أيام قلائل ويغادرنا شهر رمضان المبارك فاز فيه من فاز وخسر فيه من خسر..ومنذ دخول هذا الشهر الكريم بل وقبله بشهر يستعد أهل تهامة لاستقباله بأهازيج السعادة شأنهم شأن بقية المسلمين الا أن التهاميين لهم أهازيجهم الخاصة بذلك وبعبارات وأهازيج الوداع الحزينة-ايضاً- يتمتم محبو هذا الشهر من كل أصقاع الأرض.. مرددين حال استقبالهم له بمرحب مرحب يارمضان يامرحبا بك يارمضان...وفي توديعه مودع مودع يارمضان في وداعة الله يارمضان..في هذا الاستطلاع سنحاول تسليط الأضواء الرمضانية الروحانية لأهل تهامة..تابعونا. وحدة رمضانية وفي رمضان تنطلق أمة محمد صلى الله عليه وسلم نحو بارئها تجمعها وحدة الدين بوجدان متعاظم وروحانية متناهية لفعل الخيرات وترك المنكرات.. وتبقى المجتمعات المسلمة في شتى أرجاء المعمورة تتوق لهفة واشتياقاً لموسم خير وبركة في شهر الخير والبركة ، ومجتمعنا اليمني يتميز بحياة حافلة بالإيمان في هذا الشهر الفضيل. تهامة في رمضان وفي تهامة تجد قلوباً خصبة غنية بشواهد الإيمان كخصوبة سهولها الغنية بأطيب الثمار وأجودها.. فرمضان تهامة يحتاج عمراً مديداً حتى تكتمل وقفات التأمل في مساره بين أفئدة تستنير بنور الإيمان ووجوه تستضيء به فتبدو حياة مآذن وعلى امتداد سهول تهامة تزدان مساجد تهامة بروحانية تنبعث من فرحة بقدوم رمضان «وحرص» على استغلاله الاستغلال الأمثل. فمنذ النداء الأول لصلاة التراويح تمتلئ المساجد بصفوف المسلمين في صورة «تصمت عن وصفها الألسنة وتتكفل بها القلوب دون غيرها من سائر الجسد.. وتمتاز تهامة في رمضان بمجالس قراءة القرآن حيث تتجمع جماعات من الناس في «المبارز» و«المبارز» مفردها مبرز وهو مكان يحتضن مجموعة من الناس لتناول القات ويقرأون فيه القرآن، وهي كلمة تهامية تقابلها كلمة «ديوان» عند المناطق الأخرى في اليمن .. وفي العشر الأواخر تبدأ مراسم «الختومات القرآنية» حيث يكون في كل ليلة من الليالي العشر تجمعاً كبيراً عند «مبرز» أو أكثر لغرض ختم القرآن الكريم هناك كما جرت عليه العادة في تهامة وتوزع فيه أنواع خاصة من المأكولات والعطور والبخور في طقوس خاصة بأبناء تهامة. وفي الأسواق أما أسواق تهامة في رمضان فوحدها حكاية تنبئ عن خيرات «حسان» تنبت من رحم سهول تهامة.. فهي عبارة عن معارض حقيقية لمختلف أنواع التمور والبطيخ والفواكه والخضروات والمأكولات الشعبية والعصائر والحلويات ومأكولات رمضانية تختص بها تهامة دون غيرها. فلذا تبقى أسواق تهامة في رمضان ذات نكهة «خاصة» لا تقارنها أية نكهة سوى النكهات الطبيعية الرائعة المتواجدة في ساحاتها والمنتشرة بين أرجائها. عشرٌ بعشر !! وفي العشر الأواخر من رمضان تمتاز تهامة بعشرة أعمال وصفات منها ما هو مطبوع على جبينها بأنه «حصري» ومنها ما هو مخصوص بالتميز في الأداء إذا كان من الأعمال المشتركة مع مجتمعات أخرى. . صلاة قيام الليل وختومات القرآن الرمضانية «حصرياً» و أداء الزكاة في هذه العشر واستقبال أسواق تهامة لآلاف الزائرين «حصرياً» و الاعتكاف في المساجد و تكثيف حلقات الذكر بين المساجد «حصرياً» و أمسيات رمضانية متنوعةو أنشطة رياضية مختلفة اضافة الى قيام نوعي استثنائي لليلة «نوعية» استثنائية، ليلة القدر خير من ألف شهر و بدء مراسم الأعراس بعادة «الجليس» وهي كلمة تهامية تعني إشهار موعد العرس «حصرياً» مع الوداع .. فيضٌ من دمع وما أن يلوح في الأفق البعيد اقتراب موعد رحيل رمضان حتى تفيض أعين المؤمنين بالدمع حزناً على فراق شهر طعموا فيه حلاوة الإيمان، وتجلت في أيامه ولياليه أروع مشاهد الإيمان وأعظمها على الإطلاق وتتوجه قلوب العباد إلى بارئها تسأله القبول وأن يعيد رمضان على الأمة الإسلامية أعواماً عديدة وأزمنة مديدة. وتبقى تهامة وحدها أول المستشرفين بقدوم هذا الشهر الفضيل وأول من يحزن على فراقه ووداعه وذلك حين تستقي الخبر اليقين من بحرها بحلول الشهر أو قدوم عيده المبارك.