من أكثر الشكاوى التى نسمعها- خاصة فى نهار الأيام الأولى من شهر الصوم- الشكوى من الصداع الشديد الذى يصيب الشخص أثناء الصيام، فما أسباب حدوث هذا الصداع فى نهار رمضان؟ أولاً: يجب أن نعلم أنه بمرور الوقت تتراكم السموم فى الجسم نتيجة لتراكم الشوارد الحرة، وهى عبارة عن الذرات أو المجموعات المتأينة التى تنتج كعادم نتيجة احتراق الغذاء لتوليد الطاقة، وأيضا تلك التي تجمعت نتيجة لملوثات الهواء الذي نتنفسه، والمواد الكيميائية التي تلوث الطعام الذي نأكله، والماء الذي نشربه إلخ.. ومن وقت لآخر يحاول الجسم أن يبحث عن وسيلة ليخلص نفسه من تلك السموم وينتزعها من خلاياه وأنسجته، والصوم وسيلة فعالة وآمنة لمساعدة الجسم لكي ينتزع هذه السموم من أنسجته، وعندما تنطلق هذه السموم إلى تيار الدم لكي يتخلص منها الجسم، فإن الإنسان يشعر ببعض الأعراض مثل الصداع، وأحياناً بعض الإعياء فى بداية الصوم، وربما ينتابه بعض الإسهال أو الاضطراب فى مواعيد دخول الحمام، إلا أنه لا يلبث أن يجتاز هذه الدورة بسرعة أكبر وبأعراض أقل، كلما مرت أيام على بداية صومه، حتى ينتهي صومه وجسمه أكثر راحة، وأعضاؤه أكثر صحة وشباباً. ثانياً: ربما يكون سبب الصداع الذى يصاحب الأيام الأولى من الصيام هو حرمان المخ مما تعود عليه من الشاي والقهوة وتموينه من الجلوكوز والأملاح فى طعام الإفطار والغداء، وتدريجيا تتأقلم مراكز الشبع والمزاج فى المناطق الوجدانية فى المخ على النظام الجديد، وقد ترتاح له لما فيه من تخفيف ضغوط العمل على الجهاز الهضمي والغدد المساعدة له مثل الكبد والبنكرياس، أما مدمنو السجائر وخلافه، فإن هذه المراكز- وخصوصا مراكز الإحساس بالألم فى نويات المخ- فإنها تأخذ وقتاً أطول للتأقلم، وتحتاج إلى الارتواء بشدة بعد الغروب. ثالثاً: اضطراب وقلة ساعات النوم واختلال الساعة البيولوجية، بالإضافة إلى كثرة الجلوس أمام التليفزيون لساعات طويلة، وقد ثبت من الدراسات أن مشاهدة التليفزيون لفترات طويلة تجعل الإنسان يشعر بشيء من الاسترخاء، والشعور بالسلبية، وفى خلق حالة نفسية، إما أن تكون غاضبة وحزينة ومتمردة، أو أن تخلق نوعا من البلادة وعدم الاكتراث واللا مبالاة . وقد أوضحت نتائج فحص رسم المخ أن قياس موجات « ألفا» أثناء مشاهدة التليفزيون تكون أكثر منها أثناء القراءة، مما يوضح أن المخ يكون أقل تنبيها واستيقاظاً وأكثر سلبية واكتئاباً عند مشاهدة التليفزيون لمدة طويلة، على عكس ما يحدث مثلاً عند قراءة القرآن أو الصلاة، حيث يسترخي الجهاز العصبي المركزي، ويتحسن معه أداء الجهاز المناعي، وتقل أعراض الصداع، وقد يقلل من حدة الصداع نوم القيلولة الذي يعوض النقص فى ساعات النوم بالليل. رابعاً: لا شك أن صيام رمضان فى هذا الجو الحار الذي يكثر فيه العرق، ويظل الإنسان لفترة تتجاوز 15ساعة من الصيام دون تناول أي نوع من السوائل التعويضية بسبب الصوم، مما يؤدي إلى نوع من جفاف الخلايا، والإحساس بالصداع والألم. ولعل تناول كميات كافية من السوائل ما بين الإفطار والسحور يعوض هذا النقص. علاج الصداع الخمول الكسل والعصبية أثناء الصيام إن الخمول، والصداع، والكسل، والعصبية، وسوء تنظيم الوقت، كلها مظاهر سلبية نلحظها مع بداية أول يوم في شهر رمضان الكريم، وربما تستمر حتى نهايته. ولعل أهم أسباب تلك الظواهر هو الحالة الفسيولوجية التي يعكسها الجسم على سلوكك أثناء الصيام، والتي يسببها الاعتياد على ممارسة بعض العادات الخاطئة، فالإفراط في شرب المنبهات كالشاي والقهوة والتدخين وعدم تنظيم الأكل والإفراط فيه كلها عادات خاطئة نمارسها طوال العام وقد تستمر معنا في رمضان وننسى أو نتناسى أنها المسبب الرئيسي في تدني أدائنا وحيويتنا في نهار رمضان. تعلم كيف تتسلح بالعدة التي تأهبك بدنيا وعقليا لاستقبال شهر رمضان بصحة وحيوية ونشاط لتحرر جسمك وجميع أنظمته من العادات السيئة الضارة التي اعتدت عليها خلال العام. 