تأييد دعوة رئيس الجمهورية للحوار وإدانة الدعوات الهادفة إلى جرّ الوطن نحو الفتن امتلأت الساحات والميادين العامة في العاصمة صنعاء وعموم محافظات الجمهورية بملايين المواطنين أمس في “جمعة الامتنان والعرفان لخادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي الشقيق” والتعبير عن الامتنان لمواقف المملكة الثابتة في دعم أمن واستقرار اليمن ومساعيها الصادقة والمخلصة لإخراج اليمن من أزمته الراهنة والرعاية الطبية لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح, رئيس الجمهورية وكبار قادة الدولة. فبعد أن أدّى ملايين المواطنين صلاة الجمعة في ساحة ميدان السبعين والشوارع والأحياء المحيطة بها في أمانة العاصمة، والساحات والميادين العامة في كافة عواصم المحافظات ومديريات ومناطق الجمهورية، دعوا فيها بالشفاء العاجل لفخامة رئيس الجمهورية، وكبار مسئولي الدولة الذين أصيبوا معه في الحادث المشين، سائلين الله للشهداء الأبرار الذين اختارهم الله إلى جواره المغفرة والرحمة. وأكدت الحشود تأييدها المطلق للشرعية الدستورية، ورفض أية محاولات للانقلاب عليها أو أي مشاريع تآمرية للانزلاق بالوطن نحو الفتن والشقاق والتشرذم. مثمّنين عالياً الإنجازات الكبرى والتحوّلات العظيمة التي تحققت للوطن في عهد الوحدة المبارك وفي ظل القيادة الحكيمة لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح, رئيس الجمهورية. ورفع المشاركون في المهرجانات علم الجمهورية اليمنية وصور فخامة الرئيس علي عبدالله صالح, مردّدين هتافات استنكرت مختلف الدعوات الساعية إلى السير بالوطن نحو الفوضى والعنف والفتن. وأيّدت دعوة فخامة الأخ رئيس الجمهورية إلى الحوار، ومع ما يتخذه من قرارات لتحقيق الوفاق الوطني لما فيه خدمة المصالح الوطنية العليا. كما رفعت الجماهير اليمنية الشعارات واللافتات المعبّرة عن الشكر لكل ما قدّمته وتقدّمه المملكة من دعم للاقتصاد اليمني الذي يتكبّد خسائر فادحة جراء استمرار الأزمة المفتعلة من قوى التآمر والحقد على منجزات ومكاسب وطن ال22 من مايو المجيد. وعبّرت الجماهير المحتشدة عن الوفاء الأخوي والامتنان الصادق من الشعب اليمني وقيادته لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده والشعب السعودي الشقيق على المواقف المبدئية النبيلة مع بلادنا وقيادتها السياسية في السراء والضراء، منوهين بالصلات العقيدية والتاريخية والأخوية الحميمة التي تربط اليمن بالمملكة العربية السعودية . كما عبّرت الجماهير اليمنية عن تقديرها لخادم الحرمين الشريفين لكل ما حظي به فخامة رئيس الجمهورية والمسئولون الذي يتلقّون العلاج في المملكة العربية السعودية من رعاية خاصة واهتمام أخوي صادق وعلى أفضل المستويات. مؤكدة تمسُّكها بأواصر العروة الوثقى التي تربط الشعبين والبلدين الشقيقين في ظل قيادتهما الحكيمة وكذا التمسُّك بالعلاقات الأزلية الحميمة بين الشعبين اليمني – والسعودي. وحيّت الحشود الملايينية مشاعر الوفاء تجاه القيم القيادية والأخلاقية الراقية التي جسّدتها المملكة العربية السعودية ملكاً وحكومة وشعباً تجاه قيادتنا السياسية العليا وشعبنا وبلادنا. وفي المهرجان ألقى الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام سلطان البركاني كلمة قال فيها: “إن احتشاد الملايين من أبناء شعبنا اليمني العظيم في جمعة الامتنان والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وشعب المملكة العربية السعودية يعكس مبادلة الشعب اليمني الوفاء بالوفاء لخادم الحرمين والشعب السعودي الشقيق ومواقفها مع الشعب اليمني في مختلف المحطات والأزمات, وهو الموقف الذي توّج بالرعاية الكريمة لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح, رئيس الجمهورية وكبار قيادات الدولة المتواجدين في المستشفيات السعودية عقب الاعتداء الإجرامي والإرهابي الذي استهدفهم وهم يؤدّون صلاة الجمعة في جامع النهدين بدار الرئاسة”. وأضاف: “اسمحوا لي باسمكم وباسم كل الجماهير أن أتوجّه بأصدق آيات الشكر والتقدير والثناء والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز, ملك المملكة العربية السعودية وولي عهده الأمين وقيادة المملكة وشعبها على الرعاية الكريمة التي قدّمت لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح, رئيس الجمهورية وكبار قيادة الدولة منذ وصولهم أرض المملكة العربية السعودية وما حظيوا به من اهتمام طبي عكس عمق العلاقة التي تربط شعبينا وبلدينا الشقيقين وخصوصاً عند الأزمات والمحن التي أثبت فيها خادم الحرمين الشريفين وقيادة المملكة وشعبها أنهم الأوفياء الصادقون والمخلصون وأنهم يكنون لليمن كل مودة وتقدير واحترام”. وتابع البركاني قائلاً: ونحن إذ نعبّر عن الشكر والتقدير لقيادة المملكة وشعبها لندرك أن ذلك الموقف ليس بغريب عليهم, كما أن الشعب اليمني يكن كل محبة وإخاء وتقدير لقيادة وشعب المملكة العربية السعودية، كما إننا لا نبالغ بالقول إن موقف الأشقاء في المملكة إنما هو استمرار لما كانت عليه المملكة دوماً تجاه إخوانهم أبناء اليمن منطلقين من قناعات راسخة”. مؤكداً أننا في منطقة الجزيرة العربية والخليج جسد واحد, إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى. وأردف قائلاً: إننا في هذا اليوم لنجدها فرصة للتعبير عن الشكر والعرفان لكل الجهود التي تبذلها قيادة المملكة العربية السعودية ولاتزال في مساعدة الشعب اليمني على تجاوز هذه الأزمة ووقوفهم إلى جانب الشرعية الدستورية وحرصهم على عدم انزلاق اليمن إلى أتون الصراع والفتنة، كما نشكرهم على دعمهم الاقتصادي الذي عكسه خادم الحرمين الشريفين بمنح اليمن 3 ملايين برميل من النفط الخام”. وجدّد البركاني التأكيد على التعاطي الإيجابي من قبل المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني مع المبادرة الخليجية باعتبارها أرضية مشتركة للحوار المستقبلي مع أحزاب اللقاء المشترك, وكذا التمسّك بالحوار كوسيلة مثلى لتجاوز هذه الأزمة التي تكاد تعصف بالوطن. وقال: “لقد جرّب الإخوة في اللقاء المشترك كل الوسائل للوصول إلى السلطة, لكنهم لم يجرّبوا الحوار والديمقراطية, وهو ما ندعوهم إليه حرصاً على وحدة اليمن وأمنه واستقراره، وندعوهم إلى الحوار بدلاً من التآمر وإضاعة الوقت وبدلاً من الفوضى وبدلاً من العبث وضياع المقدّرات والأوقات والجهود”. وأضاف: “نجدد الشكر والعرفان لكل الشرفاء على الأرض اليمنية الذين يؤمنون بالحوار والسلام والمحبة والجلوس من أجل قضايا الوطن، كما نجدّد الشكر لأشقائنا في المملكة العربية السعودية وقادة دول مجلس التعاون الخليجي وخصوصاً سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان, رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الذي كان سبّاقاً في إرسال العديد من الفرق الطبية والإسعافات لفخامة الأخ الرئيس بعد إصابته وفتح المستشفيات الإماراتية, كما نشكر قادة مجلس التعاون الخليجي على مواقفهم النبيلة الصادقة والشريفة والأخوية التي لن ينساها الشعب اليمني ولن تمحى من ذاكرة أجياله”. مؤكداً بهذا الصدد أن مواقف خادم الحرمين الشريفين ستخلّد وتكتب بأحرف من نور. وواصل قائلاً: لك يا فخامة الأخ الرئيس وزملائك منّا التحية والدعوات, دعوات الأمهات الصائمات اليوم, دعوات الرجال القائمين في الليل اليوم, دعوات كل اليمنيين, كل المحبين, كل المخلصين, كل الحريصين على هذا الوطن, كل المحبين لعلي عبدالله صالح قائداً وأباً وأخاً ومناضلاً وشجاعاً وطنياً في كل الملمات. واختتم بالقول: لا نامت أعين الجبناء يا فخامة الرئيس, وسيكون لحضوركم في الأيام القادمة وعودتكم إلى أرض الوطن الترحاب الكبير, وسنخرج بالقلوب والعقول والمشاعر سعياً إلى مطار صنعاء, فلن نتردد ولن يتردد اليمنيون أبداً.