرات للضغط لقطع العلاقات مع المتشددين حتى من رعتهم لسنين طويلة في أفغانستان والهند. وبدأت العلاقات بين قطاعي المخابرات في البلدين تتدنى منذ يناير بعد أن قتل متعاقد في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.اي.ايه) اثنين من الباكستانيين وجرى تعليق العمليات المشتركة ضد المتشددين عقب ذلك الحادث. وفي مايو تسبب قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في عملية سرية قامت بها قوات أمريكية خاصة في إحداث المزيد من الأضرار بالعلاقات, ورأت باكستان العملية انتهاكاً لسيادتها. وقال الجيش في بيان من سطر واحد: “إن باشا سيتوجه إلى واشنطن لتنسيق شؤون مخابراتية”. وخفضت باكستان عدد المدربين العسكريين الأمريكيين بصورة كبيرة ممن يسمح لهم بدخول البلاد, ووضعت أيضاً شروطاً واضحة لأنشطة المخابرات الأمريكية في البلاد, وذلك كرد فعل على الغارة التي قتل فيها بن لادن. وأعلنت واشنطن - رداً على ذلك - حجب 800 مليون دولار, وهو ما يوازي ثلث ملياري دولار من المساعدات الأمنية, في مؤشر على الاستياء من خفض عدد المدربين الأمريكيين وفرض قيود على التأشيرات لأفراد الجيش الأمريكي وغيرها من المنغصات في العلاقة بين البلدين. وعلى الرغم من الاعتراضات المعلنة لباكستان واصلت الولاياتالمتحدة الهجمات بطائرات بلا طيار في شمال غرب البلاد مما أسفر عن مقتل 48 يشتبه في أنهم من المتشددين هذا الاسبوع, وهو أحد أكبر عدد للقتلى حتى الآن في حملة القصف الجوي المثيرة للجدل.