1. قلل تدريجيا من كمية المنبهات -المواد المحتوية على مادة الكافيين- التي تتناولها خلال اليوم فهذا يقلل من نسبة الكافيين في الدم بشكل تدريجي والذي يؤثر انخفاضه المفاجئ على الحالة المزاجية ويسبب الصداع والعصبية، فعلى سبيل المثال لو كنت تتناول 3 فناجين من الشاي أو القهوة فاجعلها 2 ثم 1 خلال شهر شعبان واستبدل بهذا العدد أي مشروب آخر مفيد. 2. لا تبدأ يومك بشرب المنبهات كالشاي والقهوة والنسكافيه والمشروبات الغازية واستبدلها بمشروبات مفيدة كالينسون والكركديه. 3. إن كنت مدخنا فقلل بالتدريج من شرب الدخان قبل رمضان لأن نسبة النيكوتين الموجودة في التبغ يؤثر انخفاضها المفاجئ مع الصيام على الحالة المزاجية ويسبب صداعا شديدًا. 4. باعد بين فترات تناول المنبهات والسجائر قدر المستطاع. 5. استكمل عبادتك في رمضان واقلع عن التدخين 6. اقترب من رمضان في عاداتك كلها فهيئ جهازك الهضمي لمواعيد الصيام في الأكل والشرب بصيام عدة أيام في شهر شعبان. 7. نم مبكرًا بعد صلاة العشاء مباشرة وحاول الاستيقاظ قبل صلاة الفجر بساعة على الأقل. 8. تناول وجبة بسيطة قبل صلاة الفجر حتى لو لم تنوِالصيام إن كنت تعاني من أي مرض مزمن أو تتناول أي عقاقير طبية. 12. احرص على تأخير وجبة السحور. 13. احرص في وجبة السحور على تناول البقوليات كالفول والعدس؛ لأنها تحافظ على مستوى من الجلوكوز في الدم لفترة طويلة مما يساعدك على إكمال يومك بحيوية ونشاط. 14. تناول ملعقة من العسل في وجبة السحور فهو الوحيد من السكريات الذي يرفع مستوى السكر في الدم بشكل تدريجي فيساعدك على الصمود والحيوية خلال نهار رمضان. 15. في وجبة السحور، تناول سكريات ذات استهلاك بطيء كالعجائن والأرز وتناول خضراوات لتسهيل عملية الهضم، وكذا بعض الفواكه واهتم بالألبان ومشتقاتها. 16. تجنب الأغذية المحفوظة والمالحة في وجبة السحور مثل المخللات والجبن والزيتون, والحلويات المركزة مثل الكنافة والبقلاوة والمكسرات والأطعمة الدسمة أو المقلية؛ لأن مثل هذه الأطعمة تسبب العطش الشديد أثناء النهار كما أنها قد تؤدي إلى سوء الهضم. 17. احرص على شرب الماء بعد السحور دون مبالغة خاصة في فصل الصيف. 18. عجل بالإفطار وابدأ بالتمر فإن لم يكن فبالماء. 19. عود نفسك على احتساء طبق من الشوربة الفاترة قبل تناول الوجبة الأساسية لتكون الأساس قبل وجبة الإفطار في رمضان فهي تهيئ المعدة للقيام بعملها الذي انقطع طوال فترة الصيام دون عبء، ثم انهض لصلاة المغرب حتى تستعد المعدة لاستقبال الطعام، وتبدأ في إفراز الأحماض الهاضمة. 20. تجنب الإفطار بشرب سيجارة أو تناول شاي أو قهوة؛ لما في ذلك من إثارة للمعدة بشكل خاطئ يزيد من سوء حالتك أثناء الصيام. 21. تجنب الإسراف في الأكل والشرب خلال شهر رمضان. 22. مارس أي نشاط بدني بسيط أثناء الصيام، وليكن المشي فهذا يساعد على إنتاج طاقة للجسم. 23. عوّد نفسك على النوم بعد صلاة التراويح كي تستطيع الاستيقاظ قبل صلاة الفجر لتناول وجبة السحور. 24. لا تكثر من الأكل في الليل فهذا يقلل من الراحة والاسترخاء لنوم هادىء، وحتى تستطيع الاستيقاظ لصلاة القيام بهمة ونشاط. 25. احرص على ألا تقل عدد ساعات نومك عن 7 ساعات في اليوم، فقد ثبت علميًّا أن الذين يعانون من اضطرابات في المزاج والأداء البدني يكون عدد ساعات نومهم أقل من 5 ساعات